الرئيسية

رضوان المكي السباعي يكتب : نوستاليجيا عن منتخب 1976 وحصوله على كأس الأمم الأفريقية .

حاز المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم على لقب واحد يتيم وكان ذلك عام 1976 بايتوبيا .
كان من الأفضل الإشادة بهذه الكأس لأنها تبقى الوحيدة التي حافظت على ماء الوجه ، ولكن الشيء المهم ، هو ان نتعلم ونعلم الطريقة التي تم الحصول بها على تلك الكأس ، وأنها ليست من قبيل لا الحظ ولا بالصدف .

لتوضيح الصورة أكثر والتي مر عليها نصف قرن تقريبا من جانب أو بآخر فقد استعنت من مصادر و معلومات خاصة عن هذا الحدث الكروي الهام حتى أوضح الصورة التي باتت عالقة بالاذهان للجيل الذي واكب ذاك التألق لمنتخب قومي إن صح التعبير ، أو أجيال سمعت عنه ذون أن تعلم أو تكون لها الصورة عنه .

الحكاية عزيزي القاريء ابتدأت بالتتبع عبر المذياع ونقل الخبر عبر مراسلين وموفدين خاصين للصحافة المكتوبة عبر مقالات ، فحينها لم تتوفر للجميع أجهزة تلفاز حتى أن المراسلة عبر قنوات التلفزة كانت مستعصية فظروف تلك الفترة ليست هي ظروف اليوم…

النسخة هي العاشرة بملعب اسيلاسي باديس أبابا ايضا بمدينة ديرداوة … التأهل كان من نصيب ثمانية منتخبات هي :
ايتوبيا
ومصر
أوغندا
غينيا
السودان
نيجيريا
والزايير ( حامل اللقب )
والمغرب

وقد ثم إعتماد نظام البطولة في هذه الكأس لتحديد البطل بنظام الدوري ، فقسمت المنتخبات على مجموعتين ،على أساس أن يتأهل في المجموعة صاحب المركز الأول والثاني .

المنتخب الوطني لعب بمدينة ديرداوة الى جانب كل من :
نيجيريا والسودان والزايير
على إثرها تعادل في مباراته الأولى مع السودان ، ثم فاز على الزايير( الكونغو الديموقراطية ) حاليا وعلى نيجيريا ليتصدر مجموعته بسبع نقط متقدما بنقطة على المنتخب النيجيري.

أما عن المجموعة الأولى فقد حل المنتخب الغيني بست نقاط ثم المنتخب المصري بأربع نقط.

التأهل إذن كان حليف أربع منتخبات هي :
المغرب – ونيجيريا – وغينيا – ومصر .
بمعنى فريقين عربيين وفريقين من جنوب الصحراء ، هؤلاء اكملوا المشوار على شكل بطولة وليس بنظام خروج المغلوب ، والنسخة العاشرة بايتوبيا كانت آخر نسخة اعتمدت هذا النظام…

الفرق الثلاث فازوا على مصر ثم فاز المغرب على نيجيريا وتعادلت غينيا مع نفس الخصم فكان الفرق في النقط لصالح المغرب الذي تقدم بنقطة واحدة عن غينيا والتي كانت في حاجة للفوز عند مواجهتها لمنتخب المغرب .

المقابلة الأخيرة والتي ستعلن بطل النسخة العاشرة أقيمت باديس أبابا بملعب اسيلاسي ، وكان ذلك بالضبط يوم 14 مارس 1976 .

التشكيل الرسمي للاعبي المنتخب المغربي ضم كل من
الهزاز – الشريف – بو علي – كلاوة – العربي شباك – الزهراوي – العربي التازي – احمد عبد الله – عبد الله سيمي – فرس – عسيلة.

أطوار المباراة عرفت تقدم غينيا بواسطة اللاعب أشرف سليمان منذ الدقيقة الثامنة من الشوط الأول ، واقتربت المباراة من نهايتها حتى الدقيقة السادسة والثمانين وبتمريرة عرضية من نجم المنتخب الأوحد اللاعب أحمد فرس وبقدفة مركزة للاعب بابا من خارج منطقة العمليات تمكنت الكتيبة المغربية من تعديل النتيجة وبعدها بدقائق إنتهت المباراة النهائية وثم الإعلان عن المغرب بطلا بأفريقيا و ثم إختيار الهزاز واحمد مصطفى واحمد فرس لاعبين مميزين بالبطولة .

المنتخب الوطني المغربي حينها وقبل البطولة الإفريقية كانت جل عناصره من خيرت اللاعبين بالمغرب ومدربه الروماني مارداريسكو ، وأثناء المباريات وخلال شهادات جميع لاعبي تلك الفثرة كانت القتالية هي عنوان كل مباراة مع الحفاظ على اسلوب اللعب النظيف والندية الجماعية فماذا بعد فوز المغرب بالبطولة .

قبل التطرق الى أجواء فوز المغرب بالبطولة وعودته البطولية إلى أرض المغرب الذي لا زال لم يتمم عامه الأول من مرور حدث المسيرة الخضراء هناك نقطة مهمة في مشوار المنتخب كادت أن تجعله لا يكمل المنافسات فبعد تاهله في المجموعة النهائية كان عليه أن يحلق من درداوة إلى أديس أبابا عبر طائرة من المفروض التنقل لإكمال ماتبقى من مشوار البطولة ، إلا أن الطائرة تعرضت لحادث خطير أدى اشتغال النيران في محركها الأيمن ، عند صعودها ليتمكن قائدها العودة إلى المطار قبل أن ينزل كل من كان على متنها وتتحطم تماما ، أما البعثة المغربية فقد أكملت يوما بأكمله بمطار ديرداوة بنوع من الهلع والخوف ، ورغم هذا وذالك فقد اصر لاعبي المنتخب الوطني بعدم الاستسلام للخوف والانسحاب بل إكمال مشوار البطولة بدل العودة إلى الوطن دون إستكمال المنافسات…

وبعد أن توج بالكاس والعودة إلى أرض الوطن ، جعل ملك المغرب حينها للمغاربة قاطبة يوم عطلة وتخصيص ذاك اليوم للفرحة مع المنتخب الوطني ، أيضا استقبل فيه المغفور له بإذن الله الملك الحسن الثاني بالقصر الملكي عناصر المنتخب وشكرهم على المجهود الذي قاموا به أيضا حدتتهم أنه لا يعقل أن يفوز منتخب بكأس أفريقيا للامم ذون أن يتأهل إلى كأس العالم أيضا التأكيد على احقيته بالكأس .

هي لحظات حاسمة تحمل كل معاني الابداع التضحية والعطاء ونكران الذات في ادغال أفريقيا السوداء منتصف السبعينيات ، مع رجال كبار لا وجود بينهم للصغار نعم لا وجود للصغار ، ومع مرور الزمن توفرت كل الإمكانيات ، وارهقتنا توالي النكبات مع توالي الاعدار فإلى متى سيزول ذلك ؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة بإذن الله ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى