السلطة الرابعة

“النقابة الوطنية للصحافة: تدين الحملة الممنهجة ضدها وتدعو بفتح تحقيق عاجل”

النقابة الوطنية للصحافة: تدين الحملة الممنهجة ضدها وتدعو بفتح تحقيق عاجل

أعربت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن قلقها واستيائها إزاء سلسلة مقالات وفيديوهات تضمنت إساءة كبيرة للإعلام الوطني، وهجوما على النقابة نفسها، من خلال استهداف عدد من عضواتها وأعضائها، في حملة ممنهجة استعملت فيها لغة القذف والسب والتشهير، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى حد الترهيب الفردي.
وأكدت النقابة في بيان لها، أنها تحرص على صون حرية التعبير والرأي، مشددة في الوقت ذاته على أهمية ربط هذه الحرية بالمسؤولية واحترام حريات الآخرين وكرامتهم.وأوضحت النقابة أن “شعار “تخليق مهنة الصحافة” الذي أضحى متاحا للجميع للتعبير عن آرائهم فيه، لا يعطي الحق لممارسة التضليل في المعلومات المقدمة والمعطيات المعبر عنها، والتي لا علاقة لها بواقع الحال المعبر عنه، بل إن عدم التحري من صحة المعطيات التي يتم الركوب عليها لاستهداف أشخاص في مواقع المسؤولية، يخرج الانتقاد من نطاقه المشروع إلى مستوى تصفية الحسابات، وهو أمر لا يقل خطورة عن العلل المتحجج بها”.وأدانت النقابة بشدة كل “التعبيرات المتنطعة التي تجعل حياة الأفراد مستباحة، ويتعدى الأذى الذي تسببه إلى المس بحياة محيط الشخص المستهدف، فما ذنب عائلات الأشخاص المشهر بهم، وما فائدة الاستهداف المباشر لذمم وحياة الأفراد الذين يتحملون المسؤولية، وكيف يمكن استيعاب نية النقد من أجل التصحيح في هكذا سلوك متهور وتصرف أرعن وأخرق؟”.
واعتبرت النقابةن حسب البيان ذاته، “استغلال البعض لمساحات التواصل غير المنظم، وعدم تفعيل آليات المحاسبة القانونية على ما يرتكب من تشهير وترهيب بحق المواطنات والمواطنين، يشجع على التمادي في ممارسة إرهاب “جيب يا فم وقول”، في مسعى للتركيع تارة والابتزاز في أحايين أخرى، وخلق “سيبة” تدوس على كل القوانين والأعراف وقيم “تامغرابيت” تحت يافطة “محاربة الفساد”، بينما يبتعد هؤلاء بأفعالهم وتصرفاتهم الصبيانية عن مبادئ هذا الشعار”.وبكل جرأة تؤكد النقابة أن تناغم الخرجات غير المسؤولة التي تستهدف الأشخاص والمؤسسات، والتي تصل حد البلطجة، في استهداف الحياة الخاصة إلى درجة تهديد كيان أسر قائمة بأدوات جرمية، يعد ممارسة تستهدف حرية التعبير في ذاتها، وتشكل أفعال جرمية تستحق فتح تحقيق في شأن كل الأطراف المتورطة فيها.وطالت النقابة النيابة العامة وكل الجهات المختصة بفتح تحقيق عاجل من أجل الكشف عن “كل خيوط هذه الشبكة المنظمة، من المخططين والمنفذين، والتي تشكل خطرا على سمعة البلاد وحرمة مؤسساتها”.
كما أكدت أن الانتقاد المشروع للقطاع والفاعلين فيه يعد خدمة للتقدم والتطوير، مشددة على أن هذا الانتقاد “سيلحق ضررا بليغا بهذا المسعى، إذا ما تم توسل هذه الوسائل القذرة”.ودعت النقابة الجميع إلى “تقدير أهمية هذه المرحلة في تاريخ قطاعنا، بالامتناع عن التواطؤ في رعاية هذا الجو المنحط والبئيس، والاتجاه نحو النقاش العميق والهادئ لبلورة حلول وتصورات لمستقبل المهنة والمهنيين”.‎كما ذكرت، في ختام البلاغ، بأولويات القطاع المتمثلة في إنتاج منظومة قانونية تحمي وتحصن المهنة والمهنيين، والتشبث بإعلاء أخلاقيات المهنة والممارسة النبيلة لإعادة الاعتبار لهذا القطاع، وتثمين العنصر البشري فيه عبر الإسراع بتوقيع الاتفاقية الجماعية، داعية الصحافيات والصحافيين والعاملات والعاملين إلى فرز النقاش الحقيقي عن الفوضى الخلاقة التي يحاول البعض إلهاءنا فيها، والتوجه لاستكمل مهام بناء قطاع يستحق لقب السلطة الرابعة و”صاحبة الجلالة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى