الرئيسية

الإثـــارة للإعجاب

المغرب تحت المجهر…بقلم إسماعيل التميمي

حتما ستكون التقيت بشخص يسعى لإثارة إعجابك، سواء أفلح في ذلك أم لا، إن لم تكن أنت من يسعى لإثارة إعجاب الآخرين …

صحيح أن هناك أوقاتا في حياتنا نعتقد فيها بأننا محتاجون لمفاجأة الغير، وأنهم بذلك سيغبطوننا أو سيعجبون بنا، نريد أن نلفت الانتباه وأن نكون ملوك الحفلة، مهما كلف الأمر بل وفي بعض الأحيان قد يصير مرضا لدرجة حب التأله : (فرعون قدر فأظهر، وابن البشر عجز فأضمر)

لكن بعد عمر معين، يصير أهم شيء بالنسبة لنا هو أن نعيش حياتنا دون أن تتم ملاحظتنا، لكن هيهات ثم هيهات، ليس بالأمر الهين، بل هنا تبدأ المعركة الحقيقية، معركة إغلاق الأبواب التي تم فتحها على مصراعيها.

هناك العديد ممن يقضون حياتهم في فعل أشياء لا يحبونها بل ربما يكرهونها حتى، ويكسبون أموالاً لا يحتاجون إليها، ويخصصونها لشراء أشياء لا يريدونها بالضرورة، وذلك لإثارة إعجاب أشخاص لا تربطهم بهم علاقة أصلا. فجميل أن يكون لديك المال لشراء الأشياء التي تريدها، ولكن الأجمل أن يكون لديك أشياء لا يمكن للمال شرائها.

وهنا يأتي السؤال :

هل فعلا نحتاج إلى إثارة إعجاب الغير؟ كم مرة أصبنا بخيبة أمل؟ كم مرة منحنا ثقتنا ولم نحصل على النتيجة التي كنا نأملها؟

أكثر الناس تعاسة أولئك الذين يهتمون كثيرًا بما يعتقده الآخرون تجاههم، فما بالك بمن يسعى للتبرير كي يغير معتقدهم؟! أقل لهم بكل بساطة : ضاع نصف عمركم…

 لذلك، عندما تتوقف عن توقع شيء من الآخرين، ابدأ في إدراك أنك بحاجة أيضًا إلى التوقف عن القلق بشأن ما يتوقعه الآخرون منك. لسنا بحاجة لإرضاء أي شخص، وهذا يخضع لقاعدة بسيطة يمكن للجميع فهمها: إذا حاولت التأثير مهما كلفك الأمر، فأنت تتنكر، وإذا تنكرت فحتما سيموت جوهرك، لا يمكنك فعل أو قول كل ما يخطر ببالك، بل الأحوط عرض المقال على المقام لتكون حريصًا على عدم إيذاء أي شخص.

يصبح الشخص الذي يهتم بنفسه شخصًا أنقى وأكثر واقعية واكتمالًا، وهذا هو الوقت المناسب لتولي زمام رغباتك، وقيادة حياتك، واتخاذ مبادراتك الخاصة، وعدم المبالغة في مدح الآخرين، ومشاركة أفكارك بكل حرية.

 في نهاية المطاف، تبقى الطريقة الوحيدة لتكون شخصًا فريدا هي بكونك لا تريد أن تكون كذلك. كن طبيعيًا واعمل على أهدافك الحقيقية تكن أكثر سعادة، وهذه ليست مجرد بداية للحصول على حريتك، بل هويتك.

#خواطر_تميمية

بقلم إسماعيل التميمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى