من قيس سعيد وشركاؤه إلى قيس سعيد وحده لا شريك له
المغرب تحت المجهر
بقلم رضوان المكي السباعي
هو قيس سعيد الرجل الأول ولسان لؤلؤة مهد الإنسانية أفريقيا * تونس الخضراء *
الرجل الرئيس وإن حضي بوظيفة الأستاذ وحب الطلاب له يوما ، فيا عزيزي الرئيس فالعالم التي كنت تشغل منصبه يوما فقد حولته إلى عالم إفتراضي وانتصر طبعك على تطبعك ولبست عباية المسؤول المتسلط…
قيس سعيد من رأيي الشخصي المتواضع فأنت بعيد كل البعد عن تلك الصورة النمطية والكارزمية التي يتمتع بها الرؤساء عبر تاريخ تونس المعاصر بدءا من بورقيبة إلى زين العابدين بن على وآخرون… اما المتتبع لجديد تونس سابقا وقبل ثورة 2011وأنك أمام بالفعل أمام تمتيلية كبيرة لدولة ذات حضارة قوية هي حضارة قرطاج الورثة الحقيقيون والممتدين للفينيقيين …
ها نحن نتتبع وبشكل بارز رجلا بنظراته الحادة وإشارات يديه القوية سواء أمام البرلمان أو خطاباته الرسمية ، والتي توحي لنا بأن السيد بدأ يلبس لباس الديكتاتورية ثارة وأخرى تلك الارادة القوية في محاولة منه تقليدا للداهية بسمارك حين فكر في حل البرلمان التونسي وإبعاد على حد قوله المفسدين ، في حين هم في الحقيقة ليسوا سوى منتقدين ومعارضين لقراراته المتسرعة والتي وحسب عدد كبير من المحللين السياسيين أنها قرارات عادة توحي بأنها أحد بوادر عقد التفوق . والانتصار على مبدأ التشاور الديموقراطي…
قيس سعيد صحيح أنه من نتاج أفكار الربيع العربي اجتماعيا ، لكنه سرعان ما يتحول إلى ضدا للشعب والنخب في النقد والتظاهر … إنه المحافظ في طريقة وأسلوب تفكيره ، والثوري جدا في مواجهة الفساد ، اما المطلوب والمنشود فيه هو تقديم مشروع تنموي ينقد البلاد من الوحل الذي أصيبت به وحلا لم تشهده البلاد منذ الاستقلال ، و ان صح التعبير فقد تحول قيس سعيد مسؤولا وصفته الأغلبية المعارضة بالوصولي والعاشق للثورة ولا يأبه للبناء بعد الهدم…، إنها الحالة التي استعصت الفهم بعد التتبع ، فبالإضافة إلى ارتجاله في العديد من الأحيان لغة حواره وأسلوبه وعزلته وخجله وصرامته كلها أساليب تدل على تكوينه الضيق … أما المتتبع للشأن التونسي البلد الحر فكأنه أصبح يتابع دراما من دراما رمضانية تكون فيها النفس صاءمة وتبدوا تلك الدراما شيئا يبعث على التقزز أو ما شابه ذلك…
إنه عالم راكب الموجة قيس سعيد المتناقض بين نبل وأفكار الربيع العربي الديموقراطية ، وتحريفه لتطبيق تلك الأفكار التشاركية وسط عالم الشعب التونسي المعروف بادبياته وأخلاقه وشهامته وانفتاحه وكذلك التميز الذي يحضى به وتحوله إلى شعب موضوع وسط مخفر من الفقر والفساد والبطالة، وسلط هي بعيدة في تسييس البلاد الحرة بشكل تنموي عقلاني…
هي سلسلة من التساؤلات أود تقديمها للرئيس الحاصل على جميع الصلاحيات وبقوة التشريعية والتنفيذية والقضائية دون إعتماد مستشارين :
1 – كيف يمكن إعتماد أفكار ديموقراطية مع تكفير أي احد في البلاد والعباد أراد النقد ؟
2 – هل حقيقة أن الفرد الواحد يحق له تغيير السياسة والنظام بتونس دون التونسيين ؟
3 – كيف ستتلقى دعم الدول الديموقراطية للنهوض بتونس الخضراء ، وانت مجهول الهوية ؟
3 – كيف سيكون حال سياستك الخارجية أمام شخصيتك البعيدة عن المرونة و العنيدة والغامضة في أن واحد ؟
4 – ألا يحق القول أن تونس مرشحة في زمن هذا الجيل من العقليات إلى الدمار والشلل لاقتصادها كما وقع لنظيرتها لبنان ؟
الأيام هي من سيثبت الصحيح من الخطأ…
والسلام