الرئيسية

دور فصائل “الإلتراس” التشبث بالروح الرياضية العالية و نبذ كل أشكال العنف و الشغب للمساهمة في الارتقاء بجودة منتوج كرة القدم المغربية…

 

أوراق رياضية:

عبد الخالق اسبع■

بعد إعادة فتح الملاعب الرياضية في وجه أنصار و مشجعي و محبي الأندية المغربية لكرة القدم ،امتلأت المدرجات بجماهير غفيرة مما أثار انتباه المتتبعين للمشهد الرياضي المغربي بعد ابتعاد المملكة المغربية الشريفة من منطقة الخطر نتيجة تفشي  جائحة كوفيد 18″فيروس كورونا”،فعادت الروح إلى مدرجات ملاعبنا الوطنية  ومعها  التشجيعات المتعددة الأنواع و الأشكال و الوسائل  بأهازيج  و بألحان و بأناشيد و أغاني  من طرف فصائل “الإلتراس “تبعث في النفوس إحساسا رائعا ترددها الجماهير في كل أركان المدرجات بصوت واحد ومن مختلف الأعمار وفق تناغم موسيقي تلقائي نابع من أعماق ونفوس الجماهير وهي تهتف و تنشد وتغني لتحفيز اللاعبين على الأداء التقني الجيد في المباريات ،فالأب اصطحب معه ابنه ،و الأخ اصطحب معه أخيه و أخته   إلى الملاعب لتشجيعهم على ممارسة الرياضة التي تهدف إلى ترسيخ الروح الرياضية العالية و النبيلة ،و التي تهدف أيضا  إلى بناء جسور التعارف و الصداقة والاحترام المتبادل  تحت شعار “شجع فريقك و احترم ضيفك”.


لكن أحداث الشغب و العنف التي شهدها المجمع الرياضي الامير مولاي عبد الله بالرباط والتي ذهب ضحيتها بعض  رجال الأمن الوطني و القوات المساعدة و الوقاية المدنية  الذين يسهرون على أمن الجمهور الرياضي المغربي قبل و أثناء و ما بعد كل مباراة كرة القدم  أخدش بشكل فضيح أخلاقنا الرياضية المنبثقة من مقوماتنا و خصوصياتنا الحضارية كأمة منفتحة على كل الحضارات الإنسانية من شردمة تعتقدأنها بعيدة  كل البعد عن الأنظار ،البعض منها  في حالة سكر ،و البعض الآخر في حالة تخدير…


و أمام مخلفات هذه الأحداث الشنيعة و المدانة ،فكيف للناس  بعد ما  وقع أن يصطحبوا أولادهم و بناتهم إلى  مثل تلك الفضاءات الرياضية  أمام هذه الظواهر الاجتماعية التي تتنافى كليا مع الأخلاق الحميدة و العادات و التقاليد النبيلة التي تهدف الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة إلى ترسيخها كقيم في المجتمعات الرياضة ؟؟؟فبماذا سنبرر لصغارنا وهم في نفس الوقت متفرجو الغد هذه  السلوكات  و التصرفات و المناظر البشعة؟؟؟


نتابع كل نهاية الأسبوع عبر القنوات الفضائية الدوريات الأوروبية وعلى سبيل المثال لا الخصر البطولتين الاسبانية و الإنجليزية ،و نشاهد أن أفراد الأسرة  كبارا أو صغارا يلوحون بلافتات فرقهم في نشوة و فرح كبيرين بجانب خصوم فرقهم مشجعين ومساندين فرقهم دون اللجوء إلى العنف اللفظي أو الجسدي أو إثارة الشغب …


أما في مدرجات بعض ملاعبنا أو خارجها فالمنهزم تعتريه هيستيريا الشتم والسب و القذف و الضرب حتى ينتهي به الأمر إلى مركز الشرطة ثم الوقوف أمام المحاكم هو في غنى عنها ،و لو تم تحسيسه و توعيته بشكل الجيد بأن الرياضة تعارف و صداقة و زيارات متبادلة ،وبأن الرياضة أصبحت اليوم أكثر مما مضى رافدا من روافد التنمية المستدامة على المستويين السوسيو/الثقافي و السوسيو/الاقتصادي ،وبأن المشرع المغربي سن قانون 09.09 المتعلق بالعنف و الشغب أثناء المنافسات الرياضية داخل وخارج الفضاءات الرياضية لو في المقاهي أو الأماكن العمومية.


إن ما وقع من أحداث الشغب و العنف المقرون بالعمل الإجرامي بالأمس و ما وقع في سابق  ببعض مدننا   من أحداث و وقائع ” إجرامية” في أكبر شوارعها بعد نهاية  مباريات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم القسم الأول  ، وما أصبح يدار ويكتب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة على صفحات موقع “الفايسبوك” أو  عبر فيديوهات تنشر ببعض مواقع “جرائد إلكترونية”هدفها الربح المالي أو برامج بعض أشباه “الصحافيين” المحسوبين  عن الإعلام الرياضي  الذين يفتقدون المهنية التي تقتضي الحياد  و المصداقية و النزاهة و الموضوعية  الفكرية في تعاطيهم مع المشهد الرياضي عبر ما ينشرونه في مواقعهم الإلكترونية عبر اليوتوب لا يجب أن نمر عليه مر الكرام ،بل يجب دراسته من الناحية السوسيو/التربيوية و السوسيو /اقتصادية لاسيما أن من بين معتقلي شغب و عنف الملاعب الرياضية هناك فئة القاصرين وشبان أقل من 20 سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى