الرئيسية

المجاعة تعود للجزائر وتفرض نظام التموين بالبطاقات

 

                                 رئيس التحرير مولاي هشام مبروك        

بعد عام
الروز وعام الشر وعام البون . الجزائر في عام الزيت

والمجاعة
تعود للجزائر لتفرض نظام التموين بالبطاقات
.

أصبح الشعب الجزائري  يسجل نفسه في قوائم وسجلات ويسدد ثمن بعض السلع قبل
تسلمها وليس هذا فحسب بل أصبح يفرض عليه الكمية او الكم الذي يسمح له به ان يأخذه
.

هذا ان دل على شئ فإنما يدل على
ان النظام الحالي للجزائر بدا في العد العكسي وأصبحت كل الأمور السياسية
والاقتصادية والاجتماعية في مخاض لن يخرجوا منه بنتيجة يقينية وامنة للبلاد . وما
زاد الطين بلة ,تجويع الشعب وحرمانه من ابسط حقوقه وتجويعه ,وبالتالي الرجوع به
الى أعوام البون.

لن نذكر هنا الأسباب  لانها معروفة والكل أصبح يعي ان الجزائر فوق
بركان ؟؟

وللتذكير وليس للشماتة , نذكر إخواننا
الشرقيين ان التاريخ يعيد نفسه في رقعتهم و في أسوء زمكانية. وللإفادة لابد ان
تعرف ايها الجزائري ان بلادك  
عاشت
في تاريخها الحديث العديد

         من
الأزمات التي أصبح يضرب بها المثل فيما بعد للدلالة على الجوع .

 فرغم مرور على بعضها أكثر من قرن إلا أنها ما
تزال متداولة حتى الآن وهو ما يتوقع أن يحدث أيضا مع وباء كورونا الذي ستبقى ذكراه
خالدة لدى الجزائريين لعدة سنوات.اعتاد الجزائريون قبل وبعد الاستقلال على تسمية
العام بالحدث الأبرز الذي وقع فيه، لكن الغريب هو أن أغلبها كان مرتبط بأحداث
سلبية، فإما وباء أومجاعة أو بحدث تاريخي مهم وهي الأحداث التي سيدخل عليها تاريخ
جديد وهو سنة 2021 التي أصبحت مرتبطة بظهور وانتشار وباء كورونا الذي أغلق البلاد
وسجن في البيوت العباد وأصبح حديث العام والخاص يوميا، ما يؤكد على أن “سنة
الكورونا” ستبقى خالدة في أذهان الجزائريين لعدة أجيال، على غرار نظيراتها من
“السنوات الخالدة” التي يعود بعضها لأكثر من قرن على غرار “عام الشر”، “عام
الروز”، “عام البون”، “ضربة الفيتنام”، “عام الألمان” وغيرها من السنوات والأحداث
التي سنتطرق لأبرزها.

مقتل 30% 
من الشعب الجزائري بمجاعة  ”عام
الشر ”

من بين أبرز الأعوام التي ما يزال يذكرها الجزائريون في أحاديثهم
اليومية حتى الآن هو ما يعرف بـ “عام الشر” وهو العام الذي يضرب الجزائري به المثل
للإشارة إلى شخص أو مجموعة أشخاص قاموا بتصرف فيه لهفة تجاه الأكل على وجه الخصوص،
أما بخصوص تاريخ “عام الشر” فهو مرتبط بالمجاعة التي ضربت الجزائر أواسط القرن
التاسع عشر إبان الاستعمار الفرنسي وهي المجاعة التي فرضت على الشعب الجزائري بين
سنتي 1866 و1868 نتيجة الجفاف والجراد والأوبئة والمجاعة بالإضافة إلى سيطرة
المستعمر الفرنسي على الأراضي الزراعية، حيث أصبح أغلب الجزائريين يقتاتون على
الأعشاب والمزابل وتحول أغلبهم لمجرد هياكل عظمية، فيذكر عدد من المؤرخين أنه توفي
خلال هذه الفترة ما لا يقل عن 30 بالمائة من الشعب الجزائري الذي كان تعداده وقتها
2.9 مليون نسمة، حيث كان يموت يوميا عشرات الجزائريين إن لم نقل المئات.

فرنسا تغرق الجزائر بالروز بسبب
الحمى الاسبانية

 أما العام الآخر الذي يضرب به الجزائري المثل فهو “عام الروز”
الذي يقول مؤرخون بأنه مرتبط بالمجاعة التي ضربت البلاد سنة 1918 وامتدت إلى غاية
سنة 1919 نتيجة الحمى الإسبانية القاتلة التي قتلت الملايين في أوروبا وكان لها
تأثير على صحي واجتماعي على الشعب الجزائري الذي كان تحت سيطرة المستعمر الفرنسي
الذي ومن أجل تجنب “ثورة الجياع” وسد رمق الجزائريين الذين لم يجدوا ما يأكلونه
نتيجة قلة المواد الغذائية وتراجع المحاصيل الزراعية لعدة أسباب، أغرق السوق
المحلية بالأرز الذي لم يكن طبقا مألوفا في مائدة العائلة الجزائرية التي أصبحت
مجبرة على تناوله في كل وقت، إذ صار “الروز” مادة أساسية في طهي كل أنواع الأطعمة،
إلى درجة أن العائلات الجزائريات أصيبت بالتخمة منه ولم تعد تريد النظر له أو حتى
السماع باسمه بعد انقضاء الأزمة وتوفر باقي الأطعمة.ض

 “عام البون”..

بعد مرور سنوات، عاد الجوع ليفرض
نفسه مجددا في الجزائر التي ضربتها أزمة غذاء أخرى بعد انقضاء الحرب العالمية
الثانية سنة 1945، حيث أتى الجفاف على ثلاثة أرباع المحصول الزراعي، كما أن فرنسا
الاستعمارية سلبت الفلاحين الجزائريين أراضيهم ومنحتها للمستعمرين وما زاد الطين
بلة هو تفشي وباء “التيفوس” القاتل، أمام هذا الوضع فرضت المستعمر الفرنسي نظاما
لتوزيع المواد الاستهلاكية يعتمد على بطاقة تموين “كارت داليمونتاسيون”، فكل وصل
يخول لرب كل عائلة الحصول على كمية معينة من المواد الغذائية، ليصبح هذا العام
يعرف بعدها لدى الجزائريين بـ “عام البون”، في إشارة إلى بطاقات التموين، كما أن
هذه الفترة عرفت اتجاه نسبة كبيرة من العائلات الجزائرية نحو استهلاك “الترفاس”
و”القرنينة” وغيرها من الأعشاب الأخرى.

كورونا وعام بون الزيت

هذه القائمة من الأعوام التي ستبقى خالدة في أذهان الجزائريين،
سيضاف إليها “عام كورونا” الذي من دون شك لن ينس وستبقى المأساة التي تسبب فيها
هذا الوباء راسخة في مخيلة العام والخاص، حيث لن ينس المواطن الجزائري حالة الرعب
التي تسبب فيها هذا الوباء من قتل لحصد أرواح العديد من الجزائريين وإدخال العشرات
منهم المستشفيات وفرض على البقية منهم البقاء في منازلهم وتغيير عاداتهم، كما تسبب
في إغلاق المساجد والمدارس والمحلات التجارية والساحات العمومية وتوقف طواف
المعتمرين حول الكعبة المشرفة وانقطعت الصلاة في الحرمين المكي والمدني، كما منع
هذا الوباء التصافح والتعانق وغيرها من الأمور التي لم تفرضها كورونا على
الجزائريين فقط وإنما أغلب سكان الكرة الأرضية وهو ما سيجعل “عام كورونا” يروى أبا
عن جد.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى