سلايد،مجتمع

تارودانت=النسخة الأولى من “المقهى الأدبي والفكري”ببرحيل خلاصات الليلة الأولى والثانية…

المغرب تحت المجهر.. عبدالله المكي السباعي …بتصرف…

على غير عادته يغص مركب سوس فوت  ضواحي اولاد برحيل بالرواد من مختلف الأعمار والفئات، لا يتبادلون الكلام كدأبهم في اللقاءات الاجتماعية بالمقاهي ولا يتابعون مباراة كرة القدم أو أخبار العالم عبر الشاشة المنصوبة في منتصفها، بل عيونهم مصوبة نحو منصة تتوسط مقهى داخل المركب يصغون باهتمام وإمعان لحديث الكتاب الضيوف  الذي حلوا ضيوفا على مدينتهم الصغيرة تلبية لدعوة المقهى الثقافي لاولاد برحيل….

1-الأمسية الاولى من ليالي رمضان الثقافية….

افتتحت مساء أول أمس الأربعاء 20 أبريل الجاري، بالفضاء الرياضي والترفيهي “سوس فوت” بأولاد برحيل، فعاليات “المقهى الأدبي الفكري”، النسخة الأولى، دورة الأستاذ محمد  العُميري، والتي اختير لها شعار: “الوعي سبيلا للتنمية”.

لتنطلق بعد ذلك أشغال المحور الإفتتاحي، تحت عنوان: “الفعل الجمعوي والعمل الخيري”، ابتداءً من الساعة 22:30 إلى الساعة 00:35، بتسيير من الفاعلة دنيا بوكرشا، وقد تضمن هذا المحور ثلاث مداخلات؛ “الفعل الجمعوي والعمل الخيري”، من تقديم الأستاذ محمد الزكراوي، و”الفعل الجمعوي وآفة التسيس”، مقدَّما من قِبَل الفاعل الجمعوي سعيد المحمدي، و”دور الفعل الجمعوي في التنمية الثقافية” الذي عرض الحديث فيه الأستاذُ سعيد الهدوم.

2-الامسية الثانية=

واصلت الجمعيات السبعُ المنظِّمةُ لفعاليات المقهى، خلال الليلة الثانية، مناقشة محور ثانٍ، تحت عنوان: «اليقظة الأدبية وتشكيل الوعي التنموي»، وذلك ليلة الخميس 21 أبريل 2022،  في فضاء سوس فوت، بتسيير من الفاعل الجمعوي، والكاتب الشاب مصطفى الهاموس.

وافتتح المسير هذا النشاط بترحيبه بالحاضرات والحاضرين الذين تجاوز عددهم 120 ،

 افتتحت التلميذة”نزهة بمهد”  الجلسة بقراءة قرآنية، ثم ذكَّر المسيرُ -بعدها- بضيف الدورة، وقام بتقديم المتدخلين، ومحور كل متدخل، وقبل الانتقال إلى محاور النشاط،

 

فقدَّم الأستاذ “سْلِيمان محمود” كلمة ترحيبية باسم التكتل الجمعويِّ المنظِّم للمقهى الأدبي الفكري، فتحدَّث عن أهداف هذه المبادرة الثقافية والفكرية التي تُنظَّم لأول مرةٍ في مدينة أولاد برحيل، ذكر منها تقريب الثقافة من المجتمع، حيث وأشار الى المألوف  ذهاب الناس للمؤسسات الرسمية، والقاعات المغلَقة، بكراسيها المصفَّفةِ، بحثاً عن الثقافة، فجاءت هذه المبادرة لتأتي بالثقافة إلى الناس، في مقاهيهم، ومطاعمهم، وباقي الفضاءات المفتوحة، لخلق نوع من التواصل بينها وبينهم، وتقريب الهُوَّة بين المثقف والمجتمع، وتشجيعه على الانخراط في همومه، كما بيَّن انه من أهدافها -كذلك- خلق علاقة بين الاقتصاد الذي تمثله المقاهي والثقافة، فلا بناء ولا تنمية بدون تظافر هذيْن العنصرين. وركَّز على التظافر والتعاون، ودرءِ الخلافات النابعة من الاختلاف، إذ القوة في تكامل ما تختلف فيه كل مكونات المجتمع، وقد استطاعت سبع جمعيات تنظيم هذا الحفل الثقافي بهذه الحلة بتعاونها فريقاً واحداً، خدمةً لمصلحة عامة مشتركةٍ. 

-وعادت الكلمة للمسير، فاستدعى الشاعر والقاص “حسن بضرون” ليقدم قراءة شعرية لإحدى قصائده الطريفة التي لا تخلو من قراءة واقعية للمجتمع، وأمراضه الاجتماعية، . وبعدها، تحدث المسيِّر عن موضوع المحور الثاني من المقهى الأدبي الفكري، وما يطرحُه من إشكالات، ترك ضيفيْ الليلة ليحاولا مقاربتها في ورقتيْن؛ الأولى بعنوان: «الآداب، وحماية الهوية الثقافية الوطنية»، وقدَّمَها الناقد والقاص والروائيُّ “كريم بلاد” الذي تحمَّلَ مشاقَّ السفر من مدينة أكادير، ومشاق الرجوع إليها، إيماناً منه بالفكر والثقافة سبيليْن من سبُل بناء المجتمعات. وانطلق الناقدُ من تقديم مفاهيميٍّ، حيث وقف عند مفهوميْ الثقافةِ والهوِيَّة، ثم خاض في روابطهما بمفهوم الوطنيةِ، ساعياً لإبراز العلاقة بينها، ذاكراً أن الإنسان حاملٌ للوطنية، وأنه يكتسبُها من الثقافة، في تجلياتها المختلفةِ، من عادات وتقاليد، ونمط عيشٍ، ولباسٍ وأكل، ولهجات ولغاتٍ وطنية. وهذه الوطنية تتدخل الآدابُ لحمايتها، مجندةً كافةَ أشكالها وأجناسها المختلفة. وقدَّمَ مثالاً بالتجربة الفلسطينية، ليبرز رأيه المذكورَ، فاستحضر بعض الأعمال، مركزا على “رجال في الشمس”، محللاً هذا العمل -نموذجا- لغسان كنفاني. 

وختمَ ورقته بالإجابة على سؤال طرحه عليه مسيِّرُ اللقاء، حول ما يحمي به كريم بلاد الهوية الثقافية الوطنية بكتاباته، فردَّ الضيفُ بأنه يسعى إلى ذلك، ممثلاً بأمثلة من مؤلَّفِه “غواية السواد”. كما “أدان الهجرة السرية”، بتعبيره، في روايته “طفل المزار”.

أما الورقة الثانية، فكانت بعنوان: «شتات العين بين الصورة والسطر»، وأعدَّها الروائي والشاعر خالد بناني، بدل “الأدب وبناء الإنسان بناء معنوياً” الذي كان مقرَّراً، فيما سبقَ، في تنسيقه مع اللجنة المشرِفة على الإعداد لهذه الليلة الثانية من ليالي المقهى الأدبي الفكري الأول. 

وتحدث الكاتب فيها عن “الهجوم الوحشي”، للصورة على المتلقي، كما نعتَه، منطلقاً من الأعمال التلفزية التي تُعرَض في شهر رمضان، ونبَّه إلى أنَّ عصر السرعة قد يتسبب في دفن الأدب، رداً على من يتذرَّع بالكتب الالكترونية، مثلا، بأن أغلب من يحملونها، لا يقرؤونها، وأن الشاشة والتكنولوجيا تهدد الأدب تهديداً حقيقياً، مشيراً إلى أن البرامج المصوَّرة لا تقدِّمُ معرفةً تُسهِمُ في بناء الإنسان، وتكوينه. وختمَ ورقته بسؤال، ربما أراد به إثارة الحضور والحاضرات مستفهماً: هل يصمد الأدب في مجتمع لا يقرأ؟

وبعد كل ورقة، يقدِّم المسيِّر تلخيصاً لأهم ما جاء فيها، ويتخلَّلُ برنامجه الذي أشرفَ عليه  كلمة ٌ لضيف شرف النسخة الأولى من المبادرة، الأستاذ العُمَيْريُّ، وقراءتيْن شعريتيْن؛ إحداهما للأستاد “لحسن عبيبو”، والثانية للأستاذ بضرون، إلى جانب مسرحية موندرامية شخَّصَها الممثل الشاب “يوسف أيت خلا”، عضو الفرقة المسرحية لمدينة أولاد برحيل، وكذا فقرة غنائية من فن الراب، أداها التلميذ “عماد المناني”. 

وبعد ذلك، فُتِح باب النقاش، حيث طرح بعض الحاضرين مجموعة من الأسئلة تصب في موضوع المحور، وقدموا إضافات وملاحظات، تفاعل معها الأستاذان ضيفا النشاط.

واختتم النشاط، على الساعة 00:35، بتقديم شهادة تقدير وامتنان لكل من خالد بناني، وكريم بلاد، اعترافا بمجهوداتهما، وصبرهما على مشاق البحث والإعداد، والتفاعل مع الحاضرين. وذكَّر المسير، في آخر الأمر، بالمحور الثالث الذي سيُنظم يوم الأحد 24 أبريل 2022، في ذات الزمان والمكان، شاكرا الجمعَ على تلبية الدعوة، ورُقيِّ الذوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى