سلايد،كتاب و اراء

الأستاذة لالة خديجة مبروك ومربية الأجيال تحث الشباب قائلة بقلمها: من الجزء إلى الكل.

المغرب تحت المجهر

لكي تصعد إلى قمة الجبل لا بد أن تطأ قدمك السفح،والبدء منه،وصعود السلم يتطلب المرور من أول درج…هكذا يتم النجاح،ومن أجل إنجاح النجاح يتحتم علينا المرور بمراحل على قدر ما تبدو لنا طويلة وشاقة،فهي موصلة طالما قد وضعنا أمام أعيننا هدفا،وخططنا لبلوغه بكل دقة وتمحص. هذا ما أريد قوله وتأكيده لكل شاب وشابة،فأنا مررت – كباقي البشر- بتجاريب  شتى ومختلفة،علمتني الكثير ولازلت أتعلم وأستفيد لأفيد على قدر الإمكان،ففوق كل ذي علم عليم.

إن التشبث بالحياة ومبادئها ركن هام من بين الأركان الموصلة للنجاح،فكلنا نسعى لتحطيم ما يعترض طريقنا للنجاح،فلنبدأ أولا بالقضاء على أنانيتنا وترفعنا عن بعضنا البعض وإصلاح ذات أنفسنا للحصول على نفس تقية،وشخصية متوازنة،نحب لغيرها ما نحبه  لنفسها،فتلك إذن بداية لتكوين شخص صالح لنفسه أولا ولذويه ومجتمعه ووطنه.

أعود لأقول بأن كل شئ يبدأ من الأسفل ليصل إلى الأعلى..نمر بأزمات  ومشاكل تعرقل طريقنا،لكنها مدرسة لنا،فلولا المرض ما عرفنا قيمة الصحة،ولولا الفشل ما عرفنا قيمة النجاح،فالرجوع بخطوة إلى الوراء يدفعك بقوة للتقدم بخطوتين إلى الأمام،كقوة السهم التي تكمن في تراجعه إلى الوراء ليصيب الهدف…

فأكثر الناس وزنا من ضاقوا المر وعانوا وفشلوا، فمابعد المر إلا الحلو،وما بعد المعاناة إلا الراحة والإطمئنان،وما بعد التشرد إلا الإستقرار،وما بعد الفشل إلا النجاح،وما بعد الضعف إلا قوة،قوة بلا غرور،قال تعالى:” إن بعد العسر يسرا”.

كل هذه الركائز التي نعتمد عليها كأساس هي بداية للوصول وبلوغ السلام العام الذي يسعى إليه العالم برمته،هذا السلام الذي يبدأ من إصلاح أنفسنا،لأن الفرد هو النواة الأصلية للمجتمع،فإذا صلح الفرد،وأحسنت تربيته،وارتقى وعيه ليكون محبا لغيره،مقبلا على عمل الخيرات والتعاون والتكافل بينه وبين أفراد المجتمع المحيط الذي يعيش فيه،تلك إذن هي طريق الوصول للسلام العام،فلنسلكها جميعا،هذا السلام الذي هو مصدر الأمان والمحبة بين الأوطان،ومن خلاله تزدهر جميع الدول وينتشر البناء والعمران،وبه ترتقي الحضارات والثقافات،كما أنه يساهم في ترابط وتوطيد العلاقات بين سائر المجتمعات والدول مهما اختلفت أجناسها أو عرقها أو دياناتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى