رياضة
أخر الأخبار

الوداد : مدرسة الإرادة والمصداقية و الأمجاد

الوداد : مدرسة الإرادة والمصداقية و الأمجاد

 

حزيلة ابراهيم

 

الوداد الرياضي ليس مجرد فريق عادي، بل هو ظاهرة حقيقية في كرة القدم المغربية والإفريقية.

 

في السنوات الأخيرة، أثبت هذا النادي العريق أن الإرادة والعزيمة قادرتان على التفوق على الفلوس والإمكانيات المادية. فقدّم درسًا قاسيًا لكل من يعتقد أن النجاح يعتمد فقط على الموارد المالية.

 

النجاح الذي حققه الوداد لا يكمن فقط في الوصول إلى القمة، فكل فريق يمكنه أن يقدم موسمًا استثنائيًا ويفوز بلقب. لكن التحدي الحقيقي هو البقاء في القمة لعدة سنوات متتالية، وهنا برهن الوداد على قوته الحقيقية. هذا الفريق أظهر أن الصعوبة ليست في تحقيق المجد، بل في الحفاظ عليه.

 

وعندما ننظر إلى الميزانية، نجد أن الوداد ليس من بين الأندية التي تمتلك ميزانيات ضخمة، خاصة عند مقارنته بفرق كبيرة في إفريقيا مثل الأهلي المصري أو صن داونز الجنوب إفريقي. ومع ذلك، استطاع الوداد التغلب على هذا التحدي وحقق إنجازات كبيرة، مما يبرز قوة إدارته وتركيز لاعبيه على تحقيق الأهداف.

 

السر الكبير الذي يجعل الوداد يتفوق على الكثير من الفرق هو جمهوره. هذا الجمهور لا يكتفي بالتفرج فقط، بل يعيش مع الفريق في كل لحظة. يرافقه في كل مباراة، سواء داخل أو خارج الوطن، ويخلق أجواء رهيبة في الملاعب تدفع اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم. هذا الدعم الجماهيري الضخم يجعل الوداد يتفوق على فرق تبدو على الورق أقوى منه.

 

النجاحات المتتالية للوداد وضعت ضغطًا كبيرًا على الفرق الأخرى في المغرب، حيث بدأت تتساءل كيف يستطيع هذا الفريق أن يحقق هذا الكم من النجاحات. الأمر الذي جعل البعض يشعر بالنقص ويشعر بالحاجة إلى مواكبة هذه الإنجازات. وفي الوقت الذي ترى فيه فرقًا متوسطة المستوى تتعادل مع الوداد في البطولة الوطنية، تجد هذا الفريق يسحق فرقًا كبيرة في الساحة الإفريقية، ما زاد من احترام الجميع لهذا النادي.

 

ومع النجاح، يأتي الحسد. العديد من الناس بدأوا يشعرون بالغيرة من إنجازات الوداد، ولكن يجب أن نفهم أن الحسد ليس دائمًا نتيجة الرغبة في الحصول على نفس النجاح. أحيانًا، الحسد يعني أنهم يريدون رؤية هذا النجاح يتلاشى. هذه الرغبة في التقليل من إنجازات الوداد ظهرت عند البعض، ولكن الحقائق على الأرض لا يمكن إنكارها.

 

فترة سعيد الناصيري كانت حقبة ذهبية في تاريخ النادي. رغم الصعوبات التي واجهها الفريق في بعض الأوقات، إلا أن الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة لا يمكن إنكارها. من المهم أن نفتخر بهذه الحقبة وألا نسمح لأي أحد بالتقليل من قيمتها.

 

الآن يأتي دور الجمهور. يجب أن يستمر في دعمه الكبير للفريق وأن يحافظ على الضغط الذي يمارسه على الفرق المنافسة. علينا أن نبقى حاضرين وأن نواجه أي تحدي بقوة وإصرار. فالمستقبل يحمل تحديات جديدة، وستحاول الفرق الأخرى تقليد نجاح الوداد، لكن طالما بقينا متحدين خلف الفريق وحافظنا على الروح القتالية، سنتمكن من الاستمرار في تحقيق المزيد من النجاحات.

 

الوداد ليس مجرد فريق لكرة القدم، إنه مدرسة تعلمنا أن بالإرادة، العزيمة، والجمهور الوفي، يمكننا تحقيق المستحيل. هذا الدرس سيبقى في ذاكرة كرة القدم المغربية والإفريقية لسنوات طويلة.

 

وفي نفس الصدد ننوه بالجهود الكبيرة التي تبذلها المسؤولة الإعلامية للنادي الأخت رحمة السفياني في الحفاظ على مصداقية وسمعة الوداد، والتصدي لكل من يسعى لتشويه صورة النادي أو إلحاق الضرر به. وقد أعربت الجماهير الودادية عن دعمها الكامل لهذه الجهود، مشيدة بالدور الذي قامت به المسؤولة الإعلامية في كشف “أشباح الصحفيين” الذين يحاولون بث سمومهم ضد الفريق.

 

الرسالة هنا واضحة: كل من يعمل بصدق وإخلاص لخدمة نادي الوداد سيجد الدعم الكامل من الجماهير والإدارة. أما من يسعى لإلحاق الضرر بالنادي، فلن يكون له مكان في محيط الفريق.

 

ختامًا، يجب الإشادة أيضاً بالمنخرطين الذين يساهمون في حماية مصالح النادي وفضح كل من يحاول استغلال الوداد لأغراض شخصية. الشفافية والوضوح هما السبيل لحماية النادي، ومعرفة من هو الصديق ومن هو العدو.

 

الوداد سيبقى دائمًا في الصدارة، بفضل جماهيره وإدارته المخلصة، والهدف الأكبر هو العودة إلى منصات التتويج والمنافسة في دوري أبطال إفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى