الرئيسية

عفاكم شي معلومة!!!!

 

بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،مارس، 2022(مقال27).

فجأة توقفت كل أشكال التواصل مع المواطنين من المؤسسات المنتخبة و الهيئات العمومية والشبه العمومية!! زمان كانت كل المؤسسات تتسابق لطبع  منشورات تُعرف بمنجزاتها وتُضمِنها إحصائيات ومعلومات عن القطاعات التي تشرف عليها، وكانت بذلك تمارس التوثيق والإعلام والتواصل. 

ومدينة اكادير كانت لها الريادة في تجارب مثل المجلة الدورية التي تصدرها غرفة التجارة والصناعة والخدمات ايام المرحوم الحاج اشنكلي في الثمانينات وتحمل اسم اكادير. 

وتجربة” نشرة اكادير” التي كان لي شرف الإشراف عليها رفقة اخي محمد الرايسي، و المرحوم المستشار الحسين أفا، و الرئيس الحالي لجمعية ازوران الأخ محمد باجلات، التي كانت تصدرها جماعة أكادير قبل عشرين سنة. 

كما تميزت المدينة بتجارب صحفية زمن الصحافة الورقية يصعب جردها كاملة وتبقى تجارب “مشاهد” و “الإنبعاث” و “جريدة اكادير” من أبرزها في العشرين سنة الماضية.

جاءت تجربة العدالة والتنمية برئاسة السيد صالح المالوكي فاحدتث منصب نائب الرئيس المكلف بالإعلام تكلفت به مستشارة وضعت أسس العمل، لكن تمت تنحيتها بتقديم استقالتها لتستقر بتركيا،

المجلس أصدر مجلة  سماها” حصيلة مائة يوم” ولم يصدر بعدها اي إصدار، لكن المجلس سن اعترافا كانت علامة فاصلة في التواصل، منها النقل المباشر لمداولات الدورات، و الندوة الصحفية التي تلي كل دورة حيث يتناوب نواب الرئيس في الرد على الصحفيين وأيضا في بث مباشر. 

 بنفس النفس كانت دورات مجلس الجهة تنقل مباشرة للعموم، وان كان المجلس لا ينظم الندوات الصحفية ولا يقدم حصيلته الدورية.

أما غرفة التجارة والصناعة والخدمات فاختارت تنظيم الدورات يالتنقل بين الأقاليم، واعتبرت ذلك شكلا من أشكال التواصل مع ابعد نقط بالجهة،

المجلس الإقليمي مؤسسة كثومة ،تطبع عملها بالسرية وقراراتها بالتحفظ، لذلك لم يكن يصلنا منها سوى ماكان ينشره نائب الرئيس  الأخ محمد بوعود على صفحته بالفيس بوك كل صباح وهي عبارة عن صور لاجتماعات لا علم لنا بمخرجاتها.

الولاية،وبحكم نظامها الرئاسي، حيث لا تتوفر على مجلس للتداول، وليست منتخبة، فإن آليات تواصلها تختلف، وهي بين منعدمة في ملفات، و حاضرة بالوكالة عبر بلاغات لمؤسسات في ملفات أخرى…

ولاية الأمن، اختارت التواصل عبر  الحفل السنوي لذكرى تأسيس الأمن الوطني والذي تستدعي له فعاليات مدنية للمشاركة في الاحتفال،

اما في الملفات الأمنية، فكلما دعت الضرورة إلى ذلك تصدر ولاية الأمن بلاغات في الموضوع،

هذا كان في الماضي، بعضه باق وبعضه ذهب بلا رجعة،

منذ الانتخابات الأخيرة لم نعد نتابع ما يحدث في المدينة ومؤسساتها  عبر قنوات واضحة ورسمية ومواعيد قارة، و دورات مداولاتها مباشرة،

اذكر ان شركة التنمية المحلية  التي تشرف على المشروع الملكي لم تعر إهتماما لاخبار الساكنة بما أنجزت أو تنجز أو تنوي إنجازه الا بعد الضجة الإعلامية حول بداية الأشغال بأكادير اوفلا، ساعتها خرجت هذه الشركة ونظمت ندوة ولقاء مكننا نحن المتتبعين من معرفة مفاصل المشروع وتفاصيله ومن يشرف عليه، ومن هم الشركاء فيه، فهمت يومها الشركة أن جمعية واحدة ولو كانت تمثل رمزيا ساكنة اكادير فإنها بكل تأكيد تمثل الذاكرة، لكن الأجيال الحالية متعطشة للمعلومة و لها تمثيليات متنوعة،

غير ذلك فإن ما تعرفه المدينة من اوراش يتم ” تسريب” ماكيتات وفيديوهات نجدها في شبكات التواصل الاجتماعي ولا نعرف لها مصدرا، وكأنها هي أرقى أشكال التواصل!!!

اما المؤسسات المنتخبة وعلى رأسها مجلس جماعة أكادير، فإن كاميرات تغطية اشغال الدورات اطفأت انوارها بمجيئ المجلس الحالي، و بلاغات المجلس لا تعدو أن تكون إخبارية، والندوات الصحفية بعد الدورات ذهبت بذهاب المجلس السابق،

حتى منصب نائب الرئيس المكلف بالإعلام الذي يمثله حزب الاستقلال في شخص اخينا الإعلامي الحبيب اغريس، فإننا لم نسمع له صوتا ولم يعرض على المتتبعين تصورا ولا آليات للعمل في المستقبل.

بقيت وجوه محدودة في المجلس تنتمي للحزب الاغلبي هي من تعطي التصريحات في كل الملفات والقطاعات، فيما أصوات لم نسمعها ولم نسمع لها. 

وما يسري على المجلس يسري على مجلسي الجهة والمجلس الإقليمي ومجالس الغرف، حيث لا يُتَوفَر من أشغالها سوى ما ينشره الأعضاء على صفحاتهم الشخصية بالفيس بوك.

… نحن أمام رِدة إعلامية تواصلية!! 

أشياء كثيرة تنجز، و اوراش كثيرة بالميدان، وعمل جبار يستحق التعريف، (مثل آخر دورة لمجلس الجهة التي تضمنت عشرات النقط شملت مجموع الجهة في إطار العدالة المجالية،) ولكنه عمل لم يتم تسويقه الا في محيط السادة المنتخبين أو في دهاليز الهيئات الحزبية أو الجلسات الخاصة.

في المحصلة هناك خلل كبير في التواصل بالمدينة والجهة من مختلف المؤسسات، و ما نشاهده من متابعات إعلامية لما ينجز ليس لها خيط رابط، ولا لها وحدة موضوع ولا سياق متناسق،

بالعربية تاعرابت “كلها يلغي بلغاه”،

و اكادير وسوس تستحق أكثر، فهل تعتبرون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى