مجتمع

إعدام أشجار الأوكاليبتوس بإقليم آسفي يفجر غضب حقوقيون وفعاليات المجتمع المدني

متابعة… السيد الناصري

 

على الرغم من استجواب عناصر لرئيس بلدية آسفي، نور الدين الكموش، والرئيس المكلف بالمستودع البلدي، بسبب اجتثاث عدد كبير من الأشجار بمدينة آسفي، إلا أن هذا الأمر لم يكن كافيا من أجل ردع هذه الظاهرة التي تواصلت وفقا لما توصلت به  “الجريدة “من قبل جمعيات حقوقية وأخرى مهتمة بالبيئة، إضافة إلى ما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي من صور وفيديوهات توثق لاجتثاث مئات الأشجار من جديد.

واستنادا إلى المعطيات التي حصلت عليها الجريدة في هذا الصدد، فقد تمت إبادة ما يزيد عن 350 شجرة أوكالبتوس بالغابة المجاورة لحي مولاي رشيد بمدينة آسفي، حيث تم تصوير مقاطع فيديو متعددة من قبل ناشطين حقوقيين توثق مشاهد اقتلاع أشجار من جذورها بواسطة مناشير كهربائية، وتقطيعها لاستخراج أعمدة وألواح خشبية منها للمتاجرة فيها من جديد، بالرغم من التحقيقات المستمرة في هذا الصدد إضافة إلى الشكايات التي تم رفعها إلى رئيس النيابة العامة، الحسن الداكي، في هذا الصدد والذي تفاعل معها بدوره.

وفي هذا السياق، وبعدما حملت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان كامل المسؤولية للمجلس البلدي لآسفي، قامت جمعية الخير المعروفة داخل المدينة بتحميل كامل المسؤولية في تردي الوضع البيئي داخل هذا المتنفس لكل الأطراف المنوط بها تدبير هذا المرفق، وفي مقدمتهم المجلس الجماعي السابق، وبدرجة أقل المجلس الجماعي الحالي، وفقا للبلاغ الذي أصدرته وتوصلت “الجريدة” بنظير منه، فيما حمل عدد من الحقوقيين بالمدينة، على مواقع التواصل الاجتماعي، المجلسين الجماعيين السابق والحالي ما آلت إليه الأوضاع البيئية بالمدينة.

وذكرت جمعية الخير أنها أنجزت معاينة تبين لها من خلالها أن هناك عدة تجاوزات أهمها: رمي بقايا مواد البناء بين الأشجار وقطع عدة أشجار من جذورها ورمي مختلف الأزبال وسط الغابة وكأنها مطرح نفايات وليست متنفسا للساكنة، وانعدام الأمن والسلامة، سيما وأن هناك منجما قديما لم يتم وضع أي سياج عازل له.

وتفجرت هذه القضية، التي أثارت جدلا واسعا، بعدما وضعت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، فرع آسفي، شكاية أمام أنظار رئيس النيابة العامة بالرباط، في شأن اجتثاث واقتلاع أشجار الأوكالبتوس بطريق سيدي بوزيد بآسفي ضد المجلس الجماعي لمدينة آسفي في شخص ممثله القانوني.

وحسب الشكاية، التي توصلت ” marocmtm “بنسخة منها، فإنه على إثر الزيارة الميدانية التي قام بها الفرع المحلي بآسفي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب بتاريخ 11/11/2021 للطريق المؤدية لحي سيدي بوزيد بآسفي داخل المجال الحضري للمدينة تمت معاينة بقايا اقتلاع واجتثاث مجموعة من أشجار الأوكاليبتوس مساحات واسعة في تعد بيئي صارخ مخالف لكل القوانين، علما أن هذه الأشجار كانت تشكل غطاء بيئيا ووقائيا خاصة ضد تناثر غبار مجموعة من المعادن الموجهة للتصدير بالميناء وتعطي جمالية وحماية خاصة للمكان.

وحسب نص الشكاية ذاتها، فقد اعتبر عدد من الفعاليات المدافعة عن البيئة، وضمنها رئيس الجمعية ذاتها أن هذا الفعل مجرم قانونا بموجب القانون الجنائي المغربي وخاصة الفصول 597 و599 وهو كذلك مخالف للظهير الخاص بقانون الغابات، حيث سبق للقضاء المغربي أن فعل المتابعة في مثل هذه الحالة ضد بعض رؤساء الجماعات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى