مجتمع

لا وسطاء بينكم وبين الله،


المغرب تحت المجهر….

بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،يناير 2022 (مقال 03)

افضع ما في ديننا اننا ابتلينا بمن ينصب نفسه وكيلا على صدق إيماننا،

 لقد بني الإسلام بعد الرسول صلى الله عليه وسلم على نبذ الوسائط بين الخالق و المخلوق ،لذلك ليس في ديننا كهنوت ولا راهب،

لكن مسارات الحكم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم طيلة الخلافات والإمارات  جعلت فقهاء يفتون فيما يربطنا بالخالق، فأفسدوا تلك العلاقة الربانية الروحية وحولوها إلى إرهاب و عنف وتشنج،

لو كان كل واحد منا يناجي ربه بما وهبه، بعيدا عن المفتين و الوسطاء، فمؤكد اننا سنصل إلى يقينه وعرفانه وكينونتنا 

الدين وشعائره ابسط بكثير مما يقوله المفتون، فالشواهد من القرآن الكريم تشهد ان ما يقولونه بهتان في بهتان،

خد لك مثلا بحكمة الله أن يعوض الوضوء تيمما، فما غرض من يغرقونك في تأويل رخصة التيمم، و شعائر الوضوء،؟ 

اكبر المروجين للصلاة بالتجويد، و أصغر المروجين لشروط الطهارة، يدركون ان الخلف لم يكن يتوفر على شروط الطهارة كما هي عليه اليوم،

فهل صلاة الخلف ( الآباء و الأجداد)، باطلة لان شرط الطهارة بمقاييس المفتين اليوم باطلة؟

وما حكم المجودين من خلَفنا الذين لم يحفظوا من القرآن إلا يسير، ولم تصلهم في زمنهم موجة التجويد؟

دعوا الناس تصلي و تتعبد، بلا قيود فتاوي، ولا تأويلات مجتهدين، ولا وسطاء يناقشون جوهر الرسالة،

اخي المؤمن آمن على هواك ويكفينا فيك انك مؤمن،

وأخي المسلم سلم نفسك لخالقك ودعك من المخلوق وبدعه و قوانينه

لا تبحث عن الله ورضاه فيما يفتيك به المخلوق،

ابحث عن الله فيما يربطك به، عملك له ولمخلوقاته، و محبتك له ولرسوله تغنيك عن محبة غيرهما،

آه لو تعرف قدراتك التي زرعها الله فيك، لن تبحث عن محبة ربك في غيرك إلا إذا كانت الصدقة هي التي تجعلك تصل إلى تلك المحبة،

تمتع بحياتك في ميزان: الحسنات يذهبن السيئات،

 فلا تمل كل الميل إلى السوء فتصبح منافقا، أفاقا ، ومل كثيرا إلى الحسنات، وثق ان الله بحبه لمخلوقاته، لا  يجعلك تنتظر الآخرة ليجازيك، لكنه يحب أن يظهر حسناتك  ويمحو بهن السيئات في حياتك ، 

وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَآ أَخَّرْتَنِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ قَرِيبٍۢ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ

إنتبهوا ان الله في كتابه الحكيم ارشدكم إلى الصلاح في الدنيا وهو الصدقة، 

ولأن الصدقة علاقة بين العباد، فإن رب العباد جعل الصلاة بينه وبين مخلوقه، 

وما دام العبد في الآية الكريمة يتمنى العودة للحياة  ليتصدق تقربا من الله، فهذا وحده يكفي لنعمل على جعل علاقتنا بالغير مبنية على نوايانا ومحبتنا، 

وإن نجعل الصلاة و التعبد للخالق بعيدا عن الكهنوت من الفقهاء الذين إبتلاهم الشيطان بالفتاوي لجني أموال الفضائيات وتظليل عباد الله الصالحين بدعوى رشدهم 

فهل تعتبرون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى