الرئيسية

مأساة الحجاج المغاربة 2023

المغرب تحت المجهر…

صراحة لم اكن أريد أن أخوض في نقد البعثة المغربية من الوهنة الأولى وتفائلت أملا في تدارك بعض الأخطاء التنظيمية البسيطة التي وقعت في فندق المدينة المنورة من زحام على الوجبات الغدائية والمصاعد…. وزاد تفاؤلي بعدما حط موكب الحجاج رحاله بفنادف مكة المحترمة رغم سوء التنظيم في أداء طواف القدوم وعدم تأطير الحجاج الأميين وغياب أعضاء البعثة بعد وصول الحجاج الى الحرم بسبب عدم اختيار التوقيت المناسب لإنجاح تلك المحطة المهمة ….، تفاءلت خيرا رغم كل هذا و التمست العدر لإخواننا في المؤطرين لقلة عددهم وتجربتهم حيث جلهم يأتي الى بلد الحرمين لأول مرة في حياته….،

لكن ما وقع في منا من تجاوزات في المخيم وما تلاه من إكراهات وتسيب وتجاهل وتجويع وتشرد لا يمكن أن يمر مرور الكرام حتى لا يتكرر لإخواننا في السنوات المقبلة وحتى يعلم الحاج المغربي المقبل على زيارة بيت الله تعالى وأداء مناسكه ان الطريق ليست مفروشه بالورود كما يتوهمها وكما يمكن أن يسمعها من فقهاء وزارة الأوقاف في دروس الحج وحتى يعلم المسؤولون المغاربة أن ما وقع فعلا عار على جبينهم الى يوم يلقون الله تعالى وأن ملكنا نصره الله كلفهم بأمانة كبيرة لرعاية ضيوف الرحمان و

إزدحام الحجاج في الخيمة حيث لا يتعدى مساحة المكان المخصص للفرد حجم القبر الذي يدفن فيه بالثمام والكمان ودرجة الحرارة تفوق 45° وشح في توزيع المياه المعدنية بشكل مهول جعل للحجاج يموتون عطشا بلا رحمة ولا شفقة الا من تطوع من الشباب يتكفلون بطلبه من الموزعين ليأخد 24 قنينة ما إن تصل الخيمة حتى تتشتت بسبب العطش الشديد وكثرة الحجاج  إد يفوق عددهم 360 فردا في خيمة واحدة….، -وجبة واحد في اليوم عبارة عن 100كرام من الأرز وقليل من اللحم في الغالب  لا تسمن ولا تغني من جوع لولى بعض المحسنين خارج المخيم 

المعانات في النقل لا يمكن أن نختصرها في سطرين أو تلات فحافلات  تاركين الحجاج المغاربة واقفين أمام المخيم من العاشرة مساءا الى السادسة فجرا ليلقوا في الأخير حافلة يزدحمون فيها كما يزدحم السرديل المعلب في علبته بعيدا عن أبسط الحقوق والكرامة…..

نسأل الله تعالى أن يجعل هذه المعاناة مغفرة لذنوبنا جميعا وأن يصلح بالنا ويهدي المسؤولين على هذا القطاع المهم وأن ينصر جلالة الملك عليهم وعلى كافة أعداء الوطن والدين. 

أخوكم .   حاج مغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى