الرئيسية

تباريح عازفة

 

المغرب تحت المجهر MTM .. هند بومديان 

ويحدث كل هذا في غفلة الوقت ،و يقظة حلم طافح البراءة أضناني ، ترقص له بساتيني فيصير للأشواق أجنحة تعزف على وتر الليل و ترتشف الحب من خمرة الخوابي المعتقة بإثم النشوة ، يوصد وكره بشموع سبعة كلما تسامى الفرح مع الوجع , يظلّل مرآتي ليفتح دفاترَ الجنون و الرغبات ، تؤرقها الكَلمات.

 و أنا مصلوبة الخُطى أُغسل غُبارَ سنيني بعطر خالد و أرسمها وشما على جبيني ، و الظلال تبتلع طيفي فتختنق بي ، أسمعني و لا أراني ، أشتم عبق حضوري و لا ألقاني ، ف أعزف على رحيلي رجفا سرمديا ، و على أنامل الفؤاد أغزل لي رداءا بلون لقاء حزين ،حاكته أهدابي و لم يكتمل.

يشاكسني الحنين بأمواجٍ ضبابيةٍ ،يظلّل مرآتي فأصافح يد العزلة بهديل الروح ،

لتلبسني معاطف خرساء ، تتأرجح تارة بهديلِ الروح، وترتدي أقراط صدق مزيفة،

 مرهقة أنا ،

أعزف على وثر جنوني ، فأغيب عن الوعي لمجرد تناثر تقاسيمي على ضفاف وادي الأحبة ، أولئك الذين هجروني لأنهم ما استطاعوا أن يروا دموعي وسط مجاري التناحرِ و سواقي الكيد، فقط أحدثني الآن وأطيل الحديث ، والخافق بشوق لحديث يطول، لحديث لا يعرف الصمت تتنهد جدران الليل بالقلق، و أحلام محكومةٌ بلعبة السراب ، فتستبصر بوابات المصير أحيانا أراني و أنا أعزف بعيونٍ زائفة بساعات الفجر .

 ل أسكن مفاصلَ الأيام فتنبضِ الذاكرة كلما أطلقت أحلامي الرهينة، تلك التي لطالما فاوضت لأجلها طول اللَّيل، طريحةً صوب أجلها، أُجلي بها ناجية ثقفتها أنامل من جنون, و الزمن ضيق و فيض السبل عسير, و أسيرُ مع قلةِ حيلتي على صراط ضاق بصبري، وانتحرت بطول البال اليسير , و اختنق صدري حسرة و طال عُسر ما خلته قصير.

يُسراي تشنق هِمّتي و يُمناي منتفضة بقدَرٍ يرسمه البصير, و ما بينهما خافق بألم جرح قديم, و صور فارسة فرت بغنيمتها , و سراب يتجلى بالأماني العطشى, و كيد تلك الساقية عظيم, و صهيل الدمع عندما تغفو العيون ، يوافق عقارب ساعتي كل فجوة ،لأسير دهرا فأراني واقفة قرب خربشات تسلَّقت عيني البعد,مُلِمة بفضائي و قد خانني ختم انتمائي .

 و على أعتاب حل معادلة خذلتها أبعادي , هوى مآلها علي بشلل ف استوى على عجزي , بلمسةٌ ألِفتني يوما و دهرا بي تفتِك, تفتك مني ألف أمر كأن تضم ميمها تذيقني مرَّها , و عمري بين قرني زمن عابث بزمر ذِممي يذمني بنُظمي, لتضُمُّني سواعد العدم، ترديني حطاما , فيصير قوامي زيفٌ و عقمي يلوح كل صِدام, و حمامي زينة, و زاجلي طار, و مدى نِبالي مقيدٌة كبالي، قاصرة كنُبلِي،و لا يلبِّي سوى شر بلية لا تُبلي قبضة أحكمت شدها مزقت فيني الوتر ، و الأحلام تهشمت بهوان حجةٍ حجّت بي آناء الليل و أطراف النهار في حبكة, و عاقبتني رحيمة بي , كافرة بها روحي .

و قلمي لن يكتب الختام ، أراقب الذي ينحتُ في الجبل لتتألمَ آهاتُي بحروف مِعْوَلِهِ القاسية، فتختلجُ وتتمازجُ ببكاء النفوس الهائمةِ ، لأصنع من بقايا الصخر ورذاذ الغبار” تباريح ساقية ” تأججت من فيض محيطٍ تَعَلّقَ بين قلبي وعقلي.. 

كل هذا و عين من نافذة, ترجلت من شرودها, و مشت على الجدار أين نُحِث ضياعي النفيس , ذلك الذي زينته أشيائي الثمينة, ك ذكرياتي الآنية ناذرة محافله ، و إن عدت أساوِم ، سأدفع لسيفي شيئا نفيسا، جادة إذا ترجلت عن صهوة الجنون و الخيل ساكنة، و إن هي عاديات سرجي تميل ، و بطحاءٌ بغبارٍ ضِد رؤاي لرؤاي حليفة، و على الجدار قطعة تلوح بحلتي , سلبتها من شُهبٍ تترامى بزلة قلمي, و ألمي في خيالي , و خيالي خال مني, بيينا جدار لا ينقبه حرف ,ف أُسدل الوجدان الستار و رفع عن أحلامي من يومها .

هل زُيِّف الجدار بأثري الغائب ؟ 

هل عزفت شرودي الثائر؟

أشرت إلي وأنا هنا في معزوفتي ، 

فهنيئا لي بي , خُيِّل لي انني أسعى لإيجادي و ليس لي ما أُّلقي به ليلتقمني ، و لن ألقي لي حروفا لتلتئم, قيد بوحي , سجينة حروفي ، تكفيني مخيلتي, لعلي فيها كيانٌ مُنتقِم نعم قد أتفق معي لوهلة إذا قلت أن للجميع الحق في العزف , أجل أعزف متى شئت, و أخصص لنفسي أنشودة و أبقيها في وتري , لكن أبقى بعيدة عن السمفونيات و تأليف المعزوفات , حتى لا يتوهَ المقدَّس وسط المبتذل, حتى لا يضيع الفكر وسط السفسطة.

و أن تُملأ بسُم مُدان مقاطعي بِطرفة عين , ملاذها جبُّ زلتي, لا تتضرَّع بقرابين, و إن آنَ لزلتي أن تقفَ على عيني , و ساقي البوح فيا سجين , يضارعُ ما يُسره, يغازل هواه و يقارع حلكة خاطره, و بين السحب تلك التي تدعى أنا تائهة, استعارت نار عينها من شمس نبوءتها لتبتلعها عند المغيب, لا ريب في من عدَّ هذه الحصى.

فالريب أحصى ما رشَق, و الصدر بما أسرً يُشق, و بليَّته صريحة مع نفسي, منتقمة لا تشفق, أذرى بشعابه, يزرع الفخاخ, على صحُفٍ عذراء ما طالها حبري ليقرأ منها الفراغ, و يرتِّل الأثر, و شدة بأسي تُقاس بنضٍ ليِّن يٌقاسي به صبري ,و صِباي صُهِرَ ساخناً صُبَّ على جراحي , وزحامُ وحدتي ينصِت لي , و كلي حُطامٌ و أنا من كُسِرت ذاتها 

 فمن يخبر الحشد أنَّ بيننا سِر ، و صراعٌ خارج دائرة الموت بعذابٍ طويلٍ حدّ الشقاء ؟  

من يخبر الروح بصراع مرير حد الضياع ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى