الرئيسية

آخر منطقة رطبة بمدينة الدار البيضاء تستغيث !

 

المغرب تحت المجهر…بلاغ( مولاي هاشم مبروك متابعة)

على بعد 15 كيلومتر جنوب غرب مدينة الدار البيضاء بين الشاطئ وطريق أزمور 

الساحلي، يوجد كنز إيكولوجي مهم، إنها ضاية دار بوعزة آخر منطقة رطبة بمدينة الدار 

البيضاء، مساحتها 18 هيكتار، تتميز بتنوع إيكولوجي مهم، كما أن لها أهمية بيولوجية 

كبيرة ولكنها تعاني من مشاكل تهدد وجودها.

إذن فما هي مظاهر التنوع البيولوجي الذي تزخر به الضاية؟

ما الأهمية الايكولوجية التي تلعبها؟ 

ما المشاكل التي تعاني منها؟ 

وما الحلول المقترحة لحمايتها؟ 

للوقوف على مظاهر التنوع البيولوجي بضاية 

دار بوعزة قمنا بخرجة بيئية للمنطقة يوم 20

يناير 2022 ولكي نستفيد أكثر رافقنا السيد 

بونوا مير عضو جمعية Gomac ( مجموعة 

علم الطيور بالمغرب(،وقد شاهدنا بمعيته 

بطريقة مباشرة أو بواسطة منظار مجموعة 

من الطيور)طول أبيض،فرفور 

أرجواني،الغرة السوداء،أبو منجل األسود بط 

مغري…( ،كما أننا طرحنا عليه بعض 

الأسئلة ،وفي جواب له عن سؤالنا حول 

مظاهر التنوع البيولوجي الذي تزخر به 

ضاية دار بوعزة ،صرح لنا أن التنوع 

البيولوجي بالضاية جد هائل فهي تحتوي على 

200 نوع من الطيور وبالتالي فنصف أنواع طيور 

المغرب الأربع مئة توجد بضاية دار بوعزة من بينها 

طيور مهددة بالانقراض)الحذف الرخامي، الواق 

الصغير…( وكذلك نصف عدد أنواع البرمائيات بالمغرب توجد بهذه الضاية، كما صرح لنا 

أنها تحتوي على حوالي 400 نوع من مفصليات الأرجل)العنكبوتيا ت، حشرات…( وعلى 

حوالي 200 نوع نباتي من بينها السمار، نوار الماء ،الدوم،العوسج،بقريبة… 

وفي جواب له عن سؤالنا حول الأهمية الايكولوجية لضاية دار بوعزة صرح لنا أنها ملجأ 

للطيور المهاجرة التي تمر على الساحل والتي تفضل الوقوف في المناطق الرطبة لأخد 

قسط من الراحة ومن أجل الاكل والشرب، كما أعرب لنا أن الضاية تقدم خدمات أخرى 

ليست فقط للطيور المهاجرة بل لنا نحن البشر أيضا ، فهي تخفف من حدة التغيرات المناخية 

ففي الشتاء تحمينا من الفيضانات من خلال امتصاص الفائض من الماء وفي الجفاف

مصدر للمياه العذبة وكذلك في حالات العواصف فهي تعمل كحاجز وقائي للساكنة 

المجاورة.

كما أن لها أدوار أخرى ترفيهية فهي متنفس لمن يبحث على الراحة والاستجمام وتنفس 

هواء نقي، وكذلك أدوار تربوية فهي وجهة للعديد من الأساتذة الباحثين والتلاميذ لاكتشاف 

التنوع البيولوجي الذي تزخر به المنطقة. 

ولكن وللاسف فضاية دار بوعزة تعاني من عدة مشاكل من بينها التلوث الذي يتجلى في 

الانتشار المهول لقنينات البلاستيك بين جنبات الضاية ومن ظاهرة التخاصب نتيجة تراكم 

النفايات العضوية بمياه الضاية والتي من بين مصادرها فضلات قطعان الماشية التي ترعى 

بجوارها وكذلك اغتنائها بالنترات والفوسفاط الناجم عن استعمال الاسمدة الكيماوية من 

طرف الفلاحين بالحقول المجاورة،وقد أعرب لنا السيد بونوا مير أن هذين المشكلين يمكننا 

تجاوزهما وأن المشكل الكبير والخطير الذي تعرفه الضاية هو مشكل الزحف العمراني

فضاية دار بوعزة مهددة بمشاريع عمرانية من طرف لوبيات العقارالتي تريد قبر هذا الكنز 

الايكولوجي الذي تتوفر عليه مدينة الدار البيضاء فخلال شهر دجنبر المنصرم صدر حكم 

عن الغرفة المدنية باستئنافية الدار البيضاء في الملف عدد 2592/1403/2020 والقاضي 

برفض تعرض وكالة الحوض المائي أبي رقراق على تحفيظ ضاية دار بوعزة التي تعتبر 

آخر محمية مائية ب المدينة، وفسح هذا الحكم المجال أمام المنعشين العقاريين لتملك هذا الكنز 

البيئي الذي يعتبر ثروة للأجيال الحالية والاجيال القادمة، وقد خلف هذا الحكم صدمة كبيرة 

داخل أوساط وكالة الحوض المائي ابي رقراق ولذا كل الغيورين على الشأن البيئي 

بالمغرب وخارجه من جمعيات ومنظمات بيئية الذين سلكوا عدة طرق للترافع والدفاع عن 

هذا القطب الايكولوجي ومن بينها: 

✓ رسالة ملكية بحكم الصفة الاعتبارية لصاحب الجلالة باعتباره رئيس المجلس 

الاعلى للماء والمناخ. 

✓ مراسلة الى مجموعة من القطاعات الحكومية التي لديها علاقة وطيدة بهذه 

الاشكالية.

كما تم خلال الأسبوعين الأخيرين إزالة الحاجز الصخري الذي تم بناؤه من طرف وكالة 

الحوض المائي لأبي رقراق خلال سنة 2016 بغية منع دخول الشاحنات التي تفرغ الركام 

ومواد البناء والنفايات المختلفة بالضاية، وكذلك لمنع بعض الشاحنات التي تقوم بتعبئة 

خزانات من المياه من المنبعين وبإزالة هذا الحاجز تبقى الضاية بدون حماية.

والمشكل الخطير أيضا الذي تعاني منه 

الضاية هو جهل سكان مدينة الدار البيضاء 

بوجود ضاية إسمها ضاية دار بوعزة، فقد 

قمنا بوضع اسثمارة الكترونية وأرسلناها 

لمئة شخص من سكان مدينة الدارالبيضاء 

والنتيجة 70 ٪ال يعرف الضاية و87 ٪لم 

يسبق له زيارتها، فكيف سيدافعون عنها 

وهم يجهلون حتى وجودها وهذا المشكل

ايضا يجعل من السهل على لوبيات العقار 

السطو على الضاية في ظل جهل الساكنة، 

وقبر اخر منطقة رطبة بالمدينة. 

إن ضاية دار بوعزة تراث ايكولوجي ملك 

لنا نحن سكان مدينة الدارالبيضاء خاصة 

وللمغاربة عامة يجب ان نحافظ عليه لنا 

وللأجيال القادمة ومن أجل بلوغ ذلك نقترح: 

✓ الزيادة من حملات التوعية لسكان المدينة لمعرفة إرثهم الايكولوجي وأهميته بالنسبة 

إليهم.

✓ عمل زيارات وخرجات للضاية لفائدة تلاميذ المدارس لكي يتعرفوا على الضاية 

والتنوع البيولوجي الذي تزخر به . 

✓ عمل احتجاجات بالضاية للضغط على الجهات 

المختصة من أجل حماية الضاية بالقانون 

وذلك بتفعيل القوانين لزجر كل من سولت له 

نفسه إداية الضاية . 

✓ إدراجها ضمن منطقة محمية او منتزه وطني 

كالمنتزه الوطني إلفران. 

✓ تصنيفها ضمن مواقع رامسار وبالتالي عدم 

بناء أي شيء داخل هذا الموقع. 

وللمساهمة في المحافظة على هذه الضاية قمنا بعمل 

حملة نظافة وذلك بجمع النفايات خاصة البلاستيكية 

منها واجتمعنا ونددنا بصوت مرتفع أنقذوا ضاية دار 

بوعزة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى