اقتصادالرئيسية

“المشاريع الملكية في ربوع المملكة والتي أخدت بعدا اقليميا ودوليا”

«اقتصاد»

حلت الذكرى الخامسة والعشرون لاعتلاء الملك محمد السادس العرش في ظل النهضة التي تعرفها المملكة على صعيد المشاريع الاقتصادية الكبرى التي أطلقها الملك في كل ربوع المملكة، والتي أخذت بعدا إقليميا ودوليا وانفتاحا على الصعيد القاري ضمن سياسة “جنوب-جنوب”، وأيضا فسح المجال أمام دول إفريقية للوصول إلى المحيط الأطلسي

فقد وضع الملك محمد السادس المغرب على سكة اقتصادية دولية واضحة المعالم، تهدف إلى إقلاع اقتصادي للمملكة خلال السنوات المقبلة وتحويلها إلى “سنغافورة” إفريقيا في المستقبل، من خلال جلب استثمارات متنوعة في مجال صناعة الطيران، وقطاع السيارات، والهيدروجين الأخضر، والبطاريات، بالإضافة إلى الاستثمارات الرقمية والتكنولوجية.

وحسب تقرير الخارجية الأمريكية الأخير، فإن المغرب بفعل تموقعه بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط، يسعى إلى التحول إلى قطب تجاري وصناعي إقليمي من خلال تثمين موقعه الجغرافي الاستراتيجي، واستقراره السياسي، وتطوير بنياته التحتية لتصبح بمواصفات عالمية، وتعزيز مكانته باعتباره منصة إقليمية للتصنيع والتصدير بالنسبة للشركات العالمية.

ويضيف التقرير، أن المغرب ينفذ استراتيجيات تهدف إلى تحفيز التوظيف، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتطوير الأداء والإنتاج، من خلال التركيز على الطاقات المتجددة، وصناعات السيارات والطيران، والنسيج، ومنتجات الصناعة الدوائية، وترحيل الخدمات، والزراعة الغذائية، باعتبارها صناعات رئيسية.

ميناء الداخلة الأطلسي

يشكل ميناء الداخلة الأطلسي من أبرز المشاريع الملكية التي نالت اهتمام وسائل الاعلام الدولية، نظرا للأهداف الاقتصادية الكبيرة للمشروع، بحيث يكتسي الميناء أهمية استراتيجية باعتباره يشكل بوابة المغرب على أفريقيا وأوروبا، فيما تسعى المملكة إلى جعل الواجهة الأطلسية واجهة بحرية للتكامل الاقتصادي والإشعاعين القاري والدولي.

ويعتبر ميناء الداخلة من المشاريع المهمة التي تضمنها النموذج التنموي المغربي للأقاليم الجنوبية، إذ يهدف إلى إحداث نقلة اقتصادية نوعية في الأقاليم الجنوبية تشمل العديد من القطاعات، من بينها الصيد البحري والطاقة والسياحة والصناعات التحويلية، فيما ستتحول المنطقة إلى قطب للخدمات اللوجستية، إذ تتطلع المملكة للشروع في استغلاله خلال سنة 2028، كما سيعطي دفعة قوية للتنمية في الصحراء المغربية تجسيدا للخطة الطموحة التي سطرها الملك محمد السادس والتي تسير تحت إشرافه ومتابعته وفقا لبرنامج التنمية المرسوم سلفا.

وقد قطعت أشغال البناء في ميناء الداخلة مراحل مهمة، حيث بلغت نسبة الإنجاز 25 إلى 30 %، بغلاف مالي بلغ 12 مليارا و60 مليون درهم، ويتضمن أيضا منطقة مينائية مساحتها 650 هكتارا، ستلعب مع منطقة الأنشطة الاقتصادية دورا مهما في دعم وتطوير الأنشطة الصناعية واللوجستية بالجهة.

طريق تزنيت الداخلة

يعتبر الطريق السريع تزنيت-الداخلة مشروعا اقتصاديا وتنمويا بامتياز، وصلة ربط مع ساكنة الأقاليم الجنوبية، إذ يساهم في تحقيق التنمية وتسهيل حركة النقل التجاري بين الأقاليم الجنوبية، ومع الجارة موريتانيا، خاصة وأن هذا الطريق سيرتبط بمعبر “الكركرات” الحدودي مع موريتانيا.

وحسب تقارير إعلامية، فإن مشروع الطريق الذي تصل قيمة إنجازه حوالي 9 ملايير درهم، سيكون له تأثير إيجابي ليس على المغرب وموريتانيا فقط، بل حتى على بلدان إفريقية كالسنغال ومالي وبوركينافاسو وغامبيا وغيرها، وسيعزز موقع المغرب كنقطة عبور للتجارة بين أوروبا وغرب إفريقيا.

وتقترب أشغال مشروع الطريق السيار تزنيت-الداخلة من الانتهاء، حيث بلغت نسبة الإنجاز 98 في المائة، وسيتم انتهاء تشييده مع متم السنة الجارية، حسب ما أكده وزير التجهيز نزار البركة.

مشروع قطاع “تي. جي. في” مراكش

قرر المغرب تمديد خط القطاع السريع “تي. جي. في” من القنيطرة إلى مراكش، في إطار تحضيراته لتنظيم مونديال 2030، وذلك في إطار مشروع توسيع شبكة السكك الحديدية، وتطوير بنية المواصلات.

وتم التعاقد مع الشركة الصينية “CRSBG” لإنجاز عمليات شريحة أجهزة المسار القياسية بعقد يقدر بنحو 350 مليون درهم، فيما تم تكليف الشركة الألمانية “Vossloh Cogifer” بتوريد أجهزة توسعة للهياكل الهندسية بعقد تبلغ قيمته حوالي 25.9 مليون درهم.

وتم تصميم الخط الذي سيربط القنيطرة بمراكش، بسرعة قصوى تبلغ 350 كلم في الساعة، وسيجري تشغيله بسرعة 320 كلم في الساعة على مسافة 450 كلم تقريبا، ومن المخطط ربط طنجة بمراكش مباشرة في ثلاث ساعات.

ومن المرتقب أن يتم تمديد المشروع بين مراكش وأكادير على اعتبار أنه مخطط ضخم سيعزز التكامل الجهوي وسيدفع عجلة الاقتصاد، وفق التعليمات الملكية السامية، التي شددت على ضرورة إخراج مشروع الربط السككي بين مراكش وأكادير إلى حيز الوجود، باعتباره ركيزة أساسية في تنمية جهة سوس ماسة.

برج محمد السادس بسلا

يعد برج محمد السادس المطل على نهر أبي رقراق بسلا الأعلى في القارة الإفريقية، إذ يبلغ ارتفاعه 250 مترا ويمكن رؤيته على مسافة 50 كيلومتر، ويتألف البرج من 55 طابقا.

وتتواصل عملية الأشغال في المراحل النهائية من إنجاز برمج محمد السادس، من خلال الاستمرار في تركيب الزجاج وتغطية قاعدة البرج التي ستكون مطلة على النهر وتضم محلات ومرافق تجارية كبرى، وفضاء سياحيا وترفيهيا رفيعا، خاصة مع اقتراب المغرب من استضافة كأس العالم 2030.

وتم تتويج برج محمد السادس بالرباط بجائزة أفضل أداء في مشروع هندسي خلال انعقاد تظاهرة “كامينوس” مدريد، والتي تعتبر مرجعا في عالم البناء من قبل هيئة المهندسين الإسبانيين.

محطة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء

تعتبر محطة تحلية مياه البحر للدار البيضاء، الأكبر من نوعها على مستوى القارة الإفريقية، إذ سيتم تشييدها على مساحة 50 هكتارا، وتهدف إلى إنتاج حوالي 300 مليون متر مكعب من المياه، ستستفيد منها ساكنة جهة الدار البيضاء التي تقدر بحوالي 7.5 ملايين نسمة.

وقد أعطى ولي العهد الأمير مولاي الحسن انطلاقة مشروع محطة تحلية مياه البحر بضواحي مدينة الجديدة، والذي يدخل ضمن الرؤية الملكية الاستراتيجية للماء، ضمن البرنامج الوطني للماء 2020-2027، بتكلفة إجمالية تبلغ 143 مليار درهم، حيث ستستفيد منه الدار البيضاء الكبرى ومدن أخرى.

وستعتمد المحطة، التي ستتمتع بـ 100% من الطاقة المتجددة وستدار بشكل تلقائي، على تكنولوجيا التناضح العكسي، ومن المقرر أن يبلغ إنتاجها اليومي 822 ألف متر مكعب بحلول منتصف عام 2028، بما في ذلك 50 مليون متر مكعب للاستخدام في الزراعة

مشروع الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر

قرر المغرب المضي قدما في تطوير الطاقة البديلة، خاصة مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث يتوفر على إمكانات كبيرة تجعله من بين أهم الدول المنتجة والمصدرة والمخزنة للهيدروجين الأخضر.

وقد تم توفير عقارات عمومية تصل مساحتها مليون هكتار لإنجاز مشاريع الهيدروجين الأخضر، إذ سيتم خلال المرحلة الأولى توفير 300 ألف هكتار لفائدة المستثمرين، ستوزع على قطع أرضية تتراوح مساحتها بين عشرة آلاف و30 ألف هكتار، مخصصة لفائدة المستثمرين الراغبين في إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، سواء كان موجها للسوق الداخلية أو للتصدير.

وقد شرع المغرب شرع منذ سنوات في تنفيذ العديد من المشاريع الوطنية في مجال الطاقات المتجددة، والتي ابتدأت بطاقات شمسية كمحطات “نور”، والطاقات الريحية، ثم إنتاج الهيدروجين الأخضر.

وقد سلطت الخارجية الأمريكية الضوء على فرص الاستثمار الأخضر، التي تشمل الشبكات الذكية والهيدروجين الأخضر وتخزين الطاقة والطاقات المتجددة.

