التكريم مبادرة لا مغادرة
لقد خلق الله تعالى آدم بيديه ونفخ فيه من روحه وجعله في الأرض خليفة ،تكريما للإنسان…
إن التكريم هو عبارة عن تقدير للعمل كقيمة لكل المتفانين في عملهم بإخلاص ،ويكون عادة من أجل التحفيز على الإبداع ومن أجل ٱبتكار الأفكار المجتمعية ،فهناك تكريم للمؤسسات،وهناك تكريم للساهرين على جودة هذه المؤسسات بدءا من بنيتها التحتية إلى رقيها وازدهارها..
هناك أشخاص يستحقون التكريم وهناك أشخاص أكثر جدارة للتكريم ،والفرق يكمن في مدى ٱحتياجاتنا لخدماتهم كعمال وعاملات النظافة مثلا..ألا يستحقون تكريما ودعما مستمرا ؟ فهم أناس يعملون على نظافة بيئتنا من الأوساخ ،هذه البيئة التي نحن جميعنا في أشد الحاجة إلى نقائها وصفاء جوها ،إذن..
إن التكريم يحظى به أشخاص وقامات أعطوا الكثير في ميادين شتى،لكن الملاحظ غالبا أن هؤلاء المكرمون يكونون في سن متقدم،نعم سيقول البعض أن إنجازاتهم أعطت أكلها بعد وقت طويل..لكن هذا لا يعني أنهم لم يبدعوا منذ البداية، وكانوا أكثر حوجا لهذا التكريم والتحفيز..
فلنتدارك أن التكريم ليس شهادة تعلق على جدار غرفة مكتبنا ونحن في سن متأخر،بقدر ما هو تحفيز لمواهبنا وعطاءاتنا واستجماع قوتنا سواء الفكرية منها أو البدنية،هذه الأخيرة التي لا يمكن الاعتماد عليها إلا في شبابنا.فالمبادرة إلى تكريم الشباب ودعمهم يخلق تحفيزا متسلسلا واستمرارية في العطاءات مما يجعل الجودة كدم يجري في العروق ،كلما نبض القلب أعطى ضخات سرت في الجسم وانتفعت بها سائر الأعضاء،والقلب في حاجة إلى الحياة ،ومن يحيا الحياة فهو في أشد الحاجة إلى العناية والرعايات….
الأستاذة لالة خديجة مبروك