خالد أقزة: انعكاسات الإكتئاب على شخصية الإنسان ودور التفاؤل في تجاوز الأزمات.
المغرب تحت المجهر… عزالدين بلبلاج
تقديم:
إن التفكير في البنية العامة للإنسان “ثقافيا، اجتماعيا، أو نفسيا..” له أهميته البالغة في وصف الإطار المجتمعي الذي نتشاركه جميعا، سواء داخل مكان العمل أو الأسرة أو المحيط.
ويعتبر الخوض في التجارب الشخصية للإنسان الأساسية منها “الصحي والأخلاقي والمادي والمعنوي”، بالإضافة إلى الإجتهاد والاندماج الاجتماعي الإيجابي الذي يخدم المصالح العامة، إلا أن هناك بعض الحالات التي لا ترغب في التوفيق أو التفريق ما بين ظاهرة الالإكتئاب وظاهرة التفاؤل ومحاولة الخروج من الوضع السلبي إلى كل ما هو إيجابي للشعور بالسعادة في الحياة.وفي هذا الصدد وجب علينا جميعا الإنتباه إلى موضوع “الصحة النفسية” وما يترتب عنه من طاقة إيجابية، باعتبارها “محرك أساسي” في الإرادة لدى كل شخص، بالإضافة الى الإحساس بالراحة واتباع برنامج متنوع للحياة اليومية مبني على اتخاد القرار في الوقت المناسب ويكون مليئ بالأمور الإيجابية والإبتعاد على كل شيء سلبي.
•انعكاسات الإكتئاب على شخصية الإنسان. يقول الدكتور “خالد أقزة” الأخصائي النفسي – مدير مستشفى الأمراض العقلية بتيط مليل بجهة الدار البيضاء سطات؛ بأن ظاهرة الإكتئاب هي ليست وليدة اليوم وتوجد داخل جميع المجتمعات وقد صدرت عدة دراسات تشخص الموضوع في محاولة إيجاد حلول لها تكون فعالة وإيجابية، كما أن ظاهرة “الإكتئاب” تؤثر بشكل سلبي كبير على شخصية الإنسان، حيث أن لهذه الظاهرة سلبيات تتجلى في خفض المعنويات والإبتعاد عن المناخ العام للحياة.
ويضيف “أقزة” بأن الإصابة بالاكتئاب أو الشعور به؛ مثل رؤية الأشياء أو الإحساس بها من زاوية مظلمة حيث يصبح الشخص يعيش في خانة الطاقة السلبية ومحدودة التفكير وقلة الآداء وضعف الشخصية وعدم مواجهة أو الانخراط في المجتمع و وظهور شخصية ضعيفة ليس لها دور.
•مفهوم التفاؤل لتجاوز الأزمات. يرى الدكتور “خالد أقزة” بأن النجاح والفشل لدى الأشخاص رغم اختلاف أوضاعهم الإجتماعية راجع بالأساس إلى القدرة على مواجهة الأزمات إما بإيجاد حلول لها ولو ترقيعية أو الإستسلام لها، فإن الشخص الذكي أو بالأحرى الشجاع يجد عدة طرق لحلها ولو تطلب الأمور مدة معينة من الوقت؛ فيما النوع الآخر ولو اتيحت له الفرصة لمعالجتها فستكون النتيجة “الفشل” لعدم استغلال الوقت والمواجهة والاستسلام للظروف. ومن الأشياء التي على الإنسان تعلمها على مستوى تجاوز الأزمات والشعور بالتفاؤل هي القدرة على توظيف ما هو سلبي إلى ماهو إيجابي، ومحاولة تشخيص نوعية المشكلة من جميع الجوانب لمحاولة إيجاد حل أعمق لها؛ بدل محاولة توجيه اللوم للآخرين.
ومن وجهة نظر أخرى فإن التفاؤل أو الحلم بمستقبل حافل بالإنجازات والطموحات والانتصارات؛ لا يمكنه أن يتحقق إلا بالعزيمة والإرادة وقوة الشخصية وفرض الذات وتطوير المؤهلات وخلق جو ملائم “ليس بالضرورة أن تكون ميسورا”، بل التشبت بتلك الأحلام والسهر على تحقيقها رغم كل الاكراهات التي يمكن أن تكون حاجزا أمام.
•أي رؤية إصلاحية لجعل الإنسان يحافظ على صحته النفسية رغم كل الاكراهات التي تواجهه؟ تعتبر الصحة هي الجوهر الحقيقي للإنسان كيفما كان مستواه الإجتماعي؛ ولا سيما الجانب المتعلق بالصحة النفسية و العقلية، فبدون راحة نفسية ليس للحياة قيمة أو فائدة، ومن هذا المنطلق وجب على الشخص الابتعاد عن الإرهاق والأرق والانفعالات والتفكير السلبي، وخلق نمط معيشي سلمي يحافظ للإنسان على صحته النفسية.
ومن ناحية أخرى وجب التفكير في خلق برامج تختص بمجال الصحة النفسية للتوعية والتوجيه لتخفيف آثار هذا المرض اللذينالذي يمكن معالجته وفق المنهجيات العلمية والإستشارات والإستفسارات الطبية والاستعانة بالخبراتالذي يمكن معالجته وفق المنهجيات العلمية والإستشارات والإستفسارات الطبية والاستعانة بالخبراء المعتمدين في هذا المجال، بالإضافة إلى القيام بالندوات والمحاضرات والأيام الطبية المفتوحة؛ لمحاولة إعداد رؤية للحد من توسع ظاهرة الأمراض النفسية والعقلية داخل المجتمع المغربي، رغم الاكراهات والصعاب التي تواجه المصاب، وهنا يجب تظافر جميع الجهود من “حكومة، أطباء، المجتمع المدني، وسائل الإعلام…”، لخلق برنامج عمل يكون قادر على جعل الصحة النفسية رافعة أساسية لتنمية حس التفاؤل داخل المجتمع و القضاء على الإكتئاب.