مجتمع

برنامج لالة لعروسة” حينما تجتمع التفاهة بإنعدام الرجولة وغياب الكرامة؛ يولد المجتمع اللا أخلاقي.

عزالدين بلبلاج

يقول الشاعر “عمر بن مظفر” من جد وجد ومن زرع حصد ومن صار على الدرب وصل؛ ويقال بأن من أراد الوصول اخترع ألف حيلة للبقاء وللقاء، وكم من شخص أراد الإستقرار فلم تتعبه خطوات المشوار، ومن كان في قلبه الود تسلق الجبال ولم يعر للتفاهات القيل والقال، هنا توجد “الحكمة” التي من أجلها تصارع الرجال في بناء الفرد والأسرة والمجتمع على امتداد العصور، وكانت أهم ما يميزها “الكرامة والشهامة” في بناء صرح قوي يحفظ الكرامة والنخوة ونشأة جيل قادر على بناء الذات وتحمل المسؤولية وفرض الوجود وتحقيق كل الطموحات في ظل الإنتماء العقائدي لمجتمع أساسه “الإسلام” ومقوماته الإقتداء بالسلف الصالح والتربية المحافظة والتعامل مع الحداثة بمرجعية تحترم الحقوق والواجبات التي تتناسب مع مقومات المجتمع المغربي.

   يقول أحد أصدقائي بأني منغلق ولا أتابع البرامج التلفزية التي تبثها قناتنا الثانية 2M خلال نهاية الأسبوع أو خلاله؛ فأجبته ضاحكا صديقي العزيز تلبية لتصورك هذا سأشاهد هذه القناة مساء يوم السبت 06 يونيو 2022 وبالضبط كان؛ وخلال جلوسي مع الأسرة وأنا أشاهد برنامج “لالة لعروسة” ونحن في وجبة عشاء شعرت بالحشمة والإشمئزار وغياب الرجولة والكرامة وقررت النهوض إلا أنني أصررت على البقاء ومتابعة البرنامج وأنا في قمة الخجول وبجانبي أمي وأختي وخالتي ورأسي لم يرفع تجاه الشاشة احتراما لأسرتي…، وفجأت طلبت الممثلة ومقدمة البرنامج “دنيا بوطازورت” من الأمهات رفقة أولادهم وزوجاتهم بتقديم أغاني للجمهور وتلاه مسابقات غاية في التحقير وغياب الكرامة وللنخوة الرجولية.

إني شخصيا وأنا أتابع برنامج “لالة لعروسة” التي أعتبرها “دفة أو زفة مدسوسة بقلة الحياء”؛ أين هي نخوة ورجولة وكبرياء العريس او الرجل المغربي؟ أين هي كرامة المرأة التي تداس مقابل داهم أو شهرة معدودة مرفوقة بتصاور محروقة؟ أين هي المهنية في الاعداد لمثل هذه البرامج؟ أين الكرامة والغيرة على حرمة الزوجة؟ أين احترام الثقافة المغربية وحرمة الأمهات المغربيات من الاحراج؟ أين نخوة الفتيات حينما يتسابقن بلا روح وبأصوات مثل النبيح دون إيقاع؟

إن كرامة  الشخص ليس لها قيمة أو ثمن إلا من أرادوا الانصهار في ثقافة الغرب وطباععهم التي تبيح كل شيء، ونحن كدولة إسلامية متفتحة ولها بعد أخلاقي لا ترضى بمثل هذه البرامج والتصرفات التي تسيء لأخلاقنا وتربيتنا واعتقادنا الديني، وهنا وجب على مؤسسة “الهاكا” أن تعير اهتمامها لمثل هذه البرامج التي تسيئ لنا ولا تحترم كرامة مجتمعا المغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى