الرئيسية

رضوان المكي السباعي يكتب: قطار الأيام في بداية العام ، آمال وأحلام الجزء الأول

المغرب تحت المجهر MTM .. رضوان المكي السباعي 

¤ – قطار الأيام 

أول ما يتبادر للذهن أن القطار يأتي من محطة بعيدة ، القطار يتحرك بسرعة رهيبة ، القطار به محطات عديدة. 

لو طبقنا هذا على حياتنا وديننا فنجد أن القطار بدأ منذ بداية مولدنا… فقد بدأ قطار عمرك من تلاتين وأربعين أو الستين سنة ، فالقطار يأتي من بعيد ويأتي محملا بذكريات كثيرة ، أيضا يأتي محملا بركاب كثر وأحلام وأفكار عديدة إلى محطته الأخيرة في بداية هذا العام ، فإذا رسا وتوقف في بداية العام فأنت قد تكون محطة بداية جديدة ، وقد تكون محطة بداية عام جديد من عمرك ، فالله لا يهب لأي إنسان هبة أن يتوقف بك القطار وفي بداية العام فهي هبة جميلة وإن اختلفت في بداية التوقف… المهم أينما توقف فهي بداية العام…

* – قطار الحياة 

فقطار الحياة إخوتي بدأ منذ أن خلق الله الحياة ومن عليها ، فانطلاقته انطلقت معه كل الحضارات التي نعرفها عن طريق القصص والحكايات أو عن طريق الكتب ، وكل ما يحمله العالم من تغيرات وامبراطوريات بدأت وكبرت وانتصرت ، وأخرى بدأت على أنقاض القديمة وصراعات وحضارات ، ولم يبقى من هذا القطار سوى نقوش على جدران ومعابد وتاريخ يحكيه لنا الكبار ويتداوله الصغار. 

– إن قطار الحياة هو عجيب جدا فقد ركب فيه الأنبياء والصديقين ، أيضا ركب فيه السفاحين والقتلة ، والأغنياء والفقراء ، وكل التناءيات المتضادة ومن مختلف كل الأجناس والأعمار…

العجيب يا إخوتي أن هذا القطار توجد به محطات عديدة ، في كل محطة يستقبل ركاب وفي كل محطة ينزل ركابا آخرين ، منهم من ينزلون في محطات حياتهم ومنهم من ينزلون إلى الجحيم ، ومنهم من ينزلون إلى النعيم ، ومنهم من يركبون إلى القطار متمنيين تحقيق أحلامهم ، لا ينظرون إلى الوراء ولكن ينظرون إلى أمامهم…

– القطار دائما متجها إلى الأمام ، ليس كل راكبيه ينظرون إلى الخلف ، لكن في قطار أيامنا لكي ننظر إلى الأمام ونبدأ بداية جديدة وننطلق لابد أن ننظر إلى الوراء نظرة خاطفة في نفس الوقت متعمقة ، أيضا ومن الدي ركب أو سيركب في هذا القطار قطار عمري من البشر وأنواعه ؟

– إن لقطار عمري وعمر الكثير من الأشخاص الذين تعرفنا بهم منذ بداية حياتنا محطة ، فنحن نؤثر في حياة البعض ونحن محطات البعض ، ولا يمكن أن يحمل القطار كل الأشخاص وكل الوقت وفي كل المحطات إلا القليل ، ففي كل محطة من حياتنا ينزل أشخاص كثيرين ، دون أن نتخيل الأشخاص الذين سنحملهم أو سيحملوننا في قطار الأيام ، أيام حياتنا القادمة.

– طبعا سنحمل جميعا في قطار حياتنا أشخاصا مرغوبين عززونا ، ووقفوا إلى جانبنا ، وكل الذين أعطونا الأمل ، وكل الذين شرفوا بحياتنا بطاقة إيجابية ، وكل الذين أعطونا بريق امل في المستقبل والقادم أفضل…

نعم سنحتفظ بهؤلاء ، وبهذه المحطة ستنزل لا محالة كل الطاقات السلبية ، وكل الأشخاص الذين خدلونا وخدعونا وخانونا أيضا كل الذين تخلوا عنا ووقفوا ضدنا ، وكل الذين تمنوا لنا السوء وكل الذين حقدوا علينا وقالوا ما ليس فينا..

– أكيد يا اصدقاءي واخوتي وزملاءي سوف ننزل هؤلاء في هذه المحطة من هذا العام الجديد ومن قطار أيامنا ، لنستقبل أيضا أشخاص جدد ، ونتعلم من ما حدث في أيامنا السابقة وفي العام السابق بجملته ، فالعمر أصبح لا يحتمل بقية الأخطاء.، قد نقع مرة واثنين وتلات هو ليس عيبا ، فلابد أن ننتقل ونفحص ونتعلم من تجاربنا السابقة ومن أخطائنا اختياراتنا الغير السليمة ، فهاته المحطة محطة جديدة وبداية جديدة ، سوف ننطلق راجين من كل من سننطلق معهم لحظة تأمل في بداية حياتنا ومن سنحمله معنا ومن سنأخذهم معنا من بداية هذا العام ، أيضا من سينزل ومن سيكمل معنا رحلة الحياة ، مادام من الأهم التوقف قليلا والتعمق كثيرا ونفحص كل المحيطين بنا دون التردد لحظة ، فنحن في منتهى الشجاعة ومنتهى القوة أن ننزل كل الطاقات السلبية أيضا كل الأشخاص السلبيين من حياتنا ، ننزلهم ونودعهم ونقول لهم ” شكرا على العبرة التي تعلمناها منكم ، لأننا ومن خلال هذه العبرة استطعنا أن نختار كل الذين دعمونا وكل الذين ارادو لنا الخير ، وكل الطاقات الإيجابية وكل الأحباب ، وكل من يمشي في فلك حياتنا ولا يعرقل مسيرة أحلامنا وطموحاتنا “…

     والسلام …

مع تحياتي للناشر الشريف يوسف الناصري 

جريدة المغرب تحت المجهر… 

والزميل الاستاد وجدي سيفن مركز الدراسات الإنسانية التابع للقباءل العربية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى