الرئيسية

التربية الإيجابية….

..المغرب تحت المجهر …امينة بنالعلوي

     

       من يحق له الصراخ الآباء … أم الأبناء …؟!

سؤال يفرض نفسه بشدة نعم من يحق له الصراخ …؟!

هل الآباء بسبب تعرضهم لضغوطات الحياة اليومية، أم الأبناء ضحايا المعاناة الوالدية.

الكثير من الآباء والأمهات لا يحسنون التعامل مع أبنائهم ،والكثير من الأبناء لا يحترمون أباءهم، فتزداد بذلك معاناة الطرفين نظرا لسوء التدبير الأسري؛فالأولياء يشتكون من تصرفات ابنائهم اللامسؤولة، والأبناء يشتكون من معاملة آبائهم القاسية.

التربية ليست حصول الأبناء على أحسن النتائج، أو اعتلاء أرقى المناصب، التربية هي تلك العلاقة الطيبة، المليئة بالدفء والحنان والعطاء… العلاقة التي تربط الوالدين بأولادهم.

لكن يبقى السؤال المطروح لما صراخ كل من الآباء والأبناء؟!

إلى ما يحتاج الأبناء؟ ما الصورة التي يحلم الآباء رؤية أبنائهم عليها حتى تتحسن هذه العلاقة؟

أحد الأبناء يصرخ قائلا: والداي لا يحسنا معاملتي، يعاملني كآلة، لايهتما بصحتي الجسدية ولا النفسية… أشعر بالضياع بينهما، هدفهما أو مايسيطر على اهتمامهما هو حصولي على أحسن النتائج، و تصرفي بشكل راق أمام معارفهم… متناسين إنسانيتي فأنا أرقى من أي شيء…

نعم فالأبناء بحاجة لمن يستمع لهم بحاجةلسماع عبارات تشجعهم وتحفزهم للمضي قدما، كاستخدام بعض الكلمات المليئة بالدفء والحنان: ” أحبك بني” ، ” لا تزعج نفسك؛ حتما ستفوز في المرة المقبلة ” ، ” أنت بني أفضل من أي إنجاز” …

فالله سبحانه وتعالى كرم الإنسان، وميزه على باقي مخلوقاته فلاداعي للحط من أبنائنا أو استفزازهم بعبارات لادغة أو جعلهم يحسون بالدونية من خلال الصراخ عليهم، فبتشجيعنا لأبنائنا بطرق مباشرة و غير مباشرة، يعملون على بذل مجهودات أكبر لتحقيق إنجازات عظيمة.

كلنا نعيش ظروف حياتية صعبة، وضغوطات داخل وخارج العمل، منشغلين بالتزاماتنا اليومية، مرهقين من تفاقم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، لكن لا ينبغي أن نفرغ شحناتنا السالبة على أبنائنا، من إحباط وصراخ بلا سبب وضرب… ينبغي إخراجهم من دوامة غضبنا فهم لا ذنب لهم .

والمثير في الأمر أن في الأونة الأخيرة صرنا نلاحظ بعض الأمهات يشتكين من أنفسهن وأبنائهن وحياتهن ككل ، فهذه أم من بين اللواتي يشتكين تقول: أنا عصبية ومتعبة، مرهقة و متوثرة…. أنا مكتئبة حياتي صارت مستحيلة فمن كثرة ذكرها لذلك تسجل في اللاوعي بأنها غير متزنة و في طريقها لدخول حالة اكتئاب فأصبحت تصدق كل ما تقوله على نفسها.

وهناك نساء كثيرات يشتكين من نفس الحالة، فيصرخن بسبب وبدون سبب وينزعجن من سلوكات وتصرفات وطلبات ابنائهن، مما يؤثر بشكل سلبي على رد فعلهن اتجاه أطفالهن لا سيما وأن بعض النساء يتخذن الصراخ كمتنفس لهن للخروج من حالتهن العصبية، الناتجة عن ضغط في العمل أو توتر العلاقة الزوجية… وكذلك الشأن بالنسبة لبعض للآباء ، إذ أصبح مستوى هويته على قناعة بكونه عصبي و….و….

فالصراخ في حد داته عنف لفظي لم ولن تكن له نتائج إيجابية لا للآباء ولا الأبناء بل على العكس من ذلك فبصراخنا على أبنائنا نساهم في تنشئة إنسان ضعيف الشخصية ، لذلك يبقى الحل الأنجع هو التقرب من الأبناء ومعرفة حاجاتهم ورغباتهم ، والتحدث حول الممكن ومناقشة المستحيل منها، وتعليمهم طرق أكثر سلمية ونجاعة للتنفيس عن غضبهم بذل الصراخ ، وأن أسهل وأسلم أسلوب للتفاهم هو النقاش والتحدث بهدوء لا الصراخ، ينبغي إشباع أطفالنا بالمحبة و الاحترام والتسامح والإثراء …لا بالصراخ، حتى نتمكن من رؤية أبنائنا في الصورة التي نتمنى رؤيتهم عليها.

              الأستاذة: أمينة بنالعلوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى