الرئيسية

التربية الإيجابية أطفالي صادقون أم كاذبون….؟!

 

المغرب تحت المجهر…أمينة بنالعلوي

كثيرا ما يحتكم بعض الآباء في إصدار قرارتهم لما يسمعونه من أطفالهم، خاصة صغار السن باعتبار أن الطفل الصغير صادق في كل حرف نطق به، فهو لا ينطق إلا بما سمع أو رأى، لكن هذا خطأ كبير ، وهذا لا يعني أني أتهم الأطفال بالكذب.

لكن ما يجهله معظم الآباء أنهم أطفال صغار ، لا ينبغي أن نأخذ كلامهم على محمل الجد، لاسيما عند اتخاذ قرارات مصيرية؛ لأن الأطفال الصغار يكذبون نعم فهم يكذبون، ويظهر ذلك جليا عندما يصرون على عدم قيامهم بعمل معين، أو أنهم لن يقوموا به، فالحقيقة على العكس من ذلك تماما، فهم إما قاموا به، أو أنهم سيقومون به مهما استعصى عليهم الأمر.

      أطفالي كاذبون؟!

سؤال تطرحه العديد من السيدات، لا سيدتي مادام طفلك في السنوات الاولى من عمره فهو لا يكذب، فهو لا يميز بين الخيال و الواقع فكيف تحكمين عليه بالكذب؟!

عادة ما يتميز الأطفال بخيال واسع غير محدود، وهذا ما يساعدهم على حبك قصص مثيرة للإعجاب، معتمدين في ذلك على محيطهم فهم ينطلقون منه بالدرجة الأولى، وخلال هاته المرحلة لازال الأطفال يكتشفون ويتعرفون على محيطهم، فمثلا الطفل عند ولادته فهو يولد متوازن نفسيا، ثقته بنفسه عالية، شخصيته قوية، لذلك فلا يمكن الحكم على الطفل بأنه يكذب إلا بعد تجاوز السنة السادسة.

 فلجوء الأطفال للكذب بين السنة الثالثة والرابعة راجع للمرحلة العمرية الانتقالية، ( الانتقال من الذات إلى المحيط المعاش) وذلك في محاولة منهم لاثبات ذواتهم، والإعجاب بقوتهم ومهارتهم، وإن كان هذا يدل على نوع من الذكاء اللغوي لدى الأطفال، وفي هذه السنوات تتأرجح كذباتهم إلى مضحكة التي تأتي لإخفاء التجاوزات، وبين الكذبات التي تكون قريبة من الواقع،أي مبنية على حقائق ووقائع عايشوها، وهي التي تكون أكثر تصديقا من طرف الكبار ، فمنح الثقة للأطفال و تفادي عقابهم على كل كبيرة وصغيرة يبعدهم عن الكذب.

لما أطفالي يكذبون؟!

تتعدد الأسباب أو الدوافع الكامنة وراء كذب أطفالنا:

* الخوف من العقاب نتيجة قسوة الوالدين أو الأساتذة.

*  التعويض عن نقص معين،( الحاجة :فقر ، حب، اهتمام…)

* التهرب من شيء لا يرغب به( الذهاب للمدرسة، انجاز الواجبات، تناول طعام معين…)

* إثارة انتباه من حوله.

* وغيرها من الأسباب الأخرى كالغيرة والانتقام أو حماية شخص معين…

 كيف نجنب أطفالنا الكذب؟!

ينبغي اشعار أطفالنا بالحب، فمنهم من يكذب لغياب حاجة نفسية لها علاقة بالحب، فهو بحاجة لعناق و تقبيل فعندما لا تمدح ابنك فإنه يلجأ للكذب ليظهر لك أنه بطل.

من منا لا يعرف قيمة الصدق، فهو من بين القيم الأخلاقية التي ينبغي غرسها في أطفالنا، علما منا أن الكذب يدل على تطور الطفل العقلي، وقدرته على الاندماج مع الآخرين، و مع ذلك لا يجب تعزيز هذا السلوك، بل ينبغي تجنيب الأطفال إياه، فهم يتخذون الكبار أنموذجا و قدوة لهم، لذى وجب أخذ الحيطة والحذر أثناء التحدث أمامهم، وتعويدهم على الصدق في الكلام والمعاملة، وبيان لهم جزاء الصادقين، من خلال حكايات تتحدث عن مصير الصادقين ، فتعليمهم الصدق منذ الصغر يبعدهم عن الكذب؛ الذي يدمر العلاقات و يتسبب في مشاكل بين الأسر أو الناس بصفة عامة.

يجب أن تكون العلاقة الوالدية سليمة، تتميز بالحرص والرعاية الجيدة للأطفال، و معاملة الأطفال بلطف، وعدم اجبارهم على القيام بأعمال لا يحبونها، وإذا حدث وكذب الطفل ينبغي حل المشكلة بطريقة سلمية بعد معرفة الأسباب،

حتى إن كان هناك عقاب ينبغي معاقبة السلوك لا الطفل،وتجدر الإشارة إلى وجوب الإجابة عن أسئلة الأطفال دون الحاجة إلى الكذب  أو المرواغة وذلك بشكل بسيط وواضح ، مع تعزيز جانب الصدق لديهم من خلال بعض الحكايات أو مشاركتهم في الأنشطة التي يكون هدفها الصدق.

            الأستاذة: أمينة بنالعلوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى