مجتمع

التبغيض أو السخرية أو الاستهتار أحد العوامل المساهمة في انفصال العلاقة وفشل المؤسسة .

المغرب تحت المجهر 

رضوان المكي السباعي 

نعم إن التبغيض او السخرية او الاستهتار بالآخر هو أحد أبرز المخاطر الإجتماعية المتفشية داخل مجتمعاتنا ،فهي تعتبر خدشا لشخصية صورة الآخر والتقليل منه أمام الآخرين ولربما تتحول إلى تصنيفها في خانة العنصرية.

 وبدون شك فقد أعتبر مناخ السير العام في أي قطر من الأقطار أن تفشي هذه الظواهر  هو أحد أولويات الفشل الحثمي ، مع غياب أي إشراقة دينية ودنيوية ، وهو الضيف الذي حل  على لا أمن  وخلق الأمة الإسلامية الصرفة.

فهذه الحالة الميؤوس منها يمكن أن تبدأ في بعض الأحيان بالتدرج إلى حالة خطيرة تصنف ممارسيها بالمرضى النفسانيبن اما الممارس عليهم بالمقهورين الا في حالات ناذرة والتي تكون فيها بين طرفين يحب بعضهم الآخر ويقدم الإحترام بينهم وتكون تلك الصورة النمطية إن صح التعبير تفيد الدعابة والخروج و بشكل صغير من تلك الرتابة ،فمثلا تسخر الزوجة من الزوج للدفع به إلى تجنب حالة ترى الزوجة أنها بدون ، 

او يسخر الرجل الزوج  من زوجته ، على سبيل الدعابة وخلق جو من المرح ليس إلا ، و مع ذلك لابد لكل واحد منا أن يكون على حذر  الى إمكانية تقدم ذلك إلى حدوث تفنن أحد الأطراف والمبالغة في ذلك قد تتحول إلى سلوك عدواني لفظي في الحكي واختفاء الكلام الطيب مع التقليل من الشخص واشراك اشخاص معينين في متل هذه الأمور كاطراف اخرى كي تكون المساهمة شديدة وبالتالي جعله أضحوكة ، فأحيانا إعطاءه لقب و أحيانا أخرى وصفه بوصف لا يليق به الى درجة إمكانية وضعه في مرتبة دون مرتبة البشر.

هكذا فالسخرية من الاخر قد تتحول من سلوك لطيف الى سلوك غير جيد يتحول الى صراع لفظي وجسدي رغم اعتبارها حالة من اللطف عند البعض ، فهي وإن تكررت بشكل لا شعوري عند شخص معين فهي إشارة قوية أن الشخص مريض وربما قد يساهم بشكل كبير في تحويل أشخاص  آخرين إلى مقهورين غير قادرين على تكرار تلك المهارات او الملكات التي يتمتعون بها حسب المراحل العمرية لديهم ، أيضا يقللون من احترامهم له واختيار الهروب منه  

إن مثل هذه الظواهر المتفشية سواء داخل البيت الأسري أو في الحي أو المدرسة والخطير منها مثلا ما نراه متفشيا للاسف حتى وسط الشركات الفاقدة للأطر المميزين ، ففي بعض الأحيان نرى تمتع حتى بعض الكوادر بصفة التبغيض والسخرية منذ الوهلة الأولى بين المشغل والعامل بدعوى تقييم ردة فعل الآخر  … اما الإشكالية الخطيرة  هو اعتبار انه أمر صحي للتواصل ، ذون إدراك أنه خطأ كبير جدا وعاملا مشجعا على تقليل المردودية داخل اي مؤسسة والتي يتحول فيها الفرد من شخص وظيفي إلى شخص مقاوم للقهر اللفضي اظف له كثرة ساعات العمل والضغط اليومي .

إن للممثل الساخر المحترف قد يكون على سبيل تغيير واقع في مجتمع غابت عنه بعض القيم من تصرفات أشخاص مدمرة، في نفس الوقت هذه الحالة من السخرية قد تكون مجهودا من الساخر وتتحول إلى دلالة مباشرة وبشكل مباشر يفيد التغيير إلى أحسن … وأحيانا كما أشرنا آنفا  ممارسة السخرية بين شخصين فيما بينهم بشرط أن تكون بشكل لطيف يفيد الخروج من ذاك الروتين اليومي والممل لكن بدون مبالغة .

أما  في بعض الأحيان تكون دلالة على أن الشخص وصلت به ممارسة السخرية إلى حد متقدم من الثقة، ويمكن أن تتحول من العمال ضدا في رؤساءهم او بين الرؤساء فيما بينهم ، عدا فالانسان يقبل السخرية من شخص يثق فيه ومخلص له اخلاصا تاما، وهذا ما يكون بين الأصدقاء.

أما إذا خرجت الأمور عن السيطرة وازداد مستوى السخرية إلى حد رغبة في ممارسة القهر على الآخر بالاستصغار منه،هنا فهذه الطاقة تتحول إلى جرعة تتحول الى حالة مرضية تستوجب العلاج.

إلى كل واحد منا وجب أنه التمييز بين السخرية العادية والسخرية المرضية 

فالأولى تنتج عن حب وصداقة أما الثانية فتنتج عن فشل وكره للذات، قبل كره الآخر، مما يؤدي الى كارثة اختفاء السعادة الحقيقية التي هي بعيدة جدا عن خطاب الآخر بشكل غالبا ماهو غير طبيعي ، والأشخاص الغير الممارسين للسخرية المملة فهم في نعمة كبيرة ونموذج يحتدى به ، أما إذا وقع العكس فقد تكون في حالة مرضية، اما المطلوب هو تغيير سلوكك حتى تضمن ولو بشكل معين تواصلك الجيد مع باقي الأشخاص مع عدم تشجيع ومحاكات الذين يروجون لعيوب الآخرين الناتج عن الفشل وعدم تقبل الإختلاف،

وادب الإختلاف هو بعيد عن الخلاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى