الرئيسية

رضوان المكي السباعي يكتب : الأسوار المغلقة والحجرات المظلمة ( الجزء الأول )

 

جريدة لمغرب تحت المجهر 

أجمل ما قرأت للدكتور سيفين وجدي المختص في علم التنمية البشرية والمستشار المصري من مدينة سوهاج وأحد أعمدة مركز محاضرات الدراسات الإنسانية لاتحاد القبائل والذي أتشرف الانتماء إليه لما ميزه من عطاء وسخاء من مجموعة أساتذة اعطوا الشيء الكثير للمجموعة واناروا دروب المعرفة…

ذاك الموضوع الذي تحت عنوان ” الأسوار المغلقة والحجرات المظلمة “

قبل البدء في جرد للموضوع أود أن أرحب بجميع من قرأه وبتبصر كبير دون أدنى شك أننا نعني به أحد أو نلمس به شخصية أو أشخاص معينين ، فادا حدث تشابه أو تطابق لأحد فهو من قبيل الصدفة ، اما الكمال فهو للخالق تبارك الله تعالى. 

إن اول مايتبادر للذهن من خلال العنوات الأسوار المغلقة والحجرات المظلمة وكأننا داخل سجن أو خلف هذه الحجرات المظلمة أشياء مخيفة…

العنوان وان يختلف من شخص إلى آخر فهو يوحي بمكنونات النفس البشرية أو قد يوحي بأشياء كثيرة منها .

– ماذا يحدث داخل أسوار البيوت المغلقة وصغار البيوت المظلمة في بيوتنا جميعا  ؟

– ماذا يحدث وراء أسوار المؤسسات ؟

– ماذا يقع وراء أسوار المدارس ؟

هي تخمينات عديدة لكننا في هذه الكتابة سنركز بصفة خاصة على ماذا يحدثه خلف الأسوار المغلقة في النفس البشرية ، وما يحمله كل منا من سجون صنعها بنفسه أو صنعها المجتمع له ، أو ماذا يوجد داخل الحجرات المظلمة في نفوسنا وقلوبنا وعقولنا ، وماذا يحدث ولماذا هذه الحجرات مظلمة ، وكيف تضاء هذه الحجرات ، وكيف نتخلص من مخاوفنا بالنور الذي يصنع في نفوسنا وقلوبنا من خلال الإيمان بالله وبالنفس ونحن خليقة الله خلقنا وكرمنا وفي أحسن تقويم….؟؟؟؟؟

تبقى إذن الأسوار المغلقة والحجرات المظلمة تلك الصورة التي تحولنا من خلالها من أشياء فريدة خلقها الله عليها الى حالات سلببة خلقها المجتمع والاعراف والتقاليد والعادات… هي تحالفت وانضمت حتى أصبحنا تحت رحمتها ونتيجة لها. 

¤ – الأسوار المغلقة 

السور نعني به الحاجز ، أما الحاجز فله صورتان من الأمام وصورة من الخلف .

أما قبل الحاجز أو خلف الحاجز توجد أشياء كثيرة وأمام الحاجز أو خارج الحاجز توجد أشياء أكثر…

– فما الذي يوجد خلف الأسوار المغلقة ؟

إن تتبع الإنسان مند بدايته الأولى نعني به منذ ولادته إلى تاريخ وفاته مع العلم أن الولادة لها موعد ونحتفل به سنويا ، وبربط الولادة بالموضوع نكتشف أن أغلبنا فتاريخ ولادته هو موعد تشكل تلك الأسوار المغلقة بدءا بالتربية.تم التعليم. التقاليد.الاعراف.الى تيارات وكوارث وماسات موجودة داخل المجتمع إلى مؤسسات تبدأ من أول الحضانة ومن أول مدرسة ابتدائي إعدادي أو ثانوي مرورا بالجامعة ثم العمل ، وأكبر مشهد هو تلك المؤسسات التي تنسج فينا أسوارا ترمينا إلى حد ما بالقهر الإجتماعي…

إذن هي عوامل كافية لخلق أسوار مغلقة وسنقتصر هنا في الحديث عن التربية في البيت باعتبارها قاعدة أساسية في خلق تلك الأسوار…

* –  التربية :

هي الأصل فيما نصاب به من صدمات ومن بصمات بايجابياتها وايجابياتها رغم إختلاف في الأسلوب من بلد إلى آخر ومن قطر لقطر ، فبالرغم من أن العالم واحد فتبقى الأساليب متعددة من قطر إلى آخر وكذلك في التعليم والأعراف والتقاليد ، أما الأسوار التي توضع خلف الشخص البشر المولود على فطرته وطبيعته ، هي من صنع المقربين إليه والمشكلين حتى لوجدانه هم أيضا من يصنع فيه عقدا نفسية ومخاوف وسجونا بداخله نرى الشاعر العربي يقول:

هذا ما جناه علي أبي وأمي 

وما جنيت على أحد 

– أما في التحليل السيكولوجي سنقول :

ان الأم والأب لزم عليهم ان يتعاملون مع الإبن منذ نعومة أظافره ولمدة خمس سنين على الأقل بشكل علمي معقول ومقبول ، مادامت هذه الفترة هي المناسبة التي يستغل فيها الرضيع أو الطفل بما هو تربوي جيد ، فهو حجر أساس في بناء شخصية سوية ، غير تلك الساءدة عند الأب أو الأم وعن قصد أو غير قصد أن يصنعوا داخل اولادهم العقد النفسية والمشاكل التي تصنع في ذواخلهم أسوارا قد تسجنهم خلفها ويصبحوا طول حياتهم يعانون من تربية الأب والأم …

بمعنى نلاحظ أنفسنا جيدا ونعي جيدا بتربية أبناءنا بالتربية الحسنة ، والتعامل الجيد إلى حد إختيار نوعية الأكل والشرب الأساسيين خصوصا عند الأم التي تتكلف برضاعة داك الطفل ، أيضا نوع النشاط الدي تزاوله والحالة الميزاجية لديها…

هذا هو الدور الرءيسي للوالدين حتى يبلغ الطفل أشده وبلوغه باعتباره شخصا طليقا بدل أن يبقى مسجونا داخل نفسه بنفسه ومقيدا وراء الأسوار المغلقة.

إذن لو نملك أولاد أطفال أو لا نملك فمن الواجب أن نشعر بمسؤولية أكبر اتجاههم ، أيضا من واجب كل شخص أن يعترف في قرارات نفسه بأنه تربى تربية خاطئة ووضع داخل أسوار مغلقة ويسأل ماهي الأشياء التي وجب العمل عليها حتى يتخلص من هذه السجون ؟ 

– وعلى غرار ماسبق فقبل الأسوار المغلقة هناك التربية والأعراف والتقاليد وكل موروتات نملؤها في نفوس وعقول وقلوب أولادنا ووجدانهم فكأنما نرمي ونتخلص من ازبال ونفايات في شخص ذون اخد بعين الإعتبار أن ألله خلق هذه النفس البشرية على أحسن وجه ، أما البديل فيكمن في تلقينه مباديء مبنية بتخطيط على صفحة جديدة بعيدة عن كل الشوائب والاحقاد ، وبما هو جيد ونافع لحياته…

– خلف الأسوار المغلقة سجون وخصوم.فالام تعاقب والأب يعاقب وبشدة وحتى إن وصل الإبن إلى مبتغى والديه فما هو إلا سبيل لاكتشاف شخصية مريضة وعندها نقص في التقة بنفسها ، وشخص عنده شعور بصغره وأنه بدون ، وفي بعض الأحيان يكون الشخص المعنف من امه متلا كارها للمرأة ويراها متسلطة وعنيفة ، فيكون متسلطا وعنيفا مع زوجته أو زميلته أو ابنته أو أخواته وقد ينقلب هذا العنف على الأم بنفسها حينما يراها كبرت في السن ” الإنتقام السيكولوجي ” والعياد بالله ، وتبقى السجون التي صنعت هي من يؤثر على الشخص نفسه ومحيطه الإجتماعي والاسري برد فعل عكسي ، فكل رد فعل هو مساوي للفعل في العمل ومضاد له في الإتجاه حسب نظرية وقانون طبيعي…

– فخلف هذه الأسوار( الملعونة إن صح التعبير ) تتأسس العقد النفسية وهذه العقد تتحول إلى سلوك عدواني يتجه إلى العكس بمعنى إلى الذي اسس هذا السلوك( الأم والأب ) أو ضد ( الأسرة والمجتمع ) أو ضد الشخص نفسه ، فهناك العديد من الأشخاص نجد عندهم العجز في  الإنتقام من أي شخص آخر فيتحول الإنتقام على نفسه بالانغماس في الملدات والشهوات كالمخدرات والخمر والإدمان ، هذه الأشياء تفشت بشكل أو بآخر في مجتمعاتنا العربية حيث خرج فيها الشباب عن المألوف وأصبح ينتقم من نفسه وفي أحيانا أخرى حتى من المجتمع والأسرة في أن واحد باعتبارهم حسب اعتقاده المسؤولين الحقيقيين عن صناعة أشياء سيئة خلقت بداخله سجونا واسوار مغلقة ، أغلق عنها ولم يتكلم عنها أبدا أو لم يجد من ينسط له للتخلص منها ، حتى أعتبر من الأدوات المدمرة وفتنة ومجرما أقل ما يقال عنه مجرما مسكينا مادام هو نتيجة لما أراده وسطه الدي عاش به .

وادا ما اسقطنا هذا القول الدي كتبت عنه كتابات حديثة متعددة نجد أن الإسلام قد أشار اليها ما من مرة وأكثر منها ما نجده في سورة ” العنكبوت ” فهذه الآية الكريمة تبدأ بالتحدت عن الفتن ماضهر منها وما بطن ، ولكي يشبه الله تعالى البيوت التي بها الفتن ببيت العنكبوت كيف ذلك ؟

فمن المعلوم أن العنكبوت الانتى تتزاوج بالذكر حينها تبدأ في نسج خيوط تبني بها بيتها ، في حين الذكر ينشغل بالصيد وما إن تبيض وتنجح في فقص البيض تقوم بإعادة تجربة التزاوج مع الذكر ، لكن هذه المرة بوضع إبرة في قفصه الصدري فتقوم بقتله ثم عرضه على أبناءها فيقومون باقتتاءه ، وما إن يكبر هؤلاء الأبناء العناكب حتى يرو في امهم العنكبوت وجبة شهية فيقومون بقتلها واكلها في الحين. 

هكذا هي السلسلة عند العناكب ولما لا فقد قال عنها خالقها ” وإن أهون البيوت لبيت العنكبوت “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى