الرئيسية

السلطة الإقليمية بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي: الاجتهاد في الأمور السهلة وتجاهل التحديات ..الاحتفال بعيد الشباب على حساب القضايا الملحة

الإعلامي: أحمد الشرفي

شهد المركز الاجتماعي “هاجر” بسيدي مومن مؤخرًا احتفالًا بمناسبة عيد الشباب، حيث اجتمعت كل مكونات عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي إلى جانب القوة العمومية للاحتفال مع الأطفال بهذه المناسبة. ورغم أن هذه الفعاليات تهدف إلى تعزيز الروح المعنوية ودعم الناشئة، إلا أنها تثير تساؤلات حول أولويات السلطات المحلية وما إذا كانت تركز على القضايا الحقيقية التي تواجه سكان المنطقة

.**الجوانب الثقافية مقابل القضايا الاجتماعية**

إن دعم الأنشطة الثقافية والفنية، خاصة تلك التي تستهدف الفئات الهشة، يُعَد ضرورة لبناء هوية ثقافية وتعزيز الروح الوطنية لدى الشباب. ومع ذلك، يظهر تساؤل مهم حول ما إذا كانت هذه الجهود تأتي على حساب القضايا الاجتماعية والاقتصادية الأكثر إلحاحًا. إذ بينما يتم التركيز على تنظيم الاحتفالات، يتم إغفال التحديات الكبرى التي تؤثر على الحياة اليومية للسكان.

**غياب التفاعل مع القضايا الملحة**

من بين التحديات التي تغض السلطات الطرف عنها هو واقع السكن غير اللائق. العديد من مناطق سيدي البرنوصي وسيدي مومن تضم تجمعات سكنية عشوائية وأكواخًا صفيحية لا تصلح للعيش الآدمي، تشكل خطرًا كبيرًا على حياة السكان. رغم ذلك، لم نشهد زيارات ميدانية أو محاولات جادة لتحسين ظروف عيش هؤلاء المواطنين.

**التحديات الاقتصادية**

الأسواق العشوائية تمثل تحديًا آخر. فالعشرات من الباعة الجائلين يعانون من غياب التنظيم وافتقارهم لهياكل مناسبة تحفظ كرامتهم. ورغم انتشار هذه الأسواق وتزايد أعداد الباعة، إلا أن السلطات لم تتحرك لإيجاد حلول جذرية تعيد هيكلة هذه الأسواق وتضمن بيئة عمل لائقة للتجار.

**استنزاف الموارد المائية والبناء العشوائي**

تعاني المنطقة أيضًا من مشاكل بيئية خطيرة، أبرزها استنزاف الفرشة المائية. هذه القضية تستدعي تدخلًا عاجلًا لحماية الموارد الطبيعية وضمان استدامتها، ومع ذلك، فهي لا تحظى بالاهتمام الكافي. إلى جانب ذلك، ظاهرة البناء العشوائي أصبحت متفشية بشكل مثير للقلق، مما يشوه المنظر العمراني ويشكل خطرًا على سلامة المواطنين.

**الاجتهاد في الأمور السهلة وتجاهل التحديات الحقيقية**

من الواضح أن السلطات في سيدي البرنوصي وسيدي مومن تركز على المهام السهلة مثل تنظيم الفعاليات الثقافية، بينما تتجاهل التحديات الحقيقية التي تتطلب حلولًا جذرية وجهودًا مكثفة. ورغم أهمية دعم الثقافة والفن، فإن هذا الاهتمام يجب أن يكون متوازنًا مع معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.يبقى السؤال المحوري: متى ستبدأ السلطات في سيدي البرنوصي وسيدي مومن في التعامل بجدية مع القضايا الملحة التي تعاني منها المنطقة؟ إن الاحتفالات الثقافية ضرورية، ولكنها لا تغني عن ضرورة مواجهة التحديات الحقيقية التي تؤثر على جودة حياة المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى