مجتمع

ذ/ لالة خديجة مبروك تقول عن الطفل ريان المعجزة.

المغرب تحت المجهر…


أبدأ مقالي هذا بالتضرع إلى الله بكل خشوع وأقول:

 اللهم يا مخرج يونس من بطن الحوت،ويا مخرج موسى من البحر،ويا منجي نوح من الطوفان،ويا مخرج يوسف من البئر نسالك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أن تخرج هذا الطفل البرئ من هذا البئر حيا معافا.

فالساعات تتوالى تلوى الأخرى،ومصير هذا الطفل مجهول لدى العالم،لكنه معلوم عند الله.فالعيون تدمع والقلب يحزن على مصير هذا الطفل،لكن لا نقول إلا ما يرضي الله.

عيوننا تدمع تأسفا على هذا الوضع لحد الآن،فإلى من ترجع المسؤولية في هذا الحادث المؤلم؟ لكننا الآن لسنا في وضع يسمح لنا بالبحث عن المسؤول،بقدر ما نحن مطالبون بإيجاد الحلول لإنقاذه.

فأنا لست بأخصائية ٱجتماعية،ولا طبيبة نفسانية،لكني أم ومربية أجيال،أحس بما يحس به كل طفل متضرر او مقهور،كإحساس ريان الطفل البرئ الذي يعيش في ظلام ممزوج بالخوف والرعب منذ الثلاثاء الماضي،فهو لم يعد يشعر ببعض عظامه التي قد تكون مكسرة،ولا للجروح على جسمه سواء كانت طفيفة أو بالغة بقدر ما يشعر بقشعريرة الهلع من شدة الظلام والسكون المزعج الذي يحيط به ،فهو لا يعرف ماذا يجري على قمة الجبل ،فهو كأي طفل في السنة الخامسة من عمره،يفكر في هذه اللحظات في حضن أمه،وحنانها،والأمان الذي يوفره له والده،يفكر في كل هذا وهو مشلول الحركة في حفرة ضيقة،كما أن الصورة التي ظهر فيها في اليوم الثاني بعد سقوطه،يتراءى لنا كجنين في بطن أمه،يتحرك ببطء،وكأنه يقتات من الحبل السري،نسأل الله الذي أخرجه إلى هذه الدنيا على ريشة من جناح الملك المؤكل بالأرحام،أن يخرجه من باطن الارض حيا.

رحمتك يا الله.ولا حول ولا قوة لنا إلا بك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى