الرئيسية

اسطوانة الغاز و مصير الفلاحة

المغرب تحت المجهر…ادريس الطويل..

كثر الحديث عن نية الحكومة رفع دعم الدولة المقدم في إطار صندوق المقاصة على أسطوانة الغاز و مما يؤكد توجه الحكومة في هذا المسار هو التصريحات الأخيرة للوزير المنتدب المكلف بالميزانية السيد فوزي لقجع .

 الدعم المالي المباشر الذي تفكر فيه الحكومة و ربما ستتخذه بالموازات مع رفع هذا الدعم أمر محمود ان هو وظف بالطريقة الصحيحة ، لكن ما يلفت الانتباه هو عدم لامبالاة الحكومة أو بالأحرى عدم التطرق اليه هو مصير الفلاح خصوصا الصغير و المتوسط الذي يشكل استعمال قنينات الغاز من الوسائل التي يستعملها لسقي منتجاته الفلاحية ، فبالإضافة إلى ندرة الماء و تقلبات السوق و الزيادات الصاروخية في اسعار جميع المدخلات الفلاحية مشاكل تثقل كاهل هذا الفلاح الذي لا يعرف معاناته إلا هو ،أتساءل هل فكرت فيه الحكومة ؟ هل استمعت اليه ؟ ماهي البدائل التي امامه و هل قادر عليها في ظل هذا التوجه الاخير التي تلوح به حكومتنا ؟ تساؤلات مهمة لابد أن يبحث المسؤولين الإجابات عليها ، فقط وجبة الإشارة إلى أن الحلول البديلة هي توجه الفلاح إلى استعمال الطاقة الكهربائية ( و هنا الإشارة إلى تساؤلات عريضة و مهمة هل لدينا ما يكفي من الطاقة الكهربائية التي ستلبي حاجيات المواطنين و كل المرافق و الفلاحين معا ؟ هل تمت دراسة الحاجيات في هذا الشأن أم القرارات عشوائية و لا نعرف ما سيكون عليه المستقبل ؟ ) ، هل بامكان الفلاح الصغير ربط ضيعته بالشبكة الكهربائية؟ هل قادر على استعمال الطاقة الشمسية و كلفتها الباهضة و التي لا تلبي لوحدها حاجيات الفلاح بل هي تساعد فقط بحيث لا يستغني على مصادر طاقية أخرى . هذه المعطيات و التساؤلات لابد على الساهرين على الشان العام ان يبحثوا فيها ، ولا يترك الفلاح المتواضع في حيرة من أمره و لا يدري ما سيؤول اليه وضعه الذي هو في الأصل صعب خلال هذه السنوات ، وتساءل اخير ماهو مصير الفلاح الصغير ان ترك و وحيدا و عجز عن اللجوء إلا البدائل الطاقية ؟ و ما انعكاسات ذلك على الأمن الغذائي خصوصا ان الفلاح الصغير و المتوسط جل فلاحته موجهة إلى الأسواق الداخلية ؟ بعكس الفلاح الكبير الذي يعتمد في فلاحته على التصدير و لا يشكل ركيزة أساسية في موضوع الأمن الغذائي.  

نهمس في أذان المسؤولين ان يعطوا إلى هذا الموضع اهتماما كبيرا في الدراسة و التحليل و ان يبحثوا مع من يهمه الامر هذه الهواجس قصد الحفاظ على ما تبقى من فلاحين صغار ، أم الليبرالية المتوحشة ستدفعه إلى التشرد و منطق البقاء للأقوى هو الذي سيسود ، لا نتمنى ذلك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى