الرئيسية

رضوان المكي السباعي يكتب :تارودانت كنز سوس قبل – أثناء – وماذا بعد. ؟؟؟

بمنطقة سوس وبين واد سوس وواد الواعر وجبال الاطلس الكبير شمالا ، والاطلس الصغير جنوبا حدد موقع وموضع مدينة تارودانت او المحمدية او فالا قديما ، حسب الظهور او العصور.

تبقى مدينة تارودانت حسب عدد من كتابات بعض المؤرخين او بعض المهتمين بتاريخ المغرب كحسن الوزان والشريف الادريسي، او ما جاء ببعض المنشورات للاستاد محمد كوسرير او الاستاد احمد ابو زيد الكنساني برفوف ثانوية محمد الخامس أو وزارة الثقافة بتارودانت أو كلية الآداب والعلوم الإنسانية إبن زهر باكادير ، او عند اعتماد مجموعة كبيرة من للبحوث للطلبة شعبة الثاريخ .

كلها اجتمعت على أن المدينة تبقى احد القواعد الأساسية التي تفطنت لها معظم الحضارات القديمة زمن الفينيقيين او مرورا بدولة الأدارسة بالعصر الوسيط الى الانطلاقة الفعلبة مع يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين الى ابن تومرت الموحدي الى فثرة المرينيين والوطاسيين إلى العصر الذهبي مع زمن محمد الشيخ السعدي مؤسس دولة السعديين ثم دولة سلاطين وملوك العلويين الى الآن .السؤال :

ماهو الوصف لتارودانت حسب بعض المؤرخين والمهتمين .؟بعظمة سورها واسماء دروبها (درب الكزارة درب الخضارة درب الخرازة درب الحدادة درب الملاح درب الدباغة …). ووجود اثار لمعامل السكر بتازمورت وتيوت ومعاصر الزيتون …واعتمادا على ما اشارت إليه بعض من كتابات عديدة هي إما مصادر او مراجع او مخطوطات او منشورات او بحوث عبر جهود من الطلبة والباحثين ، نكتشف فعلا ان الموقع الجغرافي بين واد سوس وواد الواعر وتنوع في المناخ والتضاريس وتوفر اودية دائمة الجريان آنذاك .

كلها عوامل خولت لها الإزدهار فلاحيا وقوة صناعية وتجارية، وسياسية ، واجتماعية وعلمية وثقافية … ، حتى نعتتها معظم الأقلام عبر كتابات عدة ” بحاضرة سوس “، اما من حيث القيمة المادية و المعنوية للمدينة فهي كانت تضاهي كل الحواضر القوية إما في الداخل او خارج رقعة الإمبراطورية المغربية آنذاك ، و شكلت مركزا مهما لتجارة القوافل سواء الآتية من الشرق او الغرب او الشمال او الجنوب الصحراوي ، وتبقى غنية عن الوصف اللهم الا من سبيل تقريب الصورة للبعض فتارودانت كانت تقارن بكبريات المدن حاليا كالدار البيضاء ، والرباط ، والقنيطرة … كلها مجتمعة يمكن ان تتساوى بتارودانت في تلك الحقبة الذهبية…أما عن مساهمتها الدينية فتواجد أماكن ودور دينية مختلفة هي تارة للشيعة وتارة للسنة أو لليهود والنصارى … اظف إلى مجالس علمية وملتقى للعلماء يوضح بشكل كبير الدور الثقافي والعلمي الزاخر والمختلف للحاضرة .أيضا تواجد العنصر البشري المختلف سواء كان من العرب اوالامازيغ او الافارقة والاجانب الكل يوحي بلاندماج والتعدد الكبير والمتنوع والدور الريادي لتارودانت في استقطاب مختلف الأجناس ، والاعراق…هي معطيات توضح بشكل ملموس المستوى الحضاري الكبير والعميق لاكبر حاضرة لعبت دورا كبيرا على مر تاريخ واقتصاد المغرب عبر العصر القديم أو الوسيط او الحديت …

السؤال :تارودانت كيف أصبح حالها اليوم ؟ قصة اخفاق مدينة ومنطقة و افول نجمها ابتدأ منذ نهاية التاريخ الحديث وبداية التاريخ المعاصر لأسباب عدة منها ماهو طبيعي ومنها ماهو اقتصادي ومنها ماهو بشري …

– الأسباب الطبيعية :شهدت منطقة سوس جفافا حادا، انعكس تماما على المزروعات التسويقية منها بالاساس قصب السكر والشمندر السكري ، أيضا قلت معه الثروة النباتية والحيوانية… مما انعكس سلبا على قطاعات مهنية وحرفية…

– أسباب اقتصادية:، ثم تحويل الطرق التجارية المهمة تجارة القوافل عبر إفريقيا الى طرق ومسارات أخرى إثر التنافسية الحادة التي عادة ما يعرفها النظام الاقتصادي ، مع فتح جبهات اخرى كمورد للمواد الأولية بالاساس، كقصب السكر والشمندر السكري …

– أسباب سياسية :ثمت امورا سياسية أخرى عرفتها المملكة المغربية منها الإشراف والتنافس الألماني والفرنسي على المنطقة ابان مرحلة الإستعمار للمغرب . أيضا بعض الاولويات وخطط واستراتيجيات للمستعمر الذي اعطى أهمية كبرى للمعادن ومصادر الطاقة ، وترك البلاد في ايادي متسلطة من الاعيان ، كانت كافية لنهضة مدن ومناطق خاصة بوسط المغرب … من ثم انزلقت المنطقة وحاضرة سوس تارودانت الى مصاف المدن التي عانت من ويلات التهميش لظروف طبيعية وبشرية ولوجيستيكية ، ومع ذلك ومع تظافر الجهود ، كان من المتوقع أن تكون وجهة سياحية رئيسية مثل مراكش او الصويرة او طنجة …، ولكن للأسف حافظت على وتيرة واحدة انحدرت معها ضمن لائحة المدن المنسية التي تعاني التهميش والطمس ، حول معه الثراث وهجرة مجموعة من الحرفيين الى مدن أخرى كمراكش وفاس ومكناس … أدى معه الى نقص قيمة وعظمة الحاضرة كما لم تكن في يوم من الايام إحدى الدعامات الأساسية في تاريخ واقتصاد المغرب ، وبقي السور وبعض الاطلال ثم بعضا من الغطاء النباتي كاركان هي احد دعامات التنمية السياحية والاقتصادية بشكل عام ، مع اعتماد الضيعات صاحبة المنتجات التسويقية كالحوامض والخضروات، وبالرغم من نجاح بعض من المقاولات الفلاحية ابرزها تعاونية كوباك ، بشكل عام تبقى الحالة مزرية شيئا ما للعديد من الشرائح الاجتماعية ، مع ضعف في القدرة الشرائية وارتفاع نسبة البطالة هي الساءدة , اما العديد من المهتمين فهم يشفقون عليها والكل يمني النفس في تحسين الوضع في جميع القطاعات تقريبا .• ماهي خارطة الطريق للنهوض بالمدينة و الاقليم.؟الكل شاهد على ان تارودانت وعظمة تارودانت قد ساهمت في بناء مدن اخرى ، أيضا لها نصيب كبير فهي المدينة المناضلة و المجاهدة في سبيل الحفاظ على الهوية والتقافة المغربية الأصيلة وبيعتها للسلاطين والملوك الذين تعاقبوا على حكم المملكة المغربية ،و تشبتها باهداب العرش العلوي الشريف ، هذا الشيء لا يمكن انكاره . ما وجب انكاره هو اقصاءها وتهميشها ومحدوديتها أشياء لا يمكن تحملها او تقبلها، خصوصا وأنها تعج بالطاقات البشرية التي يمكن استدامتها والإيمان بها حسب سوق الشغل وحسب الامكانيات المتوفرة بدل إختيار الهجرة او التدمر جراء البطالة المرتفعة بها … أما عن الاقتراحات والملاحظات للسير قدما نذكر :

1- هيكلة المعلومة من ممتلي القرار الوظيفيين طبعا واعتماد مناهج تقديم ملاحظات وحلول تعتمدها المجالس من منطلق سواعد وكفاءات ابنائها هم من ساهم أصلا في تمكين العديد منهم الوصول الى التمثيلية المحلية على غرار المسؤولين المتوفرين عبر المجالس الآن ، والتنسيق مع جمعيات المجتمع المحلي والاحزاب وهذا هو أصل تحقيق تنمية حقيقية بدل رؤية الآخر وكأنه مواطن من الدرجة الثانية …

2- استغلال المياه العادمة ، من باب سقي المرافق العمومية وبعض الأماكن التي تعطي الجمالية للمدينة ، مع تمكين الدولة من تقديم الدعم للزراعات التي لا تحتاج الى كمية كبيرة من المياه خصوصا في هذه الظرفية الحادة ،وظاهرة ارتفاع في درجات الحرارة وشح المياه في اكثر جماعة تابعة لاقلبم تارودانت .

3- تعبئة كل افراد المجتمع والمجتمع المدني بمسؤولية المشاركة في النهوض بمستقبل المدينة إلى مطاف المدن الذكية , واعتماد تجربة وخبرة بعض من فعاليات النخبة التي تعتمد إدماج كل ماهو فني رياضي تقافي … مع بدل مجهود وسياسة التحفيز و التطوع ونكران الذات ، أيضا التوجيه والحكامة الجيدة والاستعانة بكل ماهو متعلق بالذكاء الاجتماعي، قبل أي ذكاء اصطناعي … اما ميدانيا وعلى ما يبدوا فمتل هذه المبادرة من البعض بدأت تظهر ، ووجب اخدها بعين الاعتبار، واستغلالها بشكل جيد بدل أن تختفي هي الاخرى لسبب من الاسباب …

4- المزيد من بدل الجهود والاهتمام بالمعالم التاريخية بشكل علمي محترف وقابل للتنويه من طرف الزوار سواء كانوا اجانب او محليين ، على النحو التالي : ا – الحرص على ترميم السور بنفس المواد الأصلية له حتى لا يتعرض للتلاشي كل مرة . ب- من أجل ضمان الآمن والسلامة ان تلتصق مواد كالاسمنت أو مواد التزفيت او الزليج بجنبات السور مباشرة هو خطأ كبير من جهة ، من جهة أخرى يكون معرض داءما للتشقق وتلاشي مواده في اي لحظة ، كما ان ضغط وسائل التنقل والتاثير على جنباته يؤثر على السور بأكمله ، و حتى العين المجردة لاي كان فلا تقبل التصاق مواد السور الطبيعية بمواد مصنعة صلبة ، وكما هو معلوم هي بفعل فاعل مند زمن طويل ، او على الأقل اعتماد مساحة بينها وبين تلك المواد تظم نباتات و اغراس حماية للمعلمة الثاريخية واغناءا للجانب الجمالي ، والطابع الثراتي لسور المدينة العتيق …ذ- من طبيعة الاسوار والقلاع تواجد مدافع ، كما هو الحال بالنسبة للصويرة، ومراكش ، واسفي ، والجديدة ، وطنجة … نلاحظ سور تارودانت بلا مدافع ، كقاطنين بها وقبل أي زائر هو سؤال يطرح أكثر من علامات استفهام .ج : حسب المعلومات والكتابات التاريخية فسور تارودانت يمتلك أكثر من تصميم واحد ،فهناك التصميم المرابطي والتصميم الموحدي والتصميم السعدي ، اظف إلى تواجد مساجد وأماكن عتيقة جدا ، لا بأس كتابة تاريخها ومشيديها عبر جدرانها لملاحظة الفرق والتمييز بينها ، وهي مرجعية متميزة سواء للزوار المغاربيين او الاوروبيين …

5 – تأهيل الشباب العاملين في قطاع الإعلام المحلي مع تقنين لهذا القطاع ، فبوضع ضوابط عبر وسائل التواصل الإجتماعي .وتكريس الصورة الإيجابية المفحومة بالامل بدل الألم ، واعتماد صناع محتويات عبر مهنييها وصناعها التقليديين والمهنيين والحرفيين وفنانين ، كبادرة كبيرة تفيد اعطاء المنطقة الاشعاع الحضاري ، واسقطاب عدد كبير من المستثمرين في أي مشروع يعود بالنفع على المنطقة بشكل عام .تبقى المدينة العتيقة العريقة بسورها فعلا ذات جذور تعود آلاف السنين ، فهي موطن يوسف ابن تاشفين عند المرابطين، وابن تومرت عند الموحدين والشيخ السعدي وأحمد المنصور الذهبي عند السعديين …هي بصمة وحكاية لا تُنسى عبر تاريخها واقتصادها ومجدها كمكان خلق منذ نشأته الأولى على أنه حاضرة ، ضاربة في العصور والذي إستفادت من ثراثه مدنا كانت في مهدها قرى أمامها كمدينة مراكش واسفي والجديدة والصويرة وفاس ومكناس ، ورغم ذلك تارودانت ضمن قائمة المدن المهمشة، في حين كان بإمكانها وبامكانها وبتظافر الجهود ان تصبح وجهة اقتصادية مساهمة بشكل كبير في الإقتصاد الوطني.، مما يجذب العملة الصعبة ويوفر وظائف للشباب وينشط الحركة التجارية ، وهذا هو بيت القصيد ” تظافر الجهود ،ونكران الدات “, بدل البكاء على الاطلال ….

_ ملحوظة :عبر هذا المقال حاولنا قدر المستطاع التلخيص باختصار شديد ، أما النقط التي تهم الشرح والتحليل وكل مايخص المدينة وتاريخها المجيد تجدونه متوفرا ، عبر بحت كنت قد قمت به سلفا عن المدينة تحت عنوان ”

تاريخ واقتصاد تارودانت عبر العصور ” مكون من 90 صفحة بمكتبة الامام علي بمعهد محمد الخامس موسم 2000- 2001

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى