الرئيسية

“زلزال” البنايات المتهالكة بالبيضاء مستمر والمعارضة تطلب حصيلة التأهيل.


أثار سقوط بناية بالمدينة القديمة بالدار البيضاء الأيام القليلة الماضية تخوفات الساكنة القاطنة بالبنايات المجاورة، من تكرار سيناريو الانهيارات، خاصة في ظل وجود المئات من البنايات المتهالكة.

وقامت السلطات المحلية بالمنطقة، بتثبيت أعمدة خشبية على واجهات البنايات الأخرى المهجورة، والمهددة السقوط، تفاديا لانهيارها على المارة وإلحاق أضرار بشرية كبيرة.

وأكد الحسين نصر الله، النائب الثاني لرئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، المكلف بالشؤون القانونية والتصريح بالممتلكات، أن معضلة البنايات الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة مشكلة وطنية تستدعي تدخل الدولة للاستثمار في مجال السكن، وتعاطي مجلس العمالة مع أصحاب هذه البنايات في حدود إمكانياته المالية، إضافة إلى سرعة الحكومة في التطبيق ومنح ، أن البنايات التي سقطت الخميس الماضي، لم تخلف أية خسائر في الأرواح الساكنة، التي كانت لتصل إلى أكثر من 30 ضحية.

ولفت نصر الله إلى أن بعض الجهات تتدخل لتتكلف بمشاريع تأهيل الدور الآيلة للسقوط داخل أسوار المدينة القديمة، منها الوكالة الحضرية للدار البيضاء، بينما تتكلف الشركة الوطنية للتهيئة الجماعية المعروفة اختصارا بـ “صوناداك” بمشروع المحج الملكي.

وأضاف أن هناك أيضا مجهودات السلطات العمومية في إفراغ الساكنة القاطنة بالبنايات المتهالكة من أجل إنقاذ أرواحهم وأرواح المارين بجانب البنايات من باب تحمل المسؤولية.

وأكد العضو بمجلس الجماعة على وجود تسهيلات للمواطنين خاصة فيما يتعلق بكراء منازل للإيواء، وفي إطار مشاريع دعم السكن، مشيرا إلى الإشكاليات المتعلقة بتعويض الساكنة.

وأبرز المتحدث ذاته وجود اتفاقية في الدورة المقبلة بين مجلس العمالة، وبين المقاطعات المعنية منها مقاطعة أنفا، وبين شركات إدماج السكن، لمساعدة ساكنة المدينة القديمة في إيجاد حل لمسألة المنازل التي تشهد انهيارات واحدة تلو الأخرى.

وأكد على أن بقاء المواطنين داخل المنازل الآيلة للسقوط يشكل خطرا كبيرا، واصفا وضع المدينة القديمة المتهالكة من حيث المنازل، بالزلزال المستمر، الذي يستدعى تدخل الدولة بشكل مباشر على اعتبار أن الأمر يتعلق بأرواح الناس.

من جانب آخر، فإن مشروع تأهيل المدينة القديمة يكتسي أهمية قصوى، وبالتالي فإن مطالب فرق المعارضة بمجلس الرميلي تنصب نحو حصيلة أشغال تأهيل المدينة العتيقة قبل حلول موعد الاستحقاقات الرياضية القارية ثم العالمية التي ستحتضنها بلادنا قريبا.

عبد الصمد حيكر، عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، طالب الأيام القليلة الماضية الحكومة بالكشف عن حصيلة تأهيل المدينة القديمة بالدار البيضاء، داعيا إياها إلى الكشف عن أسباب التأخر الذي يطال هذا المشروع.

وطالب حيكر، في سؤال كتابي موجه إلى وزير الداخلية، بالكشف عن التدابير المتخذة من أجل تسريع مشروع تأهيل المدينة القديمة، والأجندة الزمنية للتدخلات المتبقية في إطار مشروع تأهيل المدينة القديمة.

وأشار عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، إلى أن أشغال تأهيل المدينة القديمة بالدار البيضاء (عمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا) انطلقت منذ سنوات، تحت إشراف الوكالة الحضرية، كما كلفت اعتمادات مالية هائلة، غير أن هذه الأشغال تعرف تأخرا كبيرا لأسباب غير معلنة للرأي العام.

وتجدر الإشارة إلى أن مصلحة التعمير والممتلكات بمقاطعة سيدي بليوط بالدار البيضاء كشفت في وقت سابق أن أعداد الدور الآيلة للسقوط موضوع قرار هدم الجزئي تشمل 1041 منزلا، فيما يبلغ عدد البنايات الآيلة للسقوط التي تشكل خطرا على السكان 131 منزلا، فيما بلغ عدد السكان المحصيين بها 106 أسرة.

أما داخل المحج الملكي، فيبلغ عدد البنايات الآيلة للسقوط، إلى حدود شهر يناير 2024، 1730 منزلا، تم هدم 422 بناية من طرف شركة الدار البيضاء للإسكان والتجهيزات.

وشهدت مدينة الدار البيضاء احتجاجات لساكنة الدور الآيلة للسقوط بعد عقد دورة مارس الاستثنائية يوم 4 مارس 2024، وصدحت حناجر العائلات المتضررة أمام مقر ولاية الدار البيضاء بمطالبها في التعويض والإيواء خاصة بعد انهيار منازلهم ووجودهم عرضة لمآسي الشارع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى