الرئيسية

الأستاذة لالة خديجة مبروك في رمضانيات: بضغطة أصبع نجول العالم،وبالإستغفار نحول العالم.

 

المغرب تحت المجهر

خلق الله البشر للعبادة التي من أنواعها الإستغفار قائلا:” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” والإنسان بطبعه معرض للخطأ والتقصير في جنب الله تعالى،لكن الله كريم أكرمنا بالإستغفار وفضائله،كما أنه سبحانه وتعالى يحب العبد الملحاح،التواب الذي إذا أذنب تاب وأقلع،واستغفر الله من ذلك الذنب، فالوقوع في الذنب ليس مشكلة،لكن المشكلة هي التمادي في الخطأ والإصرار على ارتكاب المعاصي،فلا صغيرة مع إصرار،ولا كبيرة مع استغفار،فالله يعد كل مستغفر تائب بالمغفرة والثواب العظيم،قال تعالى:” والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم  مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين” .صدق الله العظيم.

وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا  لذهب الله بكم ولجاء  بقوم  يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم:” كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون” 

من خلال ما سبق ذكره ليس المقصود أن نرتكب المنكرات ونذنب عن قصد وبإصرار، محتجين بأن الله سيغفر  لنا بعد أن نستغفره، لكن المقصود من أذنب لغفلة وطغيان ثم أفاق واستغفر غفر له.

إننا في أواخر شعبان ونسأل الله جل وعلا أن يبلغنا رمضان الكريم،كله رحمة ومغفرة،وعتق من النار،فلنبادر بالإفاقة  من الأخطاء والذنوب ونسارع بالإستغفار قبل فوات الأوان،لأن الله سبحانه وتعالى يحب العبد التواب الأواب الرجاع إليه كما جاء في قوله تعالى:” إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين” 

فالحياة دار اختبار وابتلاء،فإن قضى الإنسان حياته كلها تحت رضوان الله،فقد فاز فوزا عظيما،وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.فلنستغفر الله تعالى لأن باب التوبة مفتوح،فكيف لا نستغفره وقد خلقنا في أحسن تقويم،وميزنا عن سائر المخلوقات؟.

وليكن تأملنا أكثر عمقا وتمحيصا، نتأمل في ملكوت الله وجبروته،نتأمل في نعمه التي لا تعد ولا تحصى وقد أنعم علينا بها ونحن الجاحدون، فلنتأمل في ثلاث حقائق لا يمكن تجاهلها،إنها حقائق يجب أخذها بعين الإعتبار حتى يتسنى لنا أن ننال رضا الله.وهذه الحقائق الثلاث هي أن الأبكم يتوق إلى ترتيل القرآن الكريم،والأصم يتضرع لسماعه، والأعمى يتمنى أن يراه ليقرأه، فأين نحن من هذا؟ ألا يجب أن نكون عبادا حامدين شاكرين لكوننا نتمتع بسمعنا وألسنتنا وأبصارنا، ألا يكفينا هذا لحمل كتاب الله بين أيدينا لقراءته،وفهمه والعمل بما جاء فيه؟ 

….لنتوقف هنيهة ونفكر لماذا سلبتنا هواتفنا كل وقتنا؟ طالما هي رهن إشارتنا إذا فاتنا شئ يمكننا استرجاعه وتداركه بضغطة أصبع بخلاف أوقات المغفرة والتواب والعتق من النار أيام معدودات،يجب استقبالها والتهيؤ لها لتداركها.

فلنبادر إلى التقرب من الله:” من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا،ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ” .

قال تعالى:” وسارعوا إلى مغفرة من ربكم  وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين” صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى