مجتمع

سليمة زيداني” المستشارة البرلمانية التي استطاعت التألق والنجاح في مسارها السياسي من خلال حضورها البارز واشتغالها الميداني الدائم.

عزالدين بلبلاج 

عرف التاريخ السياسي والنضالي المغربي في العقود الأخيرة تطورا ملموسا وواضح ومتميز خصوصا في شقه المتعلق بالمشاركة النسائية في العديد من المجالات “السياسية، الجمعوية والنضالية…”، وكانت فرصة لإبراز الكفاءات وحجم تحمل المسؤولية والخروج بحصيلة جد مشرفة في العمل الميداني، ولاسيما بعد المكانة المتقدمة التي حصلت عليها من خلال الحقوق والقوانين لدستور المملكة المغربية لسنة 2011؛ وما راكمته من تحقيق للعديد من  المكتسبات سواء تلك المتعلقة بزيادة نسبة تمثيلية المرأة داخل البرلمان والمجالس المنتخبة، أو عبر بروز الوجه النسائي في المشهد الجمعوي والحقوقي والإعلامي، وكذلك حجم المشاركة النسائية داخل الحكومات المغربية الأخيرة وكبرى مؤسسات الدولة، كلها مؤشرات جعلت من “المرأة المغربية” ترسخ لشعار “مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة أساس للتنمية والنهوض داخل المجتمع” التي استطاعت أن تنجح في تحقيقه على أرض الواقع بكل ثقة ونجاح متميز.

ولتسليط الضوء على بعض النماذج المغربيات اللتي استطاعت النجاح في مسارها السياسي والجمعوي من الصفر وراكمت تجربة كبيرة من خلال الإحتكاك الميداني مع مختلف فعاليات المجتمع المدني بجهة الدار البيضاء- سطات، وكذلك مشاركتها لسنوات في العديد من الملتقيات والمؤتمرات واللقاءات والأيام التأطيرية والتكوينية سواء الحزبية أو النقابية، أو تلك التي اكتسبتها من خلال مسارها المهني في قطاع التعليم الخصوصي،  تجربة متنوعة وحافلة بالانجازات والتضحيات في سبيل تحقيق دور المشاركة الفعالة للنساء داخل المجتمع من مراكز متعددة.

إنها ابنة الحاج “العيدي زيداني” الرجل العصامي والمقاوم الكبير للإستعمار الفرنسي؛ الذي ابتدأ من الصفر وكون أسرة ناجحة في مجال “التعليم الخصوصي” بمدينة الدار البيضاء، فكان للإبنة الحاجة “سليمة زيداني” أن تمزج بين التعليم والسياسة والعمل النقابي والجمعوي منذ صغرها وكانت الإنطلاقة من منطقة “الحي المحمدي”، حيث برزت من خلال تسخير كل الإمكانيات اللوجيستيكية والمادية والمشاركة الميدانية في تنفيذ وانجاح العديد من الأنشطة والبرامج  الثقافية والتربوية والإجتماعية، وكان لها دور بارز في المساندة القوية لنقابة “الإتحاد العام للشغالين بالمغرب” التي تنتمي لها ككاتبة جهوية لمنظمة المرأة الشغيلة وعضوة المكتب الجهوي للإتحاد، وكانت السباقة لتأسيس مكتب نقابي للمستخدمين داخل مؤسستها التعليمية لتجسد بالفعل المطالب المشروعة للعمال وتربطها بحقهم في المطالبة بأي حق مشروع في إطار العمل الديمقراطي الممنهج.

وبعد تألقها الناجح في المجال الجمعوي والنقابي أبت “سليمة زيداني” إلا أن توصل صوت الطبقة الشغيلة إلى قبة البرلمان من خلال التقدم إلى الإنتخابات المتعلقة بمجلس المستشارين خلال اقتراع الخامس من أكتوبر 2021؛ فحازت على مقعد مستشارة برلمانية بإسم فريق الإتحاد العام للشغالين بالمغرب، لتؤكد مرة أخرى على أنها قادرة على البروز والنجاح كوجه سياسي طامح للتغيير والعمل على وضع قوانين والترافع عليها وعلى جل الإكراهات التي تعيشها الطبقة العاملة في العديد من القطاعات. 

وفور جلوسها على مقعد المستشارة البرلمانية تقدمت “سليمة زيداني” بطرح العديد من الأسئلة داخل القبة في عدة مجالات؛ وكان أبرزها السؤال الذي وجهته إلى السيد “شكيب بنموسى” وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة؛ بخصوص الوضع الاجتماعي الصعب الذي تعيشه “مربيات التعليم الأولي”، والذي قالت فيه خلال عرضها بأن  للتعليم الأولي العديد من الأبعاد والرهانات التي تناولتها تقارير المجلس الأعلى للتعليم، وتضمنها القانون الإطار وألح عليها تقرير النموذج التنموي، فإن الوزارة لا يجب أن تدبره بمنطق المناولة، وأن تتركه وتتركهن، عرضة لجشع بعض الجمعيات، التي ألفت أن تتلبس لبوس أي إصلاح لقضاء مآرب أخرى، طالبت “المستشارة البرلمانية “سليمة زيداني” السيد “شكيب بنموسى” ب:

1- دمج مربيات التعليم الأولي في النظام الساسي الموحد لمو ، وزارة التربية الذي طال إنتظاره. 2- العمل على إلزام الجمعيات التي تشغل المربيات بموجب عقود على إحترام حقوقهن وعدم تأخير صرف المستحقات

3- وضع برنامج وطني للتكوين والتكوين المستمر عبر الإنفتاح على التجارب الرائدة عالميا، قصد تمكين المربيات من المهارات التي تسمح بتأهيل الأطفال لولوج التعليم الابتدائي.

4- صون كرامة المربيات، عبر توقيف عمليات الطرد وعقود الاذعان وضمان الشفافية في المساطر والقواعد الناظمة لعملهن.

5- التصدي بلاهوادة لعمليات التلاعب والسمسرة التي تنهجها بعض الجمعيات في قطاع التعليم الأولي.

وبالعودة إلى مسارها الجمعوي فقد تألقت “سليمة زيداني” من خلال إشرافها المباشر على مسابقة تجويد القرآن الكريم؛ الذي تنظمها مؤسسة “العيدي زيداني للثقافة والإبداع” طوال ست سنوات والتي تشارك فيها ثمان مؤسسات من التعليم الخصوصي والتي تعرف مشاركة متميزة للتلاميذ يرافقها حفل للتتويج، ومن المتوقع أن يتم فتح باب المشاركة على قطاع التعليم العمومي والكتاتيب القرآنية، كما نشرت “سليمة الزيداني” بأنها تستعد إلى طرح برنامج متنوع للأنشطة المختلفة مباشرة بعد عيد الفطر يهم “الرياضة، الثقافة، التكوين والتأطير، والأعمال الفنية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى