مجتمع
أخر الأخبار

فضيحة “سلام جوج”: قائد الملحقة الإدارية يساهم في انتشار ممارسات طبية غير قانونية ويمنح شهادات لصانعي أسنان يعملون في شقق سكنية في المجمعات الاقتصادية

متابعة الإعلامي : أحمد الشرفي

في انتهاك صارخ للقوانين والمعايير الصحية، منح قائد الملحقة الإدارية في سلام جوج بعمالة مقاطعة سيدي البرنوصي ، شهادتين إداريتين لصانعي أسنان يعملون في ظروف غير قانونية وغير صحية. يُظهر التقرير أن أحد هؤلاء الصانعين يمارس عمله في شقة سكنية ضمن مجمع سكني اقتصادي، بينما الآخر يعمل في شقة ضمن مشروع إعادة إيواء قاطني دور الصفيح في منطقة السلام جوج. هذه الظروف تشكل خرقاً واضحاً للتشريعات الصحية والقانونية المنظمة لممارسة هذه المهنة.

صناعة الأسنان تتطلب بيئة متخصصة ومختبرات مجهزة بمعدات وتقنيات حديثة، وهو ما يتعذر توافره في الشقق السكنية التي يعمل فيها هؤلاء الصانعون. ومن هنا، فإن منح شهادات إدارية لهؤلاء الأفراد يشكل خرقاً فاضحاً للمعايير القانونية والصحية، التي تشترط الحصول على تراخيص من الأمانة العامة للحكومة والجهات المختصة الأخرى.

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هؤلاء الصانعين، رغم عدم امتلاكهم للتراخيص والمعدات المناسبة، يستقبلون المواطنين، ويأخذون مقاساتهم، ويقومون بدور طبيب الأسنان، مما يشكل تهديداً صحياً جسيماً. هذه الممارسات تشبه إلى حد بعيد حوادث مأساوية سابقة تسببت فيها ممارسات غير قانونية لصانعي أسنان، والتي أدت إلى وفيات وإصابات خطيرة.

من بين هذه الحوادث، قضية أغسطس 2017 في تطوان، حيث توفي طفل بعد أن قام صانع أسنان، كان ينتحل صفة طبيب أسنان، بخلع ضرسه في ظروف غير صحية، مما أدى إلى إصابته بتسمم حاد ونزيف شديد. وفي حادثة أخرى، توفي مواطن مقيم في أمريكا في مختبر أسنان بحي المسيرة بأكادير، حيث اعتقد أنه دخل عيادة طبية متخصصة.

تركيب الأسنان هو عملية يقوم بها الطبيب المختص باستبدال الجزء المفقود أو التالف من الأسنان بجزء آخر صناعي، وكذلك عملية الخلع تتطلب طبيباً مختصاً حيث يتم تخدير المنطقة المحيطة بها ويكون المريض قد خضع لعدة فحوصات طبية دقيقة.

إن هذه الوقائع تشير بوضوح إلى خطورة التهاون من قبل قائد الملحقة الإدارية في تطبيق القوانين واللوائح المتعلقة بالمهن الطبية. من الضروري أن تتخذ الجهات المعنية إجراءات صارمة لمحاسبة المسؤولين وضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات غير القانونية وغير الآمنة التي تعرض صحة المواطنين للخطر. فصانعو الأسنان المذكورون أعلاه يعملون بشكل مباشر مع المواطنين، حيث يستقبلونهم داخل الشقق، مما يتسبب في ضجيج وإزعاج للساكنة، ويقومون بتركيب الترميمات وتعديل الأسنان وخلع المتضرر منها، فضلاً عن استخدام مادة البنج وتركيب أسلاك التقويم والعديد من الإجراءات الأخرى التي ينبغي أن تُجرى في عيادات طبية مجهزة على يد أطباء متخصصين. لكن التهاون من قبل السلطات المحلية والإقليمية يسمح للفوضى بالانتشار في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى