الرئيسية

التربية الإيجابية.. وراء كل تصرف سلبي نية إيجابية…!

المغرب تحت المجهر

إن القيم التي نغرسها في بيوتنا تختلف اجتماعيا باختلاف مجتمعنا بمكوناته، وحسب أولوية كل واحد منا فمثلا كل واحد منا لديه قيمة الدين والمال… وكل منا يرتبها حسب قناعاته ومبادئه أي حسب شخصيته، فعندما تضع ابنك موضع احترام، فإنك تعطيه قيمة هاته الأخيرة يعتز بها ويسعى للمحافظة عليها.

محاولة إثبات الذات.

من الأبناء من يسرق ليس لأنه بحاجة لما سرقه ولكن فقط ليثبت ذاته، رغم معرفته مسبقا أنه سيعاقب على هذا التصرف، فنجد وراء الكثير من التصرفات والسلوكات الغير اللائقة نية إيجابية، هناك من يختلق القصص والأكاذيب لا لشيء معين فقط ليظهر أمام زملائه أنه بطل. 

فعندما يحمل السلوك السلبي النية الإيجابية، ينبغي التفكير مليا في السبب الذي دفعه لهذا التصرف قبل التفكير في معاقبته.

افهم مايمر به طفلك

يمر أطفالنا بمراحل عمرية مختلفة ولكل مرحلة شروط معينة للمحافظة على السلامة الصحية والجسدية والنفسية، لذلك لابد من اختيار لحظات معينة نجالس فيها أبنائنا للتحدث معهم، مع اختيار اللحظات المناسبة والتي يكونون فيها في حالة مزاجية جيدة، لذلك يتوجب على الوالدين( الأب-الأم) أن يكون أفضل مستمع أو أفضل مستمعة، وتشجيعهم على البوح بما لديهم بكل أريحية دون اخفاء أي شيء كيفما كان حجمه، وذلك باشارة منك توضح مدى حبك واهتمامك به، يمكن البدء بالحديث معه بسؤالك مثلا؛ كيف كان يومك الدراسي، وهنا ينبغي أن تكون مستمع جيد .

نعم هناك ظغوطات حياتية كثيرة تؤثر عليك بشكل كبير لا تجد فيه حتى الوقت لتناول طعامك بشكل عادي، ولكن عليك بناء علاقة ودية مع طفلك من أجل معالجة بعض السلوكات التي تحتاج للمعالجة.

فحوارك مع طفلك بشكل يومي يمكنك من تعديل عدد من السلوكات ومعانقتك له تعطيه طاقة إيجابية( حب، حنان…)قد يبكي طفلك أحيانا ويدعي أنه مريض لأنه بحاجة للمسة حنان منك، لأنه بحاجة لكي تحضنه ، لذلك قلنا أن وراء كل سلوك سلبي نية إيجابية.

ابنك بحاجة للمساعدة

هناك الكثير من الخطوات التي ينبغي اتباعها أثناء معاملتك لابنك، وذلك لتوجيهه وتقويمهه؛ أي إرشاده لطريق بخطوات تساعده على المضي قدما منها:

التشجيع: أطفالنا بحاجة كبيرة للتشجيع في كل وقت، وعلى أي إنجاز يقومون به، فتشجيع الإنسان عامة على أي عمل قام به يزرع في نفسه ثقة للقيام بأفضل منه.

المدح: للمدح أثر كبير في التأثير على تغيير نفسية أطفالنا، فمدحهم بما فيهم وليس مافيهم يساعدهم على تثمين ذواتهم ويعطيهم ثقة بشكل كبير في نفسهم كالبعد أو الخروج من التأتأة، وصك الأسنان وكذا التبول اللإرادي.

التقديم: رغم بساطة الخطوة إلا أن لها قيمة كبيرة، فعند تقديم طفلك في أجمل صورة؛ خاصة أمام الضيوف أو العائلة ” هذا ابني الدكتور أحمد، هادئ وجميل مؤدب مجد في دروسه ، من الأوائل يحصل على نقط ممتازة، يساعد والدته يتبع نصائحي… يعني تقديمه في صورة مثالية، حتما سيسعى ليكون عليها، على الاقل أمام الضيوف.

فمعاملة الأطفال بشكل سلبي تجعلهم يصدقون ذلك، ولكن إذا تم التعامل معه بشكل جيد يمكنهم من تحمل المسؤولية ونمو شخصيتهم بشكل متوازن.

لذلك يتوجب علينا البحث في سلوك الطفل، وحتى إذا لم تكن وراءه نية إيجابية؛ فمعرفة أصل السلوك تساعدنا على معرفة كيفية التعامل معه ، وحتى إن كان هناك عقاب ينبغي عقاب السلوك لا الطفل، فقولك للطفل ” أنا لا أحبك ” لأنه تصرف بشكل أغضبك، سيولد لديه اعتقاد بأنك لا تحبه فعلا ومعاقبتك له بالضرب يجعله عدوانيا؛ مع زملائه في الحي أو المدرسة ، ثم بعد ذلك مريض نفسي في الكبر…

جميعا نعلم أن العقاب لابد منه لكن هناك بدائل كثيرة غير العقاب البدني، كما ينبغي أن يتم شرح سبب العقاب للطفل، كما ينبغي أن تحسسه بحبك له واهتمامك وأنه أغلى شيء في حياتك.

الأستاذة: أمينة بنالعلوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى