الرئيسية

الجفاف يُنهي حياة الأشجار ويُغيّر ملامح القرى بمنطقة تافراوت والقرى المجاورة.

الجفاف يُنهي حياة الأشجار ويُغيّر ملامح القرى بمنطقة تافراوت والقرى المجاورة

تافراوت، المغرب – في رحلتي الأخيرة صوب مدينة تافراوت، وخلال توقفي بالقرب من ايت باها ،اضاوكنيضيف،تزكزاوين إلى املن ، لفت انتباهي مشهد مؤلم لأشجار تبدو كأن النيران لفحتها. ومع التدقيق، تبين أن العطش هو ما أحالها إلى هذا الخراب، فلا منقذ لها من غياب المطر الذي بات ضيفًا نادر الزيارة. أما أنا، في نصف قرن من عمري، لم أشهد مثل هذه الحالة يومًا في هذا الجزء الحبيب من وطني.

الملاحظ أكثر، أن القرى التي كانت يومًا متنفسًا ومأوى لأرواح بشرية، باتت خالية من سكانها تقريبًا. الحياة التي أعرفها، المكتظة بالضيافة الحميمة والأرواح الطيبة، التي كنت تلمس فيها بساطة الحياة وغنى القلوب، قد فُت تحت وطأة هذا العطش القاتل.

برفقتي والدي، الذي تناهز سنه التسعين عامًا، والذي شاركني ألمه لهذه التحولات المؤسفة. تذكر والدي الأشجار والعيون الخضراء التي كانت تغطي المنطقة، فتسري في النفس راحة وسعادة، تلك التي عرفها منذ عهده .

إن ما نشاهده اليوم هو تغيير مؤلم في واقع المنطقة، وهو إنذار بأن الأمور قد تزداد سوءاً إذا لم تُتخذ خطوات جادة وعاجلة للتكيف مع هذه التحديات المناخية. لا بد من التفكير في حلول مبتكرة للحفاظ على المياه، وإعادة تأهيل هذه المناطق لمنع هجرة السكان، وإحياء الأرض لتعود كما عهدناها، غنية بالحياة والخضرة.

تافراوت #الجفاف #البيئة #المغرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى