الرئيسية

بعد انشغال رئيس المقاطعة بتنظيم ” الليالي الملاح ” وتغييب دور الشرطة الإدارية : السلطات المحلية تعمل على تحرير الملك العام في الثالثة صباحاً

بعد انشغال رئيس المقاطعة بتنظيم " الليالي الملاح " وتغييب دور الشرطة الإدارية : السلطات المحلية تعمل على تحرير الملك العام في الثالثة صباحاً

متابعة الإعلامي : أحمد الشرفي

في تطور يثير الكثير من التساؤلات والاستغراب، شهدت منطقة سيدي مومن حملة لتحرير الملك العام في توقيت غير مألوف عند الساعة الثالثة صباحاً. هذه الحملة التي نفذتها السلطات المحلية تحت إشراف قائدي الملحقتين الإداريتين الأمان والجوهرة، استهدفت الباعة الجائلين الذين استباحوا الشوارع العامة، محولين إياها إلى أسواق فوضوية تعج بالضجيج، الأمر الذي أزعج السكان وأفسد عليهم راحتهم.

ورغم أهمية هذه الخطوة في إعادة النظام إلى الشوارع، إلا أنها تسلط الضوء على مشكلات أعمق تتعلق بغياب دور الشرطة الإدارية، وهي الجهة التي أُنشئت خصيصاً لضبط النظام في الأماكن العامة وتنظيم الأنشطة التجارية. يبدو أن هذا الجهاز، الذي استنزف ميزانية ضخمة بمئات ملايين السنتيمات، قد فشل فشلاً ذريعاً في أداء مهامه، مما دفع السلطات المحلية إلى التحرك في توقيت غير معتاد لملء هذا الفراغ الأمني الذي استفاد منه الباعة الجائلون.

إن إهمال الشرطة الإدارية لدورها الأساسي في الحفاظ على النظام العام ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة مباشرة لتخبط في إدارة شؤون المقاطعة، يتجلى بوضوح في سلوك رئيس المقاطعة السيد عبد الرحيم واطاس. هذا المسؤول، الذي يفترض أن يكون على رأس المدافعين عن حقوق المواطنين وراحتهم، انشغل بشكل مثير للسخرية بتنظيم وحضور “الليالي الملاح” والسهرات الغنائية في المركب الثقافي أبي عنان. وبينما تغرق الشوارع في الفوضى، توصلت إدارة الجريدة بصور تظهره يصفق ويتراقص رفقة بعض أعضاء المجلس في مشهد يثير الاشمئزاز، وكأنه يرى الرقص والطرب أكثر أهمية من حل المشكلات الحقيقية التي تعاني منها منطقته.

ما يثير القلق أكثر هو أن انشغال رئيس المقاطعة بهذه الأنشطة الترفيهية ليس حدثاً عابراً، بل يبدو أنه أصبح النمط السائد في تسيير شؤون المقاطعة، بحيث يتم تخصيص مبالغ مهمة لدعم الأنشطة الغنائية والسهرات، ليبقى سكان سيدي مومن يعيشون في ظل واقع مرير، حيث يغيب عنهم أي إحساس بوجود قيادة فعالة تهتم بمشاكلهم وتسعى لتحسين أوضاعهم المعيشية. والنتيجة؟ شوارع تعمها الفوضى، وسكان لا يجدون من ينصت لمشاكلهم أو يحل أزماتهم المتفاقمة.

لقد بات من الواضح أن الأمور لن تتغير ما دام المسؤولون منشغلين بالأنشطة الترفيهية على حساب القيام بواجباتهم الحقيقية. وهذا يطرح سؤالاً ملحاً: إلى متى سيستمر هذا الإهمال المتعمد؟ وهل ستتمكن السلطات المحلية من إعادة الأمور إلى نصابها في ظل غياب الشرطة الإدارية وانشغال رئيس المقاطعة بتنظيم “الليالي الملاح”؟

الأكيد أن سكان سيدي مومن يستحقون أكثر من مجرد وعود فارغة أو تحركات مؤقتة. هم بحاجة إلى قيادة تضع نصب أعينها مصلحة المواطنين فوق كل اعتبار، وتعمل بجدية على إيجاد حلول حقيقية للمشاكل التي تواجههم يومياً. فما يحدث الآن هو انعكاس لإهمال كبير يتطلب وقفة حقيقية، وإلا فإن الفوضى ستستمر، وستظل مصالح المواطنين آخر ما يُلتفت إليه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى