الرئيسية

فقرة لكل مقام مقال

المغرب تحت المجهر… رضوان السباعي متابعة

من فنون الأدب اختيار اللفظ المناسب حتى قالوا: « لكل مقـام مقـال ». فيقال للمريض “معافى”، وللأعمى “بصير”، وللأعور “كريم العين”، 

وكان هارون الرشيد قد رأى في بيته ذات مرة حزمة من الخيزران، فسأل وزيره الفضل بن الربيع: ما هذه ؟.

فأجابه الوزير: عروق الرماح يا أمير المؤمنين.

 لماذا لم يقل له: إنها الخيزران؟

لأن أم هارون الرشيد كان اسمها “الخيزران”، فالوزير يعرف من يخاطب؛ فلذلك تحلى بالأدب في الإجابة.

و أحد الخلفاء سأل ابنه من باب الاختبار : ما جمع مسواك ؟

فأجابه ولده بالأدب الرفيع : (ضد محاسنك يا أمير المؤمنين).

فلم يقل الولد: (مساويك) لأن الأدب هذّب لسانه، وحلّى طباعه.

و خرج عمر- رضي الله عنه- يتفقد المدينة ليلا، فرأى نارا موقدة، فوقف، وقال : يا أهل الضَّوء،  وكره أن يقول: يا أهل النَّار. 

و لما سُئِل العباس- رضي الله عنه، وعن الصحابة أجمعين-:

أنت أكبر أم رسول الله -صلى الله عليه وسلم – ؟.

فأجاب العباس قائلا : (هو أكبر مني، و أنا ولدت قبله).

ما أجملها من إجابة في قمة الأدب لمقام رسول الله -عليه الصلاة والسلام .

اختيار الألفاظ قيمة ضاعت للأسف فى مجتمعاتنا، وأصبح بعضنا يبرر ذلك لنفسه ببعض الكلام مثل: أنا صريح، و أنا أتكلم بطبيعتى، أو أنه بذلك يبتعد عن النفاق. 

والحقيقة أن هناك فرقا كبيرا جدا بين النفاق، ومراعاة مشاعر الآخرين ، وبين الصراحة، والوقاحة.

يجب ان نعي جيدا أن بين كسر القلوب وكسبها خيطا رفيعا اسمه “الأسلوب”.

رحم الله السلف الصالح ،والاقتداء به متعة لا توصف فسبب مشاكلنا واغلبها في الوقت الحالي أكيد فساد اسلوبنا المعرفي في التواصل الاجتماعي ، فقد سرنا نسبيا نطبع مع الموت ، نعم أصبحنا نطبع مع الموت ،تماما متل مااصبحنا نطبع مع الرداءة…

بالنسبة لي فالرداءة موت…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى