الرئيسية

رضوان المكي السباعي يكتب :قميص نهضة بركان تحول إلى حدث كوني للبعض ورعب حقيقي للبعض الآخر.

” الحمد لله الذي عافانا مما ابتلي به غيرنا …”

هي دعوة ابتدأت بها في مستهل مقالي هذا لعلها تجد قبولا للمهتمين بالصحافة المكتوبة او من شخص رشيد …

بمونديال قطر واعتلاء المنتخب الوطني المغربي المقعد الرابع عالميا , قام المغرب بتقديم شرف تنظيم كأس إفريقيا للأمم دورة 2025 ، وبالفعل فقد لاقى كل الترحيب من دول افريقية ، في نفس الوقت لاقى منافسة الجزاءر وبقوة لاستظافة الكأس ، لكن ومع مرور الوقت قررت الإتحادية الجزاءرية بساعات قليلة قبل إعلان أن المغرب هو من له حق شرف تنظيم الكأس الانسحاب ، هي فرحة الدولة الأمة المغربية بكل مكوناتها في حين الجزاءر الدولة بكاملها وبكل اجهزتها الإعلامية وعبر القنوات الفضائية المعروفة او عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدل تهنئة الفائز بالتنظيم ثم إختيار قاعدة استتناءية هي كثرة النحيب والبكاء وأحيانا النذبة والعويل …. هي أشياء لمسناها جميعا وبقوة خصوصا في هذه السنوات الأخيرة ، وانها أصبحت من زمن الماضي وبدأ البعض باحياءها، اما عند دول مغمورة في عالم الرياضة والترفيه فقد اختفت تماما ، وماذا بعد هذا الاسلوب النمطي لدولة الغاز و البترول سوى الصراخ والشتم المتكرر ، أما للامانة الإعلامية فوجب علينا اخلاقيا الا نتجرا على دولة ما او على رموزها لكن اذا تكررت نفس المواقف وبنفس الاساليب فما علينا الا الرد …

قبل أن تنطفيء انوار هذا جرح تنظيم المغرب لكأس إفريقيا للأمم جاءهم خبرا آخر هذه المرة ليس من الكاف بل من قبل الفيفا هو مفاده قرار إختيار المملكة المغربية الى جانب جارتها الحقيقية إسبانيا والبرتغال شرف تنظيم الكأس العالمية 2030 …

من هنا وكأن البلد المنغلق على نفسه بدأت علامات الصدمة والانهيار لديه ما بعدها صدمة واختيار أفضل للطريقة البكاءية عند بلد اختار لنفسه مسبقا عقيدة بومديانية حديثة وغريبة متقدمة في مكونين حقيقيين لمحتويات ظاهرها النحيب بامتياز وباطنها الضغينة وقلة الحيلة ونشر الكراهية …

من موقعي الخاص والمتواضع أريد أن اطرح سؤال على بلد المليون ونصف شهيد كما يدعي أصحابه .

هو : حسب العلاقات الدولية كيف لبلد يحمل مفهوم دولة ان يتخد لنفسه منهج ردة الفعل وليس إختيار الفعل ؟

  • او بمفهوم آخر ومع توالي وتعدد متل هذه السلوكات والنكبات.
  • هل فعلا الجزاءر البلد المتوسطي أصبح لا يملك مقومات دولة وأن سياساته وصلت الحضيض كما أشارت إليه بعضا من التقارير والصحف الاوربية .

اما عند عودتنا لنستدرج العبت اللعين الذي اصاب الجارة الشرقية ، ماهو تفسير قضية القميص الشهير في خضم حكاية بدأت يومه الجمعة المنصرم ، و الحجز عليه وعلى أقمصة الفريق نهضة بركان بمطار الهواري بومدين وقدوم مدير المطار ورجال الامن الجزاءريين حسب شهادة اللاعبين لنهضة بركان على طردهم . مع ان الجدير بالذكر أن الحدث هو ترقبا لمباراة الذهاب لكأس الكونفدرالية الإفريقية ضد الفريق المحلي إتحاد العاصمة الجزاءري .

هو على ما يبدوا الأمر لا يعتمد على سند قانوني ولم يفهم لحد الساعة مغزاه لا من جانب المتتبعين للشأن المحلي بالمغرب او من أي بقعة من العالم بما فيها بعض الجزاءريون أنفسهم وهذا أكيد…

اما الغرابة هنا وكل الغرابة يا إخواني أن نبحث عن أجوبة لأسئلة في ميدان على ما يبدوا يغيب عنه المنطق ، خصوصا وأن نفس الفريق المغربي نهضة بركان قد خاض بنفس القميص المنافسات القارية تحمل خريطة المملكة المغربية ، وكما سبق الأمر في ذلك أندية وبعض من الفئات العمرية لمنتخبات وطنية لعبت داخل الجزاءر اقمصتها تحمل خريطة المغرب ، ثم بعدها بايام قليلة عن الحدث الاخر اي بعد مرور أقل من أربع أيام إلى امتناع الجزاءر المضي نحو المغرب للمشاركة ضد منتخب المغرب لكرة اليد أقل من 17 عاما بدعوى ان البلد المستضيف يحمل قميصه خريطة المملكة المغربية….

امام كل هذه الهفوات والطراءف لدولة تبدو اختلطت فيها المشاعر بالسياسة الهدامة وضربا للمصالح والحضارة ، وتفسيرات وشروحات خادشة ومارقة خارجة عن كل ماهو منطقي ، نقطة الضوء فيه وان اللاعبون الجزاءريون هم أنفسهم اصبحوا مندهشين ولا يستوعبون ماذا يقع , وكيف حول العسكر الجمهور الى كورالات في مناسبات عدة وبهتافات عنصرية ، وأخرى رفض نصب العلم المغربي داخل الملاعب الجزاءرية. هنا يتضح أن العسكر أصبح آلة تذميرية لكل ما تحاول الرياضة إصلاحه عبر من تواصل فعال و اشعاع حضاري متميز شمال افريقيا …

المهم أنه بالرغم من هذه المطبات الحاصلة في الربع الاول من القرن الواحد والعشرون تبقى المملكة المغربية الشريفة متاصلة ووفية لاسلوبها وأصولها المعهودة منذ القدم وهي ثقافة الترحاب بالاخوان الجزاءريين وغير الجزاءريين اينما كانت اصولهم وجنسياتهم وجب اعتبار المغرب بلدهم الثاني على الاقل،،، وهذا ماعبر عنه أكثر من مرة عاهل المغرب في خطاباته الداعية للتصالح والتعاون لبناء أسس مغرب عربي متين ، أيضا هي دعوة من مسؤولين مغاربة حقيقيين لا يحملون أي ضغينة لأي جزاءري او جزاءرية مع القطيعة كل ماهو تطبيع للارتجاليةو البهرجة السياسية اوخطابات كلها قائمة على الكراهية وتشجيع العنف …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى