الرئيسية

الأستاذة لالة خديجة مبروك تكتب. الموقف سيد الكلام.

المغرب تحت المجهر…

القول جميل،والكلام طويل والإدعاءات تبقى بلا قيمة أمام المواقف المجسدة في تصرفاتنا العملية التي تجعلنا نميز بين ما نقوله،وما ندعي قوله،لأن المواقف حقيقة بدون تنميق  أو تزييف.فهناك مواقف قد تجعلك في غنى عن سماع  أقوال وكلام مصطنع،وهذا ما يؤكد لنا بصفة جلية أن القيم الإنسانية ليست مجرد مفاهيم نظرية وكلام عابر،لكنها مواقف تثبتها لنا التصرفات الفعلية،لأن المواقف تترتب تبعا لسلوكيات، والسلوكيات تربية وأخلاقيات،فهناك أشخاص يحترفون الأقوال الرنانة ويتظاهرون بالحب والوفاء وكتمان السر والحفاظ على الأمانة،لكنهم في الحقيقة عكس ذلك…إنها المواقف التي تفضح النوايا وتظهر الشخص على حقيقته،فالأحباب الحقيقيون ليسوا بحكم القرابة ولكن بحكم المواقف التي تتيح لك الفرصة لإعادة النظر في علاقاتك الإنسانية،وتمكنك من التمييز بين الصادق والكاذب،وبين النزيه والمحتال..لتصل في آخر المطاف إلى انتصار المبادئ النبيلة والقيم الإنسانية في مواجهتها للمصالح الشخصية..إنها المواقف التي تسقط الأقنعة على الوجوه المزيفة وتجعلنا  ندرك الحقائق،وعلى أننا قد خدعنا في أمور ما ومع أشخاص ما وخلال مدة ما..لكن لكل بداية نهاية لتحل المواقف التي تثبت حقيقة الأوضاع،إلا أن الشئ الذي ينبغي تأكيده هو أن الشخص لا يحسن فن التعامل مع المواقف،فلكل موقف خصوصيته،ولكل فرد مواصفاته.

فالمواقف بمثابة خريف العلاقات يتساقط منها المزيفون  كأوراق شجر الخريف عندما تصفر وتذبل.

فكن صادقا مع نفسك،واصدق القول مع غيرك،فلست مجبرا لتقديم شروحات لمن يثق بك ويحبك حبا صادقا،ولا ترهق نفسك بتقديم توضيحات لعدوك لأنه لن يصدقك، فالزمن كفيل ليجعلك تكتشف معادن البشر،أما المواقف فهي التي تجعلك تكتشف صدق النوايا ولب المشاعر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى