الرئيسية

بقلم الأستاذة لالة خديجة مبروك. سعادة المخلوق في تقربه من خالقه.

المغرب تحت المجهر

لقد أشرت في مقالي السابق الذي كان تحت عنوان: منبع السعادة نعمة.إلى أن القناعة والطموح البشري ميزتان يسعى البشر لبلوغهما حتى يشعر بسعادة وراحة نفسية،لأن البشر بطبيعته ميال للبحث عن السعادة،والتي هي درجات،أقول وأعيد أن أسماها سعادة المخلوق مع خالقه،وهذه هي السعادة الحقيقية السامية،فأين سنجدها؟ هل في جمع المال،قال تعالى:” ما أغنى عنه ماله وما كسب”. هل هي في بلوغ المناصب العليا؟ أم هي في الصحة النفسية والبدنية؟ أهي في الإستقرار والشعور بالأمان؟ كل هذه نعم من فضل الله يلهمنا إياها لنشعر بالراحة النفسية والطمأنينة،

فطبيعتنا كبشر تجعلنا نسعى ونطمح دائما للحصول على كل شئ قد ضاع منا أو فقدناه،وهذا قد يشعرنا بسعادة،فالذي فقد مالا يسعى دائما لكسبه  وتوفيره وتوافره،وفاقد  الصحة الذي يصارع المرض يقاوم بكل قواه ليشعر بسعادة النجاة والفوز بجسد سليم.فكل هذه الأشياء ومثيلها هي بمثابة مغريات، وقد تكون متع وغيرها…أشياء وأشياء لا تدوم وكلنا على علم وبينة  من هذا،

إن هذا لا أعني به أن نزهد في الدنيا دون محاولة الوصول إلى النجاح والعيش المريح،والإستمتاع بحياتنا،لكن أن نحسن استغلال النعم التي أنعم الله بها علينا،فكلنا نسعى جاهدين ابتغاء مرضاة الله،وسعينا هذا هو مفتاح السعادة الحقيقية السامية التي تكنها قلوبنا وتريح أنفسنا،إنها طاعة الله والإمثتال لأوامره، والإبتعاد عن معاصيه…الشئ الذي يجعلنا أكثر تقربا إلى الله تعالى،تلك إذن أسمى غاية،وأعظم رغبة نسعى وراءها لننال حب الله ورحمته،إنها ليست كلمات تقال،وإنما عمل وسلوك يظهر من خلال تصرفاتنا وأعمالنا لنسلك أقرب طريق لبلوغ السعادة الحقيقية السامية،إنها طريق الهداية،قال تعالى:” فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى” 

إنها السعادة الحقيقية التي لا يمكن بلوغها إلا عند اقتراب الروح من خالقها عز وجل،فكلما ارتفعت الروح واقتربت من الله إلا وأحسست بالسعادة،إنها عملية السجود حيث تكون خلال هذه الفترة أقرب إلى الله بروحك وقلبك وبكل خشوع لا تشعر بمن حولك،إنها أرقى السعادات…عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا من الدعاء. وكلماسجدت وتدللت لله أكثر،إزددت قربا وارتفعت مكانتك أكثر…

لهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام كلما جاءه أمر يسر معه إلا خر ساجدا شكرا لله…فعندما نسجد لا ننزل إلى أسفل بل نصعد إلى أعلى لنتقرب أكثر من الله،لهذا نقول في السجود،سبحان ربي الأعلى.فلنكثر من الدعاء أثناء السجود،فكلما زاد السجود أكثر إلا وارتفعت درجتك  في الجنة أكثر فتلك إذن قمة السعادة الحقيقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى