الرئيسية

التربية الإيجابية .. من له الحق بالانفعال والصراخ الآباء أم الأبناء ؟

التربية الإيجابية .. من له الحق بالانفعال والصراخ الآباء أم الأبناء؟

 

المغرب تحت المجهر MTM ..الاستاذة : أمينة بنالعلوى

ينبغي أن تنذكر دائما أننا نحن من نضع البصمات الأولى للشخصية التي يمكن أن يكون عليها أبناؤنا في المستقبل، فنحن أول من يرسم الملامح البارزة التي تطبع هاته الشخصية، لأن الأسرة هي المحيط الأول الذي ينشأ فيه الطفل قبل ذهابه للمدرسة ومروره بالشارع، لذلك ينبغي أن تكون الخطوات الأولى للتربية سليمة، فحواها الحب والوئام الثبات ، الثقة باختصار خطى ذات مبادئ و أسس صلبة. لكن في ظل الظرفية الراهنة صرنا نلاحظ أن معظم الآباء إن لم نقل جلهم ، فقدوا تلك المتعة العظيمة في تربية أبنائهم ، واستبدلوها بالشكوى والتأفف والانفعالات الحادة ضد تصرفات وسلوكيات أبنائهم … فهم لا يجالسوهم ليعرفوا متطلبتهم الحسية ، طبيعة أفكارهم قدراتهم ….. فتجدهم دائمي الشكوى ليس لدينا وقت ، نعيش ظغوطات كثيرة في العمل ، أبناؤنا لا يستمعوا لنا وغيرها من الأعذار التي لا تسمن ولا تغني من جوع فهي لا تبرر صراخهم وعصبيتهم . لم كل هذه الانفعالات ؟ صحيح أننا نعيش ضغوطات مادية ومعنوية ، في العمل في الشارع …ضغوطات جعلتنا نفقد معها القيمة السامية لأنفسنا، نفقد اللذة والمتعة في تربية أبنائنا ضغوطات تؤرقنا وتؤثر على نفسيتنا ….. لكن رغم كل هذه المتاهات ، ينبغي أن نتجاوزها ونتغلب عليها ولو نسبيا ، و نفكر قليلا ولو لبرهة واحدة ، ماذنب أبناؤنا لم نصرخ عليهم في كل كبيرة وصغيرةبسبب أو بدونه، فهم لا دخل لهم في مشاكلنا لم يفهموها ولن يتفهموها ؟ لم نقحمهم في وضعيات ليس لهم دخل فيها، فنجد الزوجة تصرخ وتشتم و تضرب مفجرة غضبها في أبنائها ، وكذلك الزوج و أحيانا يتم ملأعقولهم الصغيرة بالكره والحقد ….. فمن الأفضل أن نجنب أبناءنا ذلك ونبعدهم قدر الإمكان على هاته المشاكل التي قد يكون لها تأثير فيما بعد على شخصيتهم المستقبلية. ابني عصبي ودائم الانفعال. أبناؤنا ينفعلون بسبب أو بدون سبب، وكذلك الأمر لنوباتهم العصبية هذا من وجهة نظرنا ، لكن إذا أردنا معرفة الأسباب أو الدوافع فنجد أن وراء كل سلوكياتهم الانفعالية أو العصبية، أسباب ينبغي علينا تفهمها ومعالجتها كيفما كانت.مهمة أو تافهة ، لأن الطفل لا يميز بين هذه وتلك وهذا أمر طبيعي فنحن من ينبغي لنا توضيح الأمور وتصنيفها بين المهم والأهم … وهذا لا يستدعي من التصرف بعصبية او الصراخ بل يجب أن نتحلى بالهدوء و الصبر، والبحث عن الطرق او الكيفية التي تتم بها تهدئتهم. فمثلا قد ينفعل الطفل بسبب الخوف ، وهنا لابد من معرفة الاسباب الكامنة وراء خوفه لانه فيما بعد قد يتحول ذلك لتبول لاإرادي أو مرض عصبي أو ميل للعنف، و احيانا قد ينفعل نتيجة تكليفه بعمل ليس له رغبة للقيام به فتراه يكسر أشياء أو يصرخ أو يبكي ليتمرد على الوضع…. وللخصام بين الوالدين تأثير كبير خاصة إذا كان الطفل حساس ويتداعى عدم الاهتمام والامبالاة. وغيرها من الأسباب الاخرى كالغيرة ، او المقارنة بين الأبناء ……. فتربية أبناؤنا ينبغي ان تكون مقرونة بتربية أنفسنا حتى نتخلص من الانفعالات ونستشعر لذة التربية قال تعالى : (واصلح لي في ذريتي ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى