مجتمع

الوليدية تفقد بريقها جراء الجائحة

المغرب تحت المجهر. الناصري.. 

تشهد الوليدية خلال كل موسم صيف إقبالا كبيرا من قبل المصطافين، بفضل مقوماتها الطبيعية التي تميزها عن غيرها من المدن، ومياهها الصافية والزرقاء، غير أن كورونا كان لها كلمة أخرى خلال هذا العام، بعدما ألقت الجائحة بظلالها على النشاط السياحي بالمنطقة، لذلك لم يرق الإقبال الذي تعرفه المدينة خلال هذه الفترة لمستوى تطلعات السكان.

موقعها الجغرافي ومنظرها الجميل، وقربها من العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء ومدينتي آسفي والجديدة، أهلها لتكون قبلة للسياحة الداخلية بامتياز، إلا أن معالم انطلاق موسم الاصطياف خلال هذا العام لم تتضح بعد عند أهلها، الذين يضعون آمالهم في هذه الفترة لمضاعفة أرباحهم، باعتبار أن النشاط الاقتصادي للمدينة موسمي. 

وتعد الوليدية قاطرة لساكنة إقليم سيدي بنور والمناطق المجاورة، حيث تعد بالنسبة لهم سوقا تجارية تنتعش خلال كل فصل صيف، ويساهم الإقبال الذي تعرفه خلاله من إخراجها من طابعها الفلاحي إلى أحضان المدن السياحية المتميزة.

وفي هذا الصدد، أوضح محمد بازة، سمسار عقاري بالمنطقة، أن شاطئ الوليدية كان يعد واحدا من أهم وجهات المغاربة خلال كل فصل صيف، حيث كان الزوار يتقاطرون على المكان من جميع المدن المغربية، غير أن ظروف الجائحة أوقفت ذلك، ولم يعد الإقبال كما كان قبل السنتين الماضيتين، حيث تم إلغاء مجموعة من التظاهرات التي كانت تقام سنويا خلال فصل الصيف، منها مهرجان المحار والتظاهرات الفنية، مما أفقد المدينة قليلا من بريقها. 

المتحدث ذاته أوضح أنه يتطلع أن يقبل أفراد الجالية المغربية، الذين يتجشمون عناء السفر لمسافات طويلة من أجل الاستمتاع بجمال المدن المغربية، على زيارة المدينة خلال شهر غشت، لإنقاذ ما تبقى من الموسم.

ويشكل موسم الاصطياف حدثا بارزا تستعد له كل ساكنة المدينة، لاستقبال الوافدين عليها. فمن أجل ذلك تفتح أبواب المطاعم وتجهز الشقق والفنادق المطلة على الشاطئ، التي تحاول تنويع خدماتها، ما يجعل التسعيرات تختلف من مكان لآخر، فيبقى للزائر الاختيار.

وأوضح بازة، في الحديث معه، أن أثمنة كراء المنازل جد مناسبة خلال هذا العام، حيث يبدأ سعر كراء الشقق من 200 ليصل إلى 500 درهم، بينما يبلغ سعر كراء الفيلات من 400 إلى 1000 درهم حسب الموقع، مبرزا أن هذه الأسعار تأثرت بالركود الاقتصادي الحالي، حيث أدى غياب الطلب إلى تراجع الأسعار. 

من جهته، أوضح نبيل عليلان، مدير وحدة فندقية بالمدينة، أنهم وضعوا ترتيبات خاصة خلال هذا العام نظرا للظروف الصحية التي تمر منها المملكة، كما جرى تجهيز هذا الفضاء ليكون عند مستوى تطلعات الزوار، لذلك فالأثمنة جد مناسبة وتختلف من فندق لآخر، حيث يبدأ سعر كراء الغرفة الواحدة من 3000 إلى 6000 درهم.

ويرى عليلان أنه رغم أن وحدتهم الفندقية تشهد إقبالا من قبل الزوار طيلة العام، إلا أن شهري يوليوز وغشت يعدان من أهم الفترات التي تشهد أكبر عدد من الزوار، ويشكل ذلك 70 في المائة من نسبة الأرباح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى