الرئيسية

“رضوان المكي السباعي يكتب :تارودانت تحتاج إلى وعي وسواعد ابناءها قبل مسؤوليها”

تبقى الصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر بعض المنابر الإعلامية من مؤثرين حقيقيين أو نشطاء اجتماعيين بقصد الرسالة هي صورة معبرة ، أما الصورة الأكثر تعبيرا لدى المؤثرين وتعد تحفيزا لهم هي تلك التي يقوم اثناءها أي مسؤول صاحب التخصص التحقق من الصورة ثم الذهاب للمكان المقصود وعمل تحقيق ثم إصلاح ما يمكن إصلاحه قبل وقوع أي كارثة، هنا يبقى العمل الوقائي هو الأجدر والانسب خير من ما هو اصلاح او علاج مكلف …

القضية يا إخواني قضية كل إنسان رشيد ، من مسؤولين او مجتمع مدني هي قضية ” البيئة” .
فبمجتمعنا مدينة تارودانت وحتى المحيط خارج أسوار الحاضرة السوسية الضاربة في القدم على ما يبدوا لم يعد الأمر مقتصرا أننا ناس جهلاء بل نحن أكثر جهلا مما نظن …
هل سبق وأن طرحنا سؤالا على بعض من الاجانب المقيمين او بعضا من السياح الزائرين : عن ماهو تقييمهم لنظافة المدينة سواء من داخل الاسوار او من خارجها ؟
الجواب وانحيازا للموضوعية وبطلاقة من دون تفكير عميق سيكون :
نرى مخلفات الأكل، قنينات بلاستيكية ، قنينات زجاجية مكسرة، بقايا قماش ، وحفاظات للأطفال…

إن كان كل مسؤول منا يركز على بعض الاماكن فقط التي تعطي الجمالية للناضرين أو المارين على عكس ما نكتشفه داخل او خارج أسوار المدينة فإننا نقسوا على أنفسنا بعيشنا مع التناقض والغموض والعشوائية ، و حتى حينما لا نفعل في بيوتنا مثل ما نفعله بالشارع ، أو عندما يفعل فردا بالشارع ما يفعله ببيته والاخلال بالنظام العام فهي مأساة حقيقية .
حقيقة أن البعض منا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو بالواقع يذهب لنقد و انتقاد المسؤولين ووصفهم بالاهمال في مهامهم ، هو أمرا ليس بصحيح دائما ، اما الصحيح أنهم لا تتوفر لديهم القدرة في تعيين مراقب لكل مواطن ، أما الخطير والخطير هي مساهمة البعض في رمي النفايات بشكل متعمد بجوانب الطرقات إما تدمرا من الواقع وربطه بمشاكله واما بحجة أن هناك المكلف بجمعها ، ولا يحق أن يكلمه احدا مادام من دافعي الضرائب …

ومادا خارج أسوار المدينة ؟ خارج أسوار المدينة ومحيطها نجد وفرة الغطاء النباتي او بعضا من مربي الماشية .
السؤال : ما هو المنظر ؟
المنظر يا إخواني أكثر خطورة ولو أنه بعيد بكيلومترات قليلة عن المجال الحضري ومصدرا مناخيا مهما للمدينة، إلا انه اصبح مهددا بالفقدان ، بل واصبح مثيرا للشفقة ويدعوا للقلق ، فالى جانب إصابته بالتشوهات جراء الجفاف الذي ضرب البلاد، بشكل من الاشكال حد من جمالية المجال الطبيعي ، يبقى سببا خارجا عن ارادتنا ، اما تدخل الإنسان ومساهمته هو تلك الصور التي أصبحنا نجدها بجانب الغطاء النباتي من بقايا البناء وبقايا الجيفة ، والزجاج المكسر والمواد البلاستيكية وبعض الاكياس الورقية وبعض الاثواب والافرشة والحفاضات ، هنا وهناك ، حتى ذاك النسيج المحادي لبعض الضيعات الكبرى ،او المتوسطة والتي تندر وتدق ناقوس الخطر بوقوع الكارثة كارثة الحرائق ، كيف لا وخصوصا في الصيف الحالي مع ازدياد في درجات الحرارة والشح في المياه وقلة رطوبة الجو …

بالحاضرة السوسية تارودانت نموذجا وجب أن نكون نحن الأفراد ايكولوجيبن من الدرجة الأولى نحترم المنطق و نحترم البيئة بشكل اكثر عفوية، وحتى وإن كان ضرورة التشدد بالالتزام في هذه المسألة فهذا المعطى مهم خصوصا عندما يقوم المختصين في وضع عقوبات للمخالفين ، ايضا وجب تربية بعض السلوكات بالبيوت والمدارس وحتى بالمسجد ، مع ضرورة الاقتناع ان كل الفضاء الخارجي حي او طريق او مسلك او شارع هو جزء من البيت ، وأن التربية والتعليم والإيمان حاجات واحتياجات وحاجيات مترابطة لا توجد بالبيت او المدرسة أو المسجد فقط ، بل هي منظومة إجتماعية اقتصادية أخلاقية وحتى روحية متكاملة ، على عكس ما أصبحنا نراه من أنانية ، وقلة احترام إلى درجة أن الآخر ليس انا وأنا ليس هو الآخر. اما الاخطر يبقى هو مستقبلنا في اطفالنا خصوصا المتمدرسين، اغلبهم أصبحوا مطبعين بدورهم مع الرداءة ، والصورة أصبحت تتكرر فكل مرة اشترى أحدهم الحلويات او بعض المستلزمات يقوم برمي الأشياء الغير المرغوب فيها بشكل عادي بالشارع ، وعندما تساله عن السبب تجد السبب الحقيقي غياب قدوة حقيقية له ، مرة بالبيت ومرة بالمدرسة ومرة بالمسجد او بالشارع العام …

إن انخراط كل فرد واع مستوعب إلى أي درجة هو معني مباشرة بمشاكل التلوث ، او ندرة المياه ، اوالتصحر، اوالحراءق بالغابات، كلما قام بدوره المنوط به أو على الأقل نظريا اصبح واعيا بدوره البيئي…

أخي الفاضل أختي الفاضلة إن مدينة تارودانت بافرادها ومحيطها يحتاجكم ، بدءا بتوعية الآخر كل مرة قمتم بزيارة لمحطة من المحطات الغابوية لا بأس ترك اثرا طيبا اثرا هو قليل الجهد عظيم الأثر، أما الطريقة لا تتطلب شيئا كبيرا سوى جلب كيس لجمع نفاياتك أو نفايات غيرك لحظة استجماع لاغراضك ، ثم الذهاب بها إلى مطرحها الخاص …
و بفعل تصرفك الصغير هذا تهب حياة لاشجار عمرت أزيد من 100 او 60 سنة على الأقل، كما تهب لمخلوقات تراها ولا تراها العيش ، هنا يدعوا معك من في الارض ومن في السماء ، وهنا تهب لنفسك قيمة قبل أن يمنحها لك الآخرين …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى