الرئيسية

الفاهم يفهم…

 

المغرب تحت المجهر MTM .. رضوان المكي السباعي 

اقدم رجل ستيني على السفر لقضاء مناسك الحج ، وعلى إثر غيابه لعدة شهور اهتدى إلى فكرة الاتيان باختصاصي في النباتات لضيعته خصيصا لإجراءات تخص الأشجار لديه من اسمدة وماء … ، أما شجرة الكرم ( التين ) فشغله الشاغل لدى الرجل لتوفير الضل لديها ، والمكان المفضل لديه أثناء الجلوس في كل أمسية ، الرجل وإن أكرمه الله بضيعة كبيرة جدا، و بتلك الضيعة كل أنواع أشجار الفواكه ، وكل تلك الأشجار ثتمر إلا ان تلك الشجرة فقط شجرة الكرم( التين ) عيبها الوحيد أنها لا تلد بصفة نهاءية رغم توفر كل ما تحتاجه من سماد وماء ورعاية كبيرة من عند فلاح الضيعة المشتغل لديه ، وأمام كل المجهودات المنتهية دائما بالفشل ، الرجل اتفق مع الضيف باكرامه كثيرا فور عودته من السفر بشرط أن يجد الكرمة أخرجت تمارها… فوعده كذلك بأن يعطيه مايريد مقابل النجاح في تلك المهمة…

و بمعنويات مرتقعة أخد التقني محمل الجد ، فعمل كل مافي مقدوره وتجربته ، وماذا بعد كل محاولاته وتحضيراته. فشل وراءه فشل .

و مع مرور الوقت بشكل سريع وقرب قدوم صاحب الضيعة، تاحت للمختص فكرة أن يغرس بجانب الشجرة بذور فاكهة البطيخ ، وبالفعل قام بذلك ثم ساعد قرب الشجرة من نباث البطيخ أن صعدت الاغصان عبرها وعبر أغصان الشجرة ، والاكيد أن الشجرة ومن كثرة أنها تحملت حمل كل البطيخ الذي غطاها تماما ، فقدت تلك الجمالية والروعة التي كانت عليها…

هكذا وبعد مرور شهور معدودة أتى الحاج صاحب الضيعة ، وأمام باب الضيعة التقى به التقني المختص بكل ترحاب ، وأكد للحاج أن مهمته قد كللت بالنجاح ، مما زاد من فرحة الحاج و قدم له كل الثناء والشكر ، لكن الأمر لم يبقى كما عليه فقد اندهش الحاج من أمر الكرمة … فلم يرى في حياته مشهدا مثل ما رأى تلك اللحظة ، فادار وجهه للتقني المختص ووجهه يحمل كل معاني القلق والتوتر…مصحوبة بكل معاني التذمر ، فهو بين الخصام تارة والحسرة والندم على وضع تقته في ذاك التقني ثارة أخرى…

وماذا كان للمختص سوى الاستماع للحاج حتى نهاية كلامه فمن حقه التعبير بهذا السخط الذي ذهب أحيانا إلى شبه الذم والقبح…

فبجواب واحد إستطاع به أن يهدأ بل وإقناع الحاج ” سيدي لقد وفرت كل شيء للشجرة ، من ماء وسماد وتجارب ، فأبت أن تحمل أبناءها ، لكنها كانت جد مرحبة بحمل ابناء الآخرين ، فاصابها ما أصابها …

فعلا هي قصة قصيرة من الثرات الشعبي ، لكنها تستعمل في أخذ العبرة ، لمن أبى أن يتحمل المسؤولية في وقت مبكر ، فالاكيد أنه إذا رفض أو لم يبالي باعطاء الأهمية لموضوع الزواج ، خصوصا وتوفر كل الإمكانيات ، فلا بد أن يعلم علم اليقين أنه سيحمل ويتحمل عبء حمل أبناء الآخرين ، وسيقع له أكثر مما كان سيقع له إن حمل أبناءه ، وأكثر من ذلك فابناء الناس يبقوا أبناء الناس…

والفاهم يفهم….

قال رسول الله ” يا معشر الشباب من إستطاع منكم الباءة فليتزوج “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى