رياضة
أخر الأخبار

بين أخطاء التحكيم والقرارات الوهمية… زمن اللامنطق في ملاعب الكرة !!!

بين أخطاء التحكيم والقرارات الوهمية... زمن اللامنطق في ملاعب الكرة !!!

حزيلة ابراهيم

 

في زمن أصبحت فيه الأخطاء التحكيمية جزءاً لا يتجزأ من المشهد الكروي، يأتي من يدافع عن الحكام بحجة أن أخطائهم “لا ترتقي” لتكون محط جدل كبير، وهو من حقه بالطبع، لكن يثير الدهشة عندما يتم تقديم مثل هذه الحجج بطرق سطحية وغير مقنعة.

 

في حديث أحد المسؤولين الكرويين، الذي بدا وكأنه يتبنى مقولة “أنا وخويا على ولد عمي”، قلل من شأن أخطاء تحكيمية قال إنها لا تستحق كل هذا الضجيج. والمثير في الأمر أن هذه الأخطاء جاءت على حساب فريق الوداد الرياضي بالتحديد، في وقت يعاني فيه الفريق من احتجاجات متزايدة منذ الجولة الرابعة من الدوري.

 

ذات المسؤول سبق وأن برر “الكوارث التحكيمية” باستخدام حجج تتعلق بـ “الخطوط الوهمية”، وأكد أننا لن نفهم تلك الخطوط إلا إذا كنا خريجي مدارس الهندسة والإحداثيات! ولكن الحقيقة، أن هذه التبريرات لا تزيد الوضع إلا تعقيدًا، ولا تمنح جمهور الكرة أي ثقة في نزاهة القرارات التحكيمية.

 

وعلى الجانب الآخر، في بطولات كبرى مثل “الليغا”، نرى فرقاً مثل ريال مدريد تتحدث عن أخطاء التحكيم بعد كل جولة، من دون أن تواجه أي لوم أو ردود فعل غاضبة من اللجان التحكيمية أو المسؤولين. لكن يبدو أن في بعض الدوريات المحلية، “التحكيم خط أحمر” لا يُسمح بتجاوزه، وخاصة أمام فرق معينة.

 

ما يجعل الأمر أكثر غرابة هو أن هذا المسؤول يستشهد بأن احتجاجات الوداد جاءت مبكرة مقارنة بالفرق الأخرى التي بدأت احتجاجاتها الموسم الماضي بعد مرور 12 جولة. كأنه يعطينا تبريراً سخيفاً بأن الموسم الحالي “بكرنا بالاحتجاج”، وكأنما التوقيت هو المشكلة وليس الأخطاء التحكيمية.

 

لقد شاهدنا لقطات يضرب فيها حراس المرمى الكرة داخل منطقة الجزاء كما لو كانوا لاعبي كرة سلة، دون أي تدخل من الحكام، وسط صمت غريب من بعض الأندية التي يبدو أنها اختارت أن تلقي بالكرة في ملعب جماهيرها بدلاً من اتخاذ موقف رسمي حاسم.

 

في النهاية، نجد أنفسنا أمام وضع يحتاج فيه المسؤولون إلى مراجعة مواقفهم، وإدراك أن تكميم الأفواه لن يغير من حقيقة أن هناك أخطاء تُرتكب وتؤثر على نتائج المباريات. وعندما يصبح الدفاع عن التحكيم أكثر أهمية من حماية حقوق الفرق، نعلم أن زمن اللامنطق قد استشرى في ملاعبنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى