عمر هلال : المبادرة المغربية للحكم الذاتي: رؤية مستقبلية للنزاع حول الصحراء المغربية

المغرب تحت المجهر

في جلسة أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمتها المملكة تهدف إلى التسوية النهائية للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وأشار إلى أن هذه المبادرة تمثل حلاً يتطلع إلى المستقبل، بينما لا يزال موقف الجزائر محاصراً برؤية ماضوية.

المبادرة المغربية: خيار استراتيجي

أوضح هلال أن المغرب قدم هذه المبادرة إلى مجلس الأمن سنة 2007، متجاوزاً فكرة الحلول المفروضة. واعتبر أن المبادرة تعكس روح “ميثاق المستقبل” الذي تبنته الأمم المتحدة، الذي يدعو إلى بناء مجتمعات قادرة على مواجهة التحديات.

انتقد السفير سلوك الجزائر، مشيراً إلى أنها تعرقل العملية السياسية التي يشرف عليها الأمين العام للأمم المتحدة. وذكر أن الجزائر ترفض الانخراط كطرف رئيسي، مما يعرقل جهود الأمم المتحدة ويؤثر سلباً على الوضع في مخيمات تندوف

دعا هلال إلى حوار صادق مع الجزائر، مشدداً على أن المغرب أبدى حسن النية عبر سياسة اليد الممدودة. لكنه أشار إلى أن هذه الدعوات لم تلقَ استجابة من الجانب الجزائري، الذي يستمر في دعم جماعة “البوليساريو” الانفصالية.

شدد السفير على أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تُعتبر حلاً جاداً وذا مصداقية، ويدعو إلى أهمية الحوار والدبلوماسية الوقائية. وأوضح أن الجزائر، منذ ثلاث سنوات، ترفض العودة إلى طاولة المفاوضات، مما يقوض الجهود الدولية.

أبرز هلال الدور المركزي للنساء والشباب في الصحراء المغربية، مؤكداً أنهم يتمتعون بمشاركة سياسية عالية. وفي المقابل، انتقد الوضع في مخيمات تندوف، حيث يتم استغلال الشباب من قبل جماعات مسلحة.

تتضمن المبادرة آليات لضمان الولوج إلى العدالة وتعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية. كما أشار هلال إلى النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه الملك محمد السادس في الأقاليم الجنوبية، والذي يسعى لتعزيز التنمية الاقتصادية.

تعتبر المبادرة المغربية ضمانات لاحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتدعو إلى إنشاء هيئات للدفاع عن هذه الحقوق. وأشار هلال إلى الأوضاع المأساوية في مخيمات تندوف، حيث يتم انتهاك حقوق السكان بشكل متكرر.

ختاماً، أكد السفير أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تعزز من التعاون الإقليمي، وتسعى إلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة. ورغم ذلك، أشار إلى سلوك الجزائر الذي يتعارض مع هذه المبادئ، مما يعيق إمكانية التعاون في مواجهة التحديات الأمنية.

تظل المبادرة المغربية للحكم الذاتي حجر الزاوية في جهود المملكة للتوصل إلى حل سلمي ومستدام للنزاع حول الصحراء المغربية، مع التأكيد على أهمية الحوار والاحترام المتبادل في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.