القطب المالي بالدار البيضاء

يعد مشروع القطب المالي بمدينة الدار البيضاء من أهم المشاريع التي تراهن عليها المملكة، بهدف تحويل العاصمة الاقتصادية إلى مركز اقتصادي ومالي إفريقي يستقطب مختلف الاستثمارات من جميع دول العالم، وأصبح أول مركز مالي في إفريقيا وشريكا لأكبر المراكز المالية الدولية، حيث استطاع جلب مجموعة قوية من الأعضاء الفاعلين، من مقاولات مالية، ومقرات إقليمية لشركات متعددة الجنسيات، ومقدمي الخدمات والشركات القابضة.

وقد حافظ القطب المالي على المرتبة الأولى إفريقيا للسنة الثامنة، حيث يضم حاليا 215 شركة تغطي أنشطتها 115 بلدا من بينها 50 دولة إفريقية، وتمثل المقرات الإقليمية للشركات متعددة الجنسيات النسبة الأكبر بحوالي 40 %، ويحتل المرتبة الثالثة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بين المراكز المالية بعد دبي وأبو ظبي.

المدينة الصناعية “طنجة تيك”

تم بناء المدينة الصناعية محمد السادس (طنجة تيك) من قبل شركة الطرق والجسور الصينية بشراكة مع حكومة الصين، بهدف بث دينامية جديدة في الأنشطة الاقتصادية للمملكة وترسيخ مكانتها أكثر في الفضاء الأورو متوسطي.

وتبلغ المساحة الإجمالية المخططة لهذه المدينة الصناعية 2167 هكتارا باستثمارات إجمالية تقدر بحوالي 1.5 مليار يورو، مقسمة إلى جزأين رئيسيين: منطقة التسريع الصناعي (منطقة التجارة الحرة) ومنطقة الدعم الحضري، حيث من المقرر أن تغطي منطقة التسريع الصناعي مساحة 947 هكتارا ومنطقة الدعم الحضري مساحة 1220 هكتارا، كما من المقرر تطوير المشروع وتنفيذه على عشرة مراحل متعاقبة، بهدف إنشاء مدينة صناعية ذكية حديثة وشاملة.

مستشفى “ابن سينا” الكبير

من أهم المشاريع الملكية التي أعطيت انطلاقتها مؤخرا، مشروع بناء المستشفى الجديد “ابن سينا” بالعاصمة الرباط، والذي يهدف إلى تعزيز العرض الصحي وتوفير خدمات في المستوى للمواطنين.

ويدخل مشروع مستشفى “ابن سينا” الجديد ضمن المشروع الكبير، لتطوير البنيات التحتية الاستشفائية، كما يجسد هذا المشروع الرغبة الأكيدة في مواصلة إصلاح منظومة صحية وطنية قادرة على الاستجابة لمتطلبات إنجاح الورش الاجتماعي الكبير المتعلق بالحماية الاجتماعية.

ويتم إنجاز هذا المشروع على بقعة أرضية تبلغ مساحتها الإجمالية 11.4 هكتارات، بهندسة عصرية وبعرض علاجي متميز وإدماج للتكنولوجيات المتطورة في المجال، ومن المنتظر أن تبلغ القدرة الاستيعابية للمستشفى 1044 سريرا من بينها 148 سريرا في وحدات العناية المركزة والإنعاش، ببنية علاجية من الجيل الجديد.

وسيتكون المستشفى من برج استشفائي من طابق أرضي و33 طابقا (مع طابقين سفليين)، وقطب طبي وتقني من خمسة طوابق (مع ثلاثة طوابق سفلية)، وبرج من 11 طابقا (مع ثلاثة طوابق سفلية) مخصص للعصبة الوطنية لمقاومة أمراض القلب والشرايين، ومركز للمؤتمرات ومركز للتكوين والتدريب وداخلية.

الملعب الكبير للدار البيضاء

شرع المغرب في إنشاء أكبر ملعب في إفريقيا والعالم تصل سعته إلى 115 ألف متفرج قرب مدينة الدار البيضاء، في إطار استعداده لاحتضان مونديال 2030 مع إسبانيا والبرتغال.

وأطلق على اسم المشروع ملعب الحسن الثاني، ويطمح المغرب في استضافة المباراة النهائية لكأس العالم في تنافس مع ملعب البيرنابيو بالعاصمة مدريد، حيث بدأت الأشغال الأولى للملعب في موقع تبلغ مساحته 100 هكتار في مدينة المنصورية على بعد 40 كيلومتر من الدار البيضاء.

وقد تم التعاقد مع الشركة البريطانية “بوبيولوس” التي صممت الملعب الجديد لنادي توتنهام الإنجليزي مع شركة الهندسة المعمارية المغربية لتصميم الملعب الكبير، نظرا لخبرتها في بناء ملاعب قطر والإمارات، حيث تم تخصيص 5 مليارات درهم لإنجاز الملعب الذي سيضم مسبحا أولمبيا ومركزا للمؤتمرات والمعارض، ومركزا للتسوق، بالإضافة إلى عدد من الفضاءات الرياضية والفنادق والحدائق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى