الرئيسية

رضوان المكي السباعي يكتب :بتارودانت مساهمة المرأة ميدانيا سيحقق تنمية ومستقبلا مستداما

خلال اربع سنوات تقريبا لم افوت فرصة الكتابة عن تارودانت كنز سوس إلا نادرا ، اما الاجتهاد في الكتابة لغير المذكر تبقى نادرة ، اليوم سأواصل الكتابة، اما الحيز الكبير منها رغم صعوبة الموضوع ، هو الغوص قليلا في ذروب عالم المرأة وإرادتها ، فعند الكتابة إما أجدني اكرر ما كتبته وأحيانا متناقضا وأحيانا أخرى الاحساس بالمسؤولية أكثر كما لو أنني احرض على التحرر او التحريض او ماشابهه ، من باب آخر وجب للقارئ الكريم اعتبار هذا المقال عبارة عن رأي اتمناه في هذا الموعد أن يكون في متناول العنصر المؤنت ( المرأة الرودانية) على الخصوص ، أما دوافع كتابته تلاثة وهي :

اولا ، بدافع الايمان بالعدالة الاجتماعية، وان المرأة عنصرا اساسيا في التنمية المستدامة.

ثانيا ، محاولة الرد واعطاء رأي بخصوص زيارة الإعلامي الدكتور جمال معتوق لمدينة تارودانت لمناقشة موضوع مدونة الأسرة ، بداه بملاحظات قوية تركت انطباعا قويا من بعض الحاضرين، إلتزمت معه بعضا من السواعد الإعلامية الحاضرة خلف الكاميرات ، تحويله عبر وسائل التواصل الإجتماعي للراي العام، بالرغم من أنها تفاصيل صغيرة ، لكنها مست عمق المدينة بشكل دقيق مختصر، بالرغم أن الموضوع الاساسي موضوع الندوة هو مايهم” مدونة الأسرة” ، ومن بين هذه الملاحظات التي تبعث عن الملل الذي نعيشه جميعا :

  • ان المدينة العريقة المتجدرة في التاريخ ناسها طيبين وتفتقر الى :
  • 1- مدخل جميل مقبول يليق بسمعتها .
  • 2- ازقتها وشوارعها لا تتناسب ومعايير جودة المدن العتيقة .
  • 3- ضرورة اشراك المرأة الرودانية في الحياة السياسية باعتبارها أحد أعمدة التنمية المستدامة .

للإشارة فقط أود أن اشير أن الحدث مرت عليه حوالي شهر من الآن المكان الكلية متعددة التخصصات بالحي المحمدي بلاسطاح، وعبر منبر المغرب تحت المجهر ، وجدتها فرصة تقديم رأيي مع محاولة التركيز على النقطة الثالثة ، وهي من الاساسيات الضامنة للسلام والأمان الشامل وهو أسلوب حياة .

داخل مجتمع مغربي كالمجتمع السوسي الروداني متباهي بذكوريته وبتفويض من المرأة الرودانية نفسها ، يبدو أن الفكر المجتمعي أو المؤسسة المجتمعية داخل هذا المحيط هي نوعا ما مكونة من الخيال ، كيف لا وهي النسيج المعتمد على ما يبدوا وبنسبة كبيرة على عنصر واحد وإلى وقت جد متقدم الرجل ، فهو تقريبا عنوانا لكل المسؤوليات ، وفق ذلك يبقى الصمت الدكوري حقيقة والتزام في بعض الأحيان في مجتمع أصبح كل ستة رجال فيه يعيشون ضغوطات وعنف ممارس من أصل عشرة رجال (حسب المندوبية السامية للتخطيط 2023 ) ، حتى أن الرجل اخد دروسا عديدة من الحياة ، وتكونت لديه قابلية كبيرة للتحمل مادامت الفرص قليلة والطلب قوي ومتوفر، مع مطلب طبيعي خالص لكل حاجياته وحاجاته واحتياجاته البحث بشكل جدي عن طرف ثاني شريكا للحياة تخفف عنه العنف الممارس بشكل يومي سواء داخل عمله او بالشارع وأحيانا ربما داخل البيت، هنا يبقى دافع أغلب الرجال ومطلبهم الانحياز إلى المرأة الهادئة صاحبة الأنوثة العالية ، من هنا و من الطبيعي أن يكون العنف ليس ممارسا على النساء فحسب ، في حين يبقى للمرأة في كل حال من الأحوال كل الفضل في المساعدة بالشغل خارج او داخل البيت ، ايضا التخصص في تربية الأبناء وتعليمهم مع خلق حياة أسرية متوازنة، فكم من امرأة بالمجتمع الروداني اختارت ان تكون القاعدة العامة للأسرة وسبيلا لسعادة الآخرين ومصدرا لنشر التقة والحب ، و دائما يكون مطلبها الوحيد حاجاتها أيضا لتوفر امنها وعدم التعرض للإهانة والتحرش وعنف الرجل مع العلم أنه تستحق كل الاحترام والتقدير أيضا .

حقيقة أن المرأة وتضحيتها خلال العقود السابقة وعلى الرغم من كل النضالات لبعض التمتيليات للنسوة بتارودانت ورغم حالة السكون والترقب ، واجتهادات إعلامية أو جمعوية أو عن طريق تعليم المرأة في دور محاربة الأمية ، تم تاطير او إعادة ترتيب البيوت من الداخل ، ولم يكن المطلوب يوماً أن ناخد المرأة السلطة من الرجل ، وليس أن تصبح المرأة رجلا والرجل امرأة ، كان المقصود منها إعادة تفكيك وإعادة مفهوم السلطة نفسها ، وأحيانا الخروج من سجون إما أجبرن او أخترن ان تحيى فيها …

وتبقى النقط التي تعوق كل مدافع او كل معترف بحقوق المرأة وما هو ايجابي في موضوع المرأة ، هو ان تنقلب على أفكارها وأن تهز الثوابت بفضول يتلهف على حقيقة محجوبة حقيقة تعرفها المرأة وتعيشها خلسة خشية فقدانها .

اظن أن في حياة المرأة كما هو الشأن للرجل شخصيتان تلتقيان وتتناقضان صورتان في تناغم وكيمياء كبيرين عنوانهما الصبر والاستعانة بالدعاء مع نكران الذات أحيانا ، كلها من اجل اسعاد الزوج او العاءلة او الأبناء … أيضا هي عالمان داخلي وخارجي لولاهما لما استمرت ولما صمدت ، كما أن في حياة كل امرأة متزوجة هي وزوجها تصطدمان كل الوقت وتتعايشان بعض الوقت .

انحيازا للتميز واعترافا بالدوق الجميل لدى المرأة سواء في بيتها او في عملها كل قصص النساء بتارودانت من الرجل نفسه اصبحت تروج أن التغيير قد وقع بالفعل وأصبحت تقة المواطن بالإدارة المغربية تزيد يوما بعد يوم ، كما ان تقة المواطنين بكل ما هو سياسي اقتصادي اجتماعي بدأت تتقدم بوثيرة سريعة احيانا ، وأحيانا ببطء مادامت بعضهن تعتبرن انخراطهن في المسرح السياسي يقتصر فقط أن تكونا تحت مضلة الرجل ، ما عدا بعضهن كفاعلات داخل مؤسسة المجتمع المدني ، أو يشتغلن داخل تعاونيات تعنى بالمواد المجالية سواء بتارودانت أو بخارج تارودانت .

بعد كارثة زلزال الحوز المدمر شيئا ما لا حظنا خروج المرأة البدوية بالجبال وسمعنا صوتها وهي تنادي وتصرخ بتردي الأوضاع وما ألت إليه الظروف عبر كل وسائل التواصل الإجتماعي ، هي النقطة التي توجت المرأة بجبال الاطلس الكبير من خلالها لاقت ترحيبا كبيرا لمشاعر المغاربة و تفاعل معها تقريبا كل المجتمع المغربي كما ساهم عن قرب او عن بعد بتقديم كل الدعم والمساعدات من شمال المغرب وجنوبه وشرقه وغربه ، فهي بهذا الشكل تبقى الحلقة الابرز بوضعها في خانة النساء بوجه خاص ، ولا يمكن ان تختلفن عن تلك النداءات من الفل -سط -ينيات اوالايرانيات اوالتونسيات… ففي ضل القمع الممارس المباشر وتردي الوضع فهي تصبح تشبه بعضها البعض ، إنها مشاعر وازنة بين الالم والشجاعة ، اما الصمت ففي أي لحظة يمكن ان ينكسر على أبواب ضلت موصدة .

-السؤال للسيد جمال معتوق و اخرون و آخرون…
من يمتلك اجساد النساء ، و من يتحكم في اختيارات النساء ومواقفهم ، و من يصنع احلامهم ، و من يحولهم الى نسخ متشابهة ؟؟؟؟..

فعلى ما يبدوا أن تفكير النساء وقدراتهم وانسانيتهم واهتماماتهم لن يكون بتحفيز او تشجيع من الرجل، بل هي مسألة إختيار حر حتى تعيش النساء في مجال يعطيهم الحرية ويوفر لهن العيش الكريم والأمان بكل المفاهيم ،وإن امتلك العالم وفق تصور ذكوري حقق كل القيم تبقى النساء هي من تملك خلق أنفسهم خارج كل تصنيف وكل سرب وكل سجن هو بفعل فاعل .

إن العدالة الاجتماعية تعتبر ركبزة أساسية لتحقيق تنمية مستدامة من خلال مشاركة المرأة في العملية التنموية ، وهي من يعطي مجتمعات أكثر تماسكا واستقرارا ، لذلك فقد آن الأوان لتغير بعض النساء قوانينهم القديمة ، فالمدينة كما هم محتاجين لها ، تارودانت تحتاجهم ، اما كل ما تعلق الأمر بالاغتصاب أو الإجهاض أو الشرف نحتاج عملية تعبئة خاصة توفيرا للاحترام وامن وسلام خاص بها ، كي تتماشى وتغيرات المجتمع ، لكن صدقا أعتقد أن لا قيمة لمبدء تحرير المرأة من الخوف والمساهمة في ابداء الرأي والعمل عليه إلا بتحسيسها بمساواتها كانسان مهم ضمن منظومة إجتماعية خالصة تهدف إلى مشروع إصلاح وتحرير المرأة الإنسانة والرجل الإنسان ككل وليس إصلاحا لمدونة مؤسسة الزواج فحسب .

اذن فأنا وأنت وانتي ، قررنا أن نمنح للمرأة المكانة التي تليق بها ، ولما لا تمتلك حتى حق القيادة في زمن شهدت فيه مدنا مغربية تقدما كبيرا كمراكش فاس الدار البيضاء الرباط طنجة … وتحولات كبيرة بفعل فاعلات كثر ، أيضا في زمن تعاني المدينة إلى جانب الهشاشة والفقر … المدينة تفتقر الى المشاركات في قضايا أساسية فعالة عبر عنها فشل الرجل مرة ، لفشل المنظومة كاملة ، وبالتالي تعطيل المسلسل التنموي وادارة مصالح المواطنين والمواطنات على أكمل وجه ارضاء لمجتمع يطالب بغد أفضل وللمراة الرودانية نصيب اوفر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى