الرئيسيةمجتمع

البنية التحتية المغربية بين التحديات والحاجة الملحة لتوفير الأمن المائي

حزيلة ابراهيم

في الأيام الأخيرة، شهدت مناطق متعددة من المغرب، خاصة الجنوبية منها، تساقطات مطرية غزيرة وغير متوقعة. هذه الأمطار، رغم أنها تمثل نعمة كبيرة للمناطق التي تعاني من الجفاف والتصحر، إلا أنها كشفت عن أوجه القصور في البنية التحتية الضرورية لاستيعابها والتعامل معها بشكل فعال.

فالتساقطات المطرية في المغرب تتفاوت بشكل كبير بين المناطق؛ فإذا كانت المناطق الشمالية تتمتع بتساقطات مطرية منتظمة، تعاني المناطق الجنوبية من نذرة الأمطار – ومع ذلك – فإن التغيرات المناخية الأخيرة قد أدت إلى ظهور أنماط جديدة وغير منتظمة من التساقطات المطرية. وفي هذا السياق، شهدت المناطق الجنوبية أمطارًا غزيرة تسببت في فيضانات وسيول جارفة، ما أدى إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية، من طرقات وجسور، وحتى مساكن المواطنين.

فقد كشفت الأمطار الغزيرة الأخيرة عن ضعف البنية التحتية في المناطق الجنوبية. فعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحسين الوضع، إلا أن الواقع يظهر أن هناك حاجة ماسة لتطوير شبكات تصريف المياه، وبناء السدود الصغرى، وتحسين الطرق والجسور. هذا النقص في البنية التحتية لا يعرض فقط حياة المواطنين للخطر، بل يعوق أيضًا التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.

واستجابة للحاجة الملحة في خطابه بمناسبة عيد العرش، شدد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، على ضرورة الإسراع في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى، وخاصة في المناطق القروية والجبلية التي تعاني من الهشاشة، كما أكد جلالته على أهمية الاستثمار في البنية التحتية المائية والزراعية، لتحقيق التنمية المستدامة وضمان الأمن المائي والغذائي للمملكة.

ما فتأت التحذيرات الدولية تتصاعد بشأن شح المياه وتغير المناخ، مما تصبح معه الضرورة الملحة لتحرك الحكومة بسرعة وفعالية لتجنب الأزمات المستقبلية.

تتوقع التقارير أن تواجه مناطق واسعة من المغرب نقصًا حادًا في المياه بحلول منتصف القرن الحالي، إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة. ومن هنا، فإن بناء السدود وتحسين أنظمة الري وتطوير شبكات توزيع المياه تصبح أولويات قصوى.

و السؤال المطروح علينا جميعا كأفراد و جماعات، ماذا يجب فعله؟

  • يجب التركيز على بناء وتحديث البنية التحتية في المناطق الجنوبية لتكون قادرة على مواجهة الأمطار الغزيرة والفيضانات.
  • الاستثمار في السدود الصغرى والمتوسطة، مما سيكن من المساعدة على تخزين المياه لاستخدامها في فترات الجفاف، ويقلل من خطر الفيضانات.
  • إنشاء قنوات وسدود صغيرة لتصريف المياه بشكل آمن.
  • من المهم توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الموارد المائية واستخدامها بشكل عقلاني.

إن التساقطات المطرية الأخيرة في المناطق الجنوبية من المغرب قد أظهرت الحاجة الملحة لتطوير البنية التحتية وتكييفها مع التغيرات المناخية المتسارعة. يجب على الحكومة والشركاء الدوليين والمحليين أن يتكاتفوا لتنفيذ مشاريع استراتيجية تضمن الأمن المائي للمملكة وتجنب التحذيرات الدولية المتعلقة بالخصاص المائي. بهذه الطريقة، يمكن للمغرب أن يستمر في مساره نحو التنمية المستدامة والازدهار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى