الرئيسية

ما معنى ان تلقب صحراويا اليوم ؟

بقلم : سدي علي ماءالعينين؛ اكادير ؛ابريل 2022(مقال 54).

يتجاهل كثير من متتبعي تاريخ بلادنا ان لا احد قبل سبعينيات القرن الماضي يتحدث عن شيئ اسمه ” الصحراويون” ، لا في القوانين الدولية ولا في المخططات الاستعمارية ،بل ان الكتابات الاستشراقية كانت تتحدث عن قبائل رحل وتنسبهم ثارة الى المغرب وثارة اخرى الى الصحراء الكبرى .

وحدهم المغاربة من كانوا ينعثون بعضهم البعض بنسبهم الى مناطق جغرافية ،كالقول بجبالة وسواسة و صحراوة…

وعندما قامت ازمة الصحراء نعتت الجبهة نفسها بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ،ولا حديث عن شعب ولا عن قوم اسمهم “الصحراويون”.

و عندما رمت الحرب  الباردة بظلالها على المنطقة ؛ واسقطت انظمة ملكية في مصر وليبيا ،كانت العين على المغرب ،وكانت فكرة هز كيان الملكية باقتطاع اراضيها ومحاصرتها شمالا وجنوبا باقتطاع الصحراء الشرقية وبشار وتندوف لفائدة الجزائر ، و اعلان دولة موريتانيا ، وفشل الحاق منطقة ايت باعمران بسبتة ومليلية تحت سلطة الاسبان.

هنا ظهر مفهوم الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية الشعبية ، وظهر معها مفهوم :”الصحراوي”، وبعدها حق هذا الشعب في تقرير مصيره .

فما المقصود في المنتظم الدولي ب “الصحراوي “؟

ترابيا حددت  جبهة البوليزاريو  تراب الصحراء الذي تطالب به بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب ؛ وهو ما يجعل بهذا المنطق ساكنة مناطق مثل طانطان وطرفاية و اسا الزاك غير صحراويين مهما كان تواجدهم بالصحراء و علاقاتهم القبلية مع باقي مناطق الصحراء حتى ايت بعمران.

إسبانيا التي ارادت تمكين ساكنة  “الصحراء الاسبانية ” من الحكم الذاتي قامت باحصاء لساكنة المنطقة في 1975, واعتبرت تلك الوثيقة مرجعا لتحديد من له الحق في الاستفتاء .

و عند اعلان قبول المغرب باستفتاء 1981 ، توسعت دائرة المعنيين بصفة صحراوي لتشمل المنحدرين من المنطقة ، ومن المهجرين الى مدن الداخل ، ومن مواليد المنطقة .

استقدم المغرب مغاربة تربطهم علاقة قرابة وقبلية مع المسجلين في اللائحة الاسبانية واستقروا بالصحراء بعد وقف اطلاق النار في 1991.

فيما الجزائر استقدمت عناصر من موريتانيا وتشاد  ومالي و اغرتهم بالمساعدات الدولية ليشكلوا اغلبية على حساب “الصحراويون” المتواجدون بتندوف.

سنة 2014  اعدت الجزائر تقريرا سريا وجد طريقه الى الصحافة الموريتانية ، التقرير تجدونه بمحرك جووجل تدق فيه الجزائر ناقوس الخطر بسبب التراجع المهول لساكنة  المخيمات الذين تربطهم روابط مع قبائل الصحراء في مقابل تزايد غير الصحراويين.

القبول بالحكم الذاتي او الاستفتاء تسبقه  استشارة شعبية تعني ساكنة الصحراء .

ونسطر هنا  بخط احمر على ساكنة الصحراء ، فالقانون الدولي يقول ان اي استشارة شعبية لساكنة منطقة ما تشمل وجوبا كل المزدادين بالمنطقة موضوع الاستفتاء ، مما يعني ان النقاش الذي عرفته لوائح الاستفتاء والطعون لم يعد لها سند قانوني ،فكل الذين جاؤوا الى الصحراء بعد وقف اطلاق النار و ولدوا وانجبوا ابناء ،اصبحوا بسلطة قوانين الامم المتحدة من ساكنة المنطقة وحق لهم التصويت في اي استشارة شعبية.

في المقابل المزدادون في مخيمات تندوف هم في حكم ساكنة الدولة المظيفة الجزائر ؛ والقبول بهم سيكون محصورا في الجد الاول طبقا دائما لقوائم الامم المتحدة. 

وهنا ياتي تصريح  السفير المغربي السيد عمر هلال مؤخراً بمقر الأمم المتحدة :

“.. لن  يعود إلى أرض الوطن إلا من كان مسجلا في لوائح إحصاء الإدارة الإسبانيةلسنة 1974، و وأن من هم غير ذلك فهم مواطنون جزائريون حسب منظور القانون الدولي..”

و بلغة الارقام ؛فان اي استشارة شعبية وفق القانون الدولي محسومة عدديا لصالح المغرب ؛وهو ما يعني ان الجزائر و صنيعتها البوايزاريو خسرت معركة تقرير المصير سواء كانت بالاستفتاء او بالحكم الذاتي .

وما يقوم به المغرب في الصحراء من تنمية هي تصب في اتجاه تمتيع رعاياه بحقوقهم ، في المقابل تبدو خيام الحمادات شكلا من اشكال توطين مواطنين عزل في ارض غير ارضهم لا هم باللاجئين ولا هم بمواطنين كاملي المواطنة .

لو كانت الشرعية الدولية تبنى بمعطيات التاريخ والجغرافيا ؛ومعطيات الميدان لحسم الملف نهائيا ؛ لكن في الواقع هو ملف في اصله الابن الشرعي للحرب الباردة ؛وسيبقى في تفاصيله تحت رعاية التوازنات الدولية ؛ توازنات بدأت تصب في صالح الشرعية المغربية .

لقد انتهى وهم “الشعب الصحراوي “، هناك قبائل وساكنة اختارت الارض والوطن والحكم والملك .

فماذا تبقى غير مناوشات مصيرها الى زوال 

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى