الرئيسية

“تنظيم المواسم هل هو غاية تنموية أم وسيلة لصرف الميزانية .. موسم مولاي عبد الله نموذجا”

« عادل الساحلى »


تعتبر جماعة مولاي عبد الله واحدة من أغنى الجماعات في المغرب، ومع ذلك، تعاني معظم دواويرها من التهميش والفقر. يثير هذا التناقض تساؤلات حول الأولويات التي تعتمدها الجماعة في تخصيص مواردها المالية، خاصة عندما يتعلق الأمر بتنظيم موسمها السنوي المعروف.

_التهميش والتنمية المحلية:

على الرغم من الثروة التي تمتلكها جماعة مولاي عبد الله، فإن العديد من دواويرها تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية والخدمات الضرورية. الطرق غير معبدة، والمرافق الصحية والتعليمية غير كافية. هذا الوضع يجعل حياة السكان صعبة ويؤدي إلى تزايد الفقر والتهميش.
-الأولويات المالية:

في ظل هذه الظروف، تثار تساؤلات حول جدوى تنظيم موسم سنوي يكلف مبالغ طائلة من المال العام. هل من المعقول أن تنفق الجماعة أموالاً طائلة على مهرجانات واحتفالات في حين أن سكانها يعانون من نقص في الخدمات الأساسية؟ يجب أن تكون الأولوية لتحسين ظروف الحياة اليومية للسكان وتطوير البنية التحتية.


إن مثل هذه الوضعيات هي التي تدعوا للريبة و التشكيك في حجم الشراكات و طريقة التدبير المالي لمثل هذه المبادرات في ظرفية المحاسبة و التدقيق في المزانيات و مدى تناغمها مع احتياحات المواطنين.
ان ساكنة جماعة مولاي عبد الله في حاجة لشراكات مع جمعيات و مؤسسات لتنمية المحال الصحي و تحقيق الأمن البيئي و الكفاية التربوية و التعليمية و ليس شراكات تدفع لصرف ميزانيات في مواسم عريقة التنظيم و نسخ متكررة غير متجددة او مساهمة في التطور المجالي و المجتمعي، وهو ما يطرح بشدة سؤال المحاسبة.

_الشفافية والمحاسبة:

من الضروري أن تكون هناك شفافية في كيفية صرف الأموال العامة، خاصة تلك التي تُخصص للمهرجانات. يجب على الجهات المسؤولة عن الافتحاصات المالية التأكد من أن كل درهم يُصرف من المال العام يُستخدم بشكل يحقق الفائدة العامة. يجب أن تُنشر تقارير مفصلة عن المصاريف وتكون متاحة للجمهور لمراجعتها.

_ الاستنتاج:

في الختام، يجب على جماعة مولاي عبد الله أن تعيد النظر في أولوياتها المالية. يجب أن تركز على تحسين الظروف المعيشية لسكانها وتطوير البنية التحتية قبل التفكير في تنظيم مهرجانات تكلف مبالغ طائلة. الشفافية والمحاسبة هما السبيل لضمان أن المال العام يُستخدم لخدمة الجميع بشكل عادل ومفيد.
يجب على المجتمع والسلطات المحلية والمنظمات المعنية أن يعملوا معًا لضمان أن المهرجانات والفعاليات الثقافية تكون جزءًا من استراتيجية أوسع للتنمية المحلية تحقق التوازن بين الترفيه والتنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى