الرئيسية

لست بآسفة….

لست ب آسفة

الشمس تداعب زجاج النوافذ بنعومة، و كأنها امرأة فاتنة شقراء تغوي الأفق لتتزوج به،
فتستيقظ داخلنا فرحة عارمة، مسرة تمحو كل ما قبلها من مآس صغيرة مؤقتة.
لتجدنا أحيانا، كمفتاحٍ بابّ أندلسي، سقط سهواً من يد صاحبه و تاه وسط الزحام، أو كيمامة عادت ضحىً لتجد الباب مؤصداً و الشرفة موثقة بأغصان السلام، ليستحوذ عطرها على الأجواء ..
ف نهدهد للأحلام لتنام في حضن السبات، كلما هبت رياح الخريف، و تتناثر في الذاكرة الأماكن و تأخذنا الطرقات إلى حيث تتجاذب اللهفة مع الذكريات؟
أخبرني أحدهم أنني جميلة دائماً كما أنني أبدو مبهرة أكثر في أسوء حالاتي ، أتراه يخدعني!
تحت هاتيك الصفصافة، كانت تتمايل دحنونة، تستوطن مني الخافق فتسكن عينيها أهداب لحظي .
على كل ، لا شيء قادر على إنتزاع هذا الشعور مني و أنا في قمة إنهياري في وقت مستعصٍ أراوغ فيه كل الأمور الغير مألوفة التي تحدث معي ، تحتّلني فوضى لا سبيل لترتيبها ، يعزّ عليّ أن أكون معلّقة على حافة الأشياء لا يسعني الإنتهاء إلى حال ،
فيسرقني الحنين من لحظاتي الى هناك..
حيث..
وجه أبي وغيمات صباحاته المثقلة بالتفاؤل..
رائحة بيتنا العتيق..
وأكواب الشاي بالنعناع..
أتساءل كيف لإنسان بسيط أن يعيش حياة معقدة ؟ كيف تكوّنت تلك الأيام الغير عادلة التي لا تمرّ بسلام!
لم أستطع في يوم من الأيام أن أكون قريبة منّي ، كم تبدو المسافات هائلة بيني و بيني!
ثم تستوعب أنك حظيت بتعب لا تستحقه فقط لأنك نضجت كفاية ، لأنك تقاوم ضجر الحياة بالتلاشي ، لأنك تواجه سخط الأيام بمرارة

و أنا أمارس إحتراقي بالكلمات أشعر أنني مهددة برغبة العناق في عالم موازي ، مهددة بإعتراف يقول مُحاسباً ..
أنا امرأة لا تغفر و لا تنسى فلا تراهني على صمتي!
العقاب حق و أنا قررت معاقبتك بالغياب لأنني أعلم تماما أن لا شيء يقتلك سوى عصاميتي
عفوا غياب !
أنت نفذت حكم الإعدام
على الأرجح أنني ضحية مشاعر مُباغتة إستيقظت فجاة !

الأمر أشبه بهراء يعيد نفسه في كل مرة لا سبيل لردعه ولكنها الحياة ، أسفي على الوقت الذي أهدرته في وحشات المنافي التي أُسرت داخلها ، وحشات الملاجئ العاجزة عن ترميمي
لا شيء أسوء من أن تكون نسخة لا تشبهك ، نسخة كوّنتها الظروف وشوّهتها المواقف الغير المتوقعة و الاعترافات المفاجئة ، نسخة لا يمكن ترويضها بالتبرير ،
مرحبا في شعور أخر..
الساعة أشواق متّقدة والذكريات مؤامرة تعبث في رأسي و تقضم نبضات قلبي التائهة.
رائحة الهيل في دلال جدتي، والبخور الإغريقي الذي كان يتماهى مع عبق القهوة و رقص السنونوات..
كيف حالك يا هندا ؟
لا تقدم لي سببا ولا تحاكمني على جريمة إرتكبها قلبي مؤخرا ، لستُ مضطرة لإعادة النظر أبدا فيما فعلته في حين كنت أمارس حريتي في إبداء موتي بطريقتي ، كانت تلك الكلمات مرفأ النجاة الوحيد الذي خلّصني من صراع طويل ، من إستدراجك الماكر الذي بعثرني و أعاد تكويني على نحو جرح عميق
تلك الكلمات أنقذتني من جريمة أوشكت على الحدوث ، تبا لي منحتك متعة أخرى في حين كانت الأشياء تحاصرني وتتكور داخل إحتمالات دامسة ، يالله كم أنّ القطع التي تُشّكل الحقيقة شائكة!
العشق لا يمكن وصفه نحن فقط نقوم بترويضه بالكلمات ، العشق مثل خيل هائج عندما نحاول كبح جماحه بالكلمة فهو يجن أكثر ،
هل يشفع لي هذا التهور يوما !
ما أحوجني إلى صفعة قوية من يدي اليمنى إلى خذي الأيسر ، صفعة تقول الا تستفيقي يا حمقاء !
لا تحبّني ، لا تسألني، لا تواسي وحشتي ، لا تلوي ذراعك من أجل أن تحسسني في أطياف عابرة ، لا تغمض عينيك وتستوحشني في حنايا مشاعر مؤقتة ، لا تكتبني في نص شاهق
لا تفعل كل هذا فقط أخبرني كيف تستبدل إستثناءاتك العظيمة بأشياء رخيصة !
ترى لماذا نَحِنْ؟
ولماذا نشتاق؟
لماذا لا يراود النسيان تلك الذاكرة
وينْسِلُ أثوابها..
ولماذا نتوارى خلف الدمع
ونلقن ساعي البريد كيف يناجي الطرقات..
لقد كان سقوطي أمرا متوقعاً في حين كنت تُبدي مشاعر مستهلكة من علاقة سابقة ، أتيتني مستنزفا هاربا من معاناة حكمتْ عليك باللجوء إلى مكان آخر ، ذلك المكان كان قلبي.
كنت تتهاوى في جوفي ك طير جريح شيئا فشيئا لأنك وجدت فيه ملاذا ومدينة تشبه روحك
، صدقني أني أحتقر المصير الذي إنتهى بطعنة خذلان غير متوقعة ،
كان بحوزتي كل الأسلحة كي أقتلك لكني لم أفعل ، أخترت طريقة أسوء ومنحتك كل الأمان الذي تفتقده ، أهديتك قطعة باهضة الثمن والكثير من الدفء و الحبّ الذي كان بحوزتي ، من الصعب جدا أن أصف شعوري داخل حياة انهالت على صدري بمواجع عظيمة وهزائم نكراء ,
حياة كان انتصارها الوحيد أنها مسكت بك متلبسا كاذبا و خائنا، فأبعدتك عنّي
بربك أخبرني أنني أحلم، و أنك أحمق !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